تقديم

تقديم
يُقدِّم هذا الكتاب حصيلةَ المحاضرات التي أُلقيت في لارنكا (قبرس) من الاثنين 8 إلى السبت 13 شباط (فبراير) سنة 1988. هذا المؤتمر الذي دعا إليه الأنبا انطونيوس نجيب مطران الأقباط الكاثوليك في المنيا (بمصر) ومنسِّقُ رسالة الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، ضم مع سيادته كلا من الأشخاص الآتية أسماؤهم: من مصر، القمّص الدكتور كامل وليم رئيس المعهد الكاثوليكي للأقباط الكاثوليك (المعادي) وأستاذ الكتاب المقدس فيه (مطران اسيوط اليوم). ومن العراق، الأب افرام عازر سقط استاذ الكتاب المقدس في المعهد الديني في بغداد. ومن فلسطين الأب الدكتور بيتر مدروس استاذ الكتاب المقدس في الاكليركية اللاتينية في بيت جالا. والأب جوزف صغبيني خادم رعية القدس للروم الكاثوليك. ومن سوريا الأب بطرس مراياتي الذي رسم مطراناً على الأرمن الكاثوليك في حلب في السادس من شباط (فبراير) سنة 1990، والأب الدكتور جورج صراف، والأب الدكتور انطوان اودو اليسوعي أستاذ الكتاب المقدس في جامعة الروح القدس في الكسليك والذي صار مدبراً رسولياً للكلدان منذ بداية سنة 1990، ومن لبنان الخوري يوسف ضرغام رئيس المدرسة الاكليريكية السابق في غزير، والذي رسم مطراناً للموارنة في القاهرة وسائر افريقيا في 15 ايلول 1989، والأب يوحنا الخوند أستاذ العهد الجديد في جامعة الروح القدس في الكسليك، والأب لويس خليفة أستاذ العهد العتيق في الجامعة نفسها، والدكتورة الأم كلمنص الحلو الرئيسة السابقة للراهبات الانطونيات واستاذة الكتاب المقدس في جامعة الروح القدس في الكسليك، والأب يونان عبيد الرئيس السابق لاكليريكية الرسل اللبنانيين، والدكتور الخوري بولس الفغالي استاذ اللغات القديمة في الجامعة اللبنانية واستاذ الكتاب المقدس في معهد القديس بولس للأباء البولسيين في حريصا.
كان هذا المؤتمرَ الثاني، وكان قد سبقه مؤتمر آخر امتدّ ثلاثة أيام، من 25 إلى 29 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1985 تعارف فيه العاملون في حقل الكتاب المقدس في بلدان الشرق الأوسط. حضره المطران انطونيوس نجيب، والمطران يوسف ضرغام، والقمص كامل (المطران كيرلس) وليم، والأب لويس خليفة، والام اوديل سماحة، الرئيسة السابقة للراهبات الحلبيات في لبنان، والأب انطوان اودو، والأب افرام عازر سقط الدومنيكاني، والأب بيتر مدروس، والأب يوحنا الخوند، والمونسينور جورج سابا سكرتير اللجنة الليتورجية للاتين في البلدان العربية والفقيم في البطريركية اللاتينية في القدس، والأب داود كوكباني الساعد في رعية البوشرية في بيروت، والأب بولس التنوري الذي صار فما بعد الرئيس العام للاباء الانطونيين في لبنان، والأب جوزف صغبيني، والخوري بولس الفغالي. ومثَّل الرابطةَ الكتابية الكاثوليكية العالمية صاحبةَ الدعوة الأب لودجرفلدكمبر، السكرتير العام، والأب مارك سيفان احد مساعديه. ومثَّلَ جعيةَ الكتاب المقدس في مصر الدكتور القس عبد المسيح استفانوس، وجعيةَ الكتاب المقدس في لبنان وسوريا والاردن والخليج العربي القس لوسيان عقاد، وجمعية الكتاب المقدس العالمية يان ده وارد منسِّق ترجمة الكتاب المقدس الى العربية وغيرها من اللغات الاوروبية.
كان المؤتمر الأول مناسبةَ تعارف وتعريف، تعارف بين الحاضرين وتعريف بنشاطهم في نطاق رسالة الكتاب المقدس. بعد المؤتمر الأول، زار سكرتيرُ الرابطة الكتابية الكاثوليكية العالمية (لودجرفلدكمير) برفقة المطران انطونيوس نجيب كبار المسؤولين الروحيين في البلدان العربية، وكان هدف الزيارة كما يلي:
- تجميع المعطيات حول كل ما يتم حالياً في كنائسنا ومؤسسّاتنا التكوينية والرعائية في ميدان خدمة الكتاب المقدس "وكلمة الله".
- الاقتراحات والرغبات الخاصة بخدمة كلمة الله في كل بلد، وعلى مستوى الشرق الاوسط
- تقديم "الرابطة الكتابية الكاثوليكية العالمية"
- اشتراك الابرشيات والمؤسسات التكوينية في "الرابطة".
وعلى اثر هذه الزيارة تم الاتفاق على موضوع لقاء لارنكا الثاني الذي كان قد تقرَّر في نهاية مؤتمر لارنكا الاول، وهو القراءة المسيحية للعهد القديم.
يُشكِّل العهدُ القديم جزءاً من الكتاب المقدس وهو بالتالي كلمةُ الله. قال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: "تعتبر امُنا الكنيسة المقدسة، بفضل الايمان الذي استلمته من الرسل، أن كتب العهد القديم والعهد الجديد كلها بجميع اجزائها مقدسة وقانونية، لأن تلكَ الاسفار كُتبت بالهام الروح القدس... وسُلمت كما هي عليه الى الكنيسة نفسها (الوحي الالهي 11). من اجل هذا نحن نقرأ اسفار العهد القديم. ولكننا نقرأها قراءة مسيحية اي على ضوء حياة المسيح وتعليمه. وهنا نعود الى المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني فنقرأ: "فالله الذي أَلهم اسفارَ العهدين، قد رتب الأمور بحكمته، كي يحتجبَ الجديدُ في القديم ويتضحَ القديمُ في الجديد. فمع ان المسيح قد اسسَّ في دمه العهد الجديد، غير ان اسفار العهد القديم كلها، وقد تبنتها البشارة الانجيلية، تكسب كامل معناها وتظهره في العهد الجديد. وهي بدورها (الوحي الالهي 16).
هذا ما حاوله المجتمعون في مؤتمر لارنكا الثاني: كيف يقرأ المسيحي اسفارَ العهد القديم على ضوء اسفار العهد الجديد وحياة الكنيسة.
فبعد عرض لنشاط لجان الكتاب المقدس في كل بلد، فدِّمت المحاضرات على مدى الاسبوع كله، واعطيت الملاحظات الى المحاضرين، وطلب اليهم اعادة النظر في ما قدموه وارساله الى اللجنة المكلَّفة بتنسيق الكتاب.
حافظنا على نص كل مُحاضر، وتركنا له الحرية في استعمال المختصرات التي يرتئيها وطريقته الخاصة في ايراد النصوص الكتابية يأخذها من الترجة التي يشاء.
وها نحن نقدِّم حصيلةَ ابحاث دارسي الكتاب المقدس في ميدان العهد القديم، بانتظار ان نفتح نافذة على العهد الجديد فيكون في يد القارئ العربي وسيلة تساعدُه على الولوج في عالم الكتاب المقدس والتعرف الى كلام الله.

الخوري بولس الفغالي
استاذ اللغات القديمة في الجامعة اللبنانية
واستاذ الكتاب المقدس في معهد القديس
بولس للآباء البولسبين
حريصا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM