إنجيل يوحنا: كتاب الالآم والمجد: يسوع أمام بيلاطس

يسوع أمام بيلاطس
18: 28- 40

قال له بيلاطس: "أنت إذن ملك"! أجاب يسوع: "أنت قلت. إني ملك".
جاءت الجماعة التي قادها يهوذا إلى البستان، إلى عبر وادي قدرون (18: 1). أوقفوا يسوع، فتركهم يقيّدونه ويسوقونه: "الكأس التي أعطاني الآب، أفلا أشربها" (18: 11)؟
وبعد استجواب قصير (18: 13- 23)، أرسله حنّان إلى صهره قيافا (18: 24). ما الذي حدث عند رئيس الكهنة؟ لا يقول يوحنا شيئاً عن مثول يسوع أمام المجلس الأعلى، عن حكم السلطات اليهودية عليه بالموت. بل هو ينتقل حالاً إلى المرحلة الرومانية.
"وجاؤوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية (آ 28).
لماذا أغفل يوحنا خبر محاكمة يسوع لدى السلطات اليهودية؟ لأن كل شيء انتهى قبل الآلام. فرؤساء اليهود رذلوا يسوع وحكموا عليه بالموت. وحين وصلنا إلى الفصح الأخير، كان الحكم قد صدر: "خير أن يموت رجل من الشعب" (11: 50؛ 18: 14).
هذا سبب. وهناك سبب آخر. لقد أراد يوحنا أن يشدّد على شناعة اللجوء إلى القوة السياسية الوثنية للحكم على يسوع بالموت. فيوحنا يرى في هذا اللجوء إلى السلطة الرومانية فعلة تحمل معنى لاهوتياً عميقأ. حين تداخلت القوتان الدينية والسياسية للحكم على يسوع، بدا هذا الوضع أقوى تعبير عن خطيئة العالم، وإقراراً لا إراديّاً بملكية المسيح. فخلف كل خبر الآلام حسب يوحنا، نجد المزمور الثاني. إستعملت الكنيسة الأولى هذا المزمور لتفسّر دراما آلام المسيح. وأفادت منه في صلاتها. هذا ما فعل يوحنا وبطرس بعد توقيفهما (أع 4: 25- 28). رأت الجماعة الشعوب والملوك المتحالفين ضد المسيح. ولكن الله بدّد مؤامراتهم الباطلة وكرّس ملكه على صهيون حين قال له: "أنت ابني وأنا اليوم ولدتك".
إذن، إقتاد اليهود يسوع إلى دار الولاية. هناك كان يقيم الوالي الروماني خلال الأعياد الكبرى، تاركا قيصرية (التي على البحر) ليسهر على النظام العام خلال هذه التجمعات الكبيرة.
"وكان الصبح" (آ 28).
جاؤوا بيسوع باكراً جدًّا. فالمحاكم الرومانية تعقد في الصباح الباكر. واليهود معجّلون. ولكن هناك معنى أعمق لهذه الإشارة الزمنية: إن يوم إنتصار يسوع على العالم قد بدأ باكراً.
"بيد أنهم لم يدخلوا دار الولاية، خشية أن يتنجّسوا فيمتنعوا عن أكل الفصح" (آ 28).
كان اليهود يعتبرون بيوت الوثنيين نجسة. فإن دخلوا إليها تنجسّوا. ومثل هذه النجاسة تمنعهم من الاحتفال بالفصح. وكانوا سيأكلون الفصح في تلك الليلة عينها. فإذ أراد اليهود أن يحفظوا نفوسهم نقية من أجل العيد، قرّروا أن يظلوا خارج دار الولاية.
يا للسخرية المرّة! هم غير واعين للدراما. لا ضمير لهم حين يسلّمون إلى الموت إنساناً بريئاً. ومع ذلك، فهؤلاء الرؤساء يهتمّون كل الاهتمام بالطقوس: "يصفّون البعوضة ويبلعون الجمل" (مت 23: 24). يا للسخرية القاسية! إن ذبح حمل الفصح الحقيقي على الصليب، سيجعل بعد ساعات محدودة أكل حمل الفصح القديم، باطلاً وعديم الفائدة إلى الأبد. وابتدأت المحاكمة في جوّ من الكذب والرياء.
إذن، كان يسوعُ اليهوديّ الوحيد الذي يدخل إلى دار الولاية، إلى بيت وثني. وسيكون للمحاكمة مسرحان: دار الولاية والمدى المحاذي. وسيأخذ الوالي يروح ويجيء من الداخل حيث يقف يسوع إلى الخارج حيث تهتف الجموع. وتتناوب حوارات دراماتيكية بين يسوع وبيلاطس في الداخل، بين بيلاطس والجموع في الخارج. ويبدو بيلاطس متقلّباً بين هذين القطبين: لا يعرف أن يتّخذ قراراً. يحاول أن يساوم بين الحقيقة التي تحدّثه (18: 37 ي) والكذب القاتل (8: 44) الذي سينتزع منه في النهاية قراره: "عندئذ أسلمه ليصلب" (19: 16).
"فخرج بيلاطس إليهم" (آ 29).
تنازل بيلاطس تنازلاً ذا طابع سياسي، تميّزت به إدارة الامبراطورية الرومانية، فخضع لإهتمامات اليهود الدينية، وذهب إليهم خارج دار الولاية. وها نحن نرى المواجهة بين الذين يقرّرون مصير يسوع. من جهة رؤساء اليهود يتّهمون. ومن جهة ثانية الوثني الذي يمثّل السلطة. تفصل الجهتين هوة من الاحتقار المتبادل. وسيكتفون بإعلان ملكية يسوع (ابن الله) المجرّدة من كل سلاح، لتبرز الرباطات السرية التي توحّدهم ضد الحقيقة. هذه الحقيقة التي يرفضونها بدرجات متفاوتة وهم مرغمون، فيكوّنون جبهة مشتركة من الكذب الكبير الذي اسمه "العالم" (18: 36).
إنتظر يسوع في دار الولاية. فالجدال حول مصيره يتمّ في غيابه. ولكن شخصيته تملأ الساحة كلّها.
"أية شكاية توردون على هذا الرجل" (آ 29)؟
وبدأ العمل بشكل حيادي. يسوع هو في نظر بيلاطس متّهم لا إسم له. هو "إنسان" بين عدد من الناس، وقد تسلّمه الجنود. هو ذاك الذي سيقول عنه بعد أن أمر بجلده: "ها هوذا الرجل"! ما هو سبب الاتهام ضده؟ بماذا أخطأ؟
"لو لم يكن فاعل سوء لما أسلمناه إليك" (آ 30).
ما هو المعنى الدقيق لهذا الجواب؟ هناك تفاسير عديدة. بعضهم يرى وقاحة غريبة لا تصدّق، نظرة متكبرة، تحدّياً لبلاطس ودفعه لكي يفعل بحسب رأيهم. والبعض الآخر يرى وداعة مخادعة ومرائية. مهما يكن من أمر، فالحكم قد صدر بالنسبة إلى اليهود. إنه مجرم وهم يقدّمونه إلى المحكمة. لماذا لا يصدّقهم؟ لماذا يضيع الوقت؟
غير أن اتهامهم يبدو ملتبساً، وقد أرادوه كذلك. فهو يخفي الطبيعة الحقيقية للقضية: جرم سياسي، إساءة إلى النظام العام، جرم ديني. لم يُرد رؤساء اليهود أن يحدّدوا!
"فقال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واحكموا في أمره بحسب ناموسكم" (آ 31).
لليهود ناموس تقرّ رومة بوجوده. فإن رأوا في هذا الإنسان فاعل سوء، فليحكموا عليه. أو بالأحرى فليوضحوا إتهامهم. فبيلاطس لا يستطيع أن يفعل شيئاً في اتهام غامض كهذا. فالقضية لا تعنيه.
"فأجابه اليهود: لا يحق لنا أن نقتل أحداً" (آ 31).
أُجبر الرؤساءُ اليهود على الخروج من الإلتباس، والإفصاح عن مقصدهم: إنهم يريدون موت يسوع. غير أنهم لا يفصحون عن رأيهم إلاّ بصورة غير مباشرة. أجبروا على الإقرار بتبعيتهم لرومة وهذا ما أزعجهم. وينتهي المشهد الأول في هذه الدراما باللجوء إلى السلطة الوثنية. ويحدّد يوحنا من أجل القارىء معنيَيْ طلب اليهود: "كان هذا ليتم القول الذي قاله يسوع، إذ أشار إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموتها" (آ 32).
لو حكم اليهود على يسوع لكانوا رجموه (8: 59؛ 10: 31). ولكن بما أن اليهود لجأوا إلى الرومان، فالعذاب سيكون عذاب الصليب. حينئذ تتمّ كلمة يسوع: "يجب على ابن الإنسان أن يُرفع" (12: 34).
وبدا يسوع في دار الولاية. رجل مسكين ومقيّد (18: 24). يجادلون في قضيته ولا يسمعون له. ومع ذلك، فهو يشرف على الدراما من علياء كلمته النبوية. وهذه الكلمة قد حدّدت مسبقاً مسيرة هذه الدراما ومدلولها. "وكما رفع موسى الحية في البرية، فكذلك يجب أن يرفع ابن الإنسان لينال كل من يؤمن به الحياة الأبدية" (3: 24- 15). "وأنا متى رُفعت عن الأرض، جذبت إليّ الناس أجمعين" (12: 32).
"فدخل بيلاطس من جديد إلى دار الولاية، ودعا يسوع" (آ 33).
خبر يوحنا هو خبر موجز. لماذا بدأ بيلاطس يهاجم اليهود، وها هو يعود إلى نفسه؟ لماذا قرّر أن يستجوب المتهم؟ ما الذي يعرفه عن يسوع؟ كل هذا لا يتحدّث عنه يوحنا، بل يدخل حالاً في قلب الإستجواب الأول.
"أنت ملك اليهود" (آ 33)؟
كيف ظن بيلاطس أن يسوع يعتبر نفسه ملكاً؟ إذا عدنا إلى لوقا رأينا أن إتهام اليهود ليسوع تضمن إعتبار نفسه ملكاً: "وأخذ عظماء الكهنة والكتبة يتهمون يسوع فيقولون: وجدنا هذا الرجل يثير الفتنة في شعبنا، ويمنعه أن يدفع الجزية لقيصر، ويدّعي أنه المسيح الملك" (لو 23: 1- 32). أما سؤال بيلاطس إلى يسوع فنجده هو هو في الأناجيل الأربعة. وتتأكّد تاريخيته بمشهد الهزء الذي نظّمه الجنود الرومان (يذكر في كل الأناجيل). ما كان باستطاعة الجنود أن يهزأوا من "يسوع الملك"، إلاّ إذا كان إدّعاؤه بأنه ملك اليهود قد وجد في وثيقة الاتهام. ونقول الشيء عينه عن الكتابة على الصليب: "يسوع الناصري ملك اليهود". لقد قدّم يسوع إلى محكمة بيلاطس لأنه اعتبر نفسه المسيح الملك وتصرّف بحسب هذا الاعتبار.
"أجاب يسوع: أمن عندك تقول هذا؟ أم آخرون قالوه لك عني" (آ 34)؟
كان سؤال الوالي ملتبساً. فأراد يسوع أن يعرف ما يعني قبل أن يجيب. والمعنى يرتبط بالمصدر. هل يتكلّم بيلاطس من نفسه؟ أو يستند إلى ما قاله اليهود؟ فإن تكلّم من ذاته كان للسؤال مدلول سياسي. فإن أجاب يسوع بالإيجاب، جعل نفسه بين هؤلاء المغامرين الذين كثروا في القرن الأول المسيحي. ولكن إن تكلّم بيلاطس مدفوعاً من اليهود، فتتبدّل طبيعة السؤال. يصبح السؤال دينياً ويصبح له بعد غير متناهٍ. إنه يتجاوز أفق الوالي الروماني، كما يتجاوز سُّر إسرائيل قدرة قيصر. وهكذا أشار يسوع إلى إلتباس وضع بيلاطس، وحذّره من اليهود الذين يدفعونه إلى النظر في قضية لا يستطيع أن يحكم فيها. هم يجتذبونه إلى دراما تتجاوزه وقد تغرقه.
"أجاب بيلاطس: أيهودي أنا" (آ 35)؟
تلقّى بيلاطس جواب يسوع وظنّه إهانة. إنه روماني. ولا شيء يجعله قريباً من الشعب اليهودي. إنه خارج الجدال، ولا أحد يملي عليه أسئلة يطرحها. لهذا تظاهر أنه يترك جانباً المسألة الملكية ويبدأ إستجواباً موضوعياً ومستقلاً: "إنّ أمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ. فماذا فعلت" (آ 35)؟ الطريق مفتوحة أمام المتهم. فليعرض قضيته. لم يستفد يسوع من هذه الحرية إلاّ ليردّ على السؤال الأول (أنت ملك اليهود). جاء جوابه "نعم" واضحاً. ولكنه تابع فكرته: يجب أن تعرف عن أية ملكية أتكلّم. "إن مملكتي ليست من هذا العالم. فلو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان رجالي يقاتلون عني فلا أسلم إلى اليهود. ولكن مملكتي ليست من هنا" (آ 36).
لا ينكر يسوع أن مملكته تمتد على العالم وتمارَس في العالم. ولكن مملكته وملكه ليسا من هذا العالم: مملكة يسوع ليست من هنا. عبارة سلبية خلقت شعوراً بالسر لفت إنتباه هذا الوثني. إذا كان ليس من هنا، فمن أين هو؟ أمّا قارىء الإنجيل المسيحي فيعرف معنى هذه العبارة: ليست مملكتي من هذا العالم، من هنا. إذن هي من فوق (8: 23). هي سماوية (3: 31)، روحية 31: 3، 5)، إلهية (4: 24). ليس ملكوت يسوع عمل الإنسان (6: 28 ي)، ليس عظمة أرضية وبشرية وزائلة. إنه عطية الله (4: 10). إنه نور وحياة يقدّمان إلى البشر من أجل خلالهم. لو كان ملكوت يسوع من هذا العالم، لاستند إلى قوى هذا العالم لكي يدافع عن نفسه. ولكان ليسوع حرس يحامون عنه ويقاتلون لأجله بأسلحة تساوي ما لقوى هذا العالم. ولكن يسوع يقف هنا من دون سلاح.
"أنت إذن ملك" (آ 37)؟
لم يحتفظ بيلاطس من جواب يسوع إلاّ إعتداده الضمني بأنه ملك. وهذا الاعتداد يبدو مفرطاً بحيث رأى بيلاطس نفسه مجبراً بأن يعيد السؤال. يجب أن يقرّ "الرجل" بدون مواربة أنه ملك. حينئذٍ يصبح إتهام اليهود له مؤسّساً ومسنداً. وهكذا تكون القضية داخل صلاحيات الوالي.
"أنت قلت. إني ملك" (آ 37).
نجد العبارة عينها مع بعض التغييرات في الأناجيل الإزائية (مر 15: 2: مت 27: 11؛ لو 23: 3). هي تعني: نعم. ولكنها تترك للمحاور جزءاً من المسؤولية وهامشاً فيه يقدّر المدلول الحقيقي لهذا "النعم". وهذا ما يتيح ليسوع بأن يعود إلى معنى ملكه. إنه لم يعطِ بعد لبيلاطس إلاّ مدلولاً سلبياً عنه. وها هو الآن يشرح طبيعته الحقيقية.
"لقد ولدت وجئت إلى العالم لأشهد للحق. وكل من هو للحق يسمع صوتي" (آ 37).
ربط يسوع رباطاً وثيقاً ملكه والحقيقة. فإذا كان ملكاً بكل معنى الكلمة، فمن هذا القبيل، ليس ملكاً بوكالة قانونية، ولا بمجرّد ميراث، ولا بقوّة السلاح والجاه. ولكن بما أنه ابن الله وكلمته المتجسّد، تكمن فيه الحقيقة، تحيا فيه، تعبرّ عن ذاتها فيه بملء التعبير وكماله.
مُلكه هو ملك الحقيقة. هو لا يفرض نفسه بالقوة. بل يقدّم ذاته بدون عنف. فيتقبّله كل من هو من الحق أي كل من وافق قلبه كلمة الله فأحبها وطلبها بصدق باهتمام. مثل هذا يرى في صوت المسيح صوت الحقيقة فيخضع لنيرها.
لا أحد يفلت من هذا الملك، لأن لا أحد يفلت من الحق،. فكل إنسان مدعو لأن يتخذ موقفاً: مع الحقيقة أو ضدّها. بل يطلب من أرفع سلطة أرضية أن تختار فتخضع لملك المسيح الذي هو الحق.
هذا هو المعنى العميق لهذا المشهد الخارق. يسوع يقف هنا في محكمة العالم كشاهد للحق. وفي هذه المواجهة نفسها، يعلن عن ذاته ويكشف نفسه ملكا. إنه يدين الذي يدينه. في الواقع، هو بيلاطس الذي يمثل أمام محكمة الحقيقة. والحال أن بيلاطس يمثّل قيصر. وهكذا يرى الإمبراطور وكل سلطة مخلوقة الحدّ الذي يتوقفون عنده، كما يرى أولوية الحقيقة السامية.
إحتجنا إلى ضعف الشاهد لكي تظهر الحقيقة المتجسدة في كل نقاوتها، وتنكشف على أنها من نظام غير نظام هذا العالم. واحتجنا أيضاً إلى هذه المواجهة مع السلطة السميا لكي تظهر سيادتها المطلقة. واحتجنا أخيراً إلى شهادة يؤدّيها يسوع للحقيقة فتقوده إلى التضحية بحياته لكي تظهر طبيعة هذه الحقيقة. إنها حب. والملك في مملكة الحقيقة هو خادم الجميع (13: 13- 15). ولقد حصل على تاجه (19: 2- 5) حين سفك دمه من أجل أحبّائه (19: 34). إنه ملك في الحب (15: 13).
تكلّم يسوع فأجاب بيلاطس جواباً حاول أن يتهرّب منه: يوما هو الحق" (آ 38)؟
ما معنى هذا السؤال؟ هل هناك رغبة صريحة في التعليم؟ هل هناك فضول نهض من سباته؟ لا مبالاة، إرتياب، سخرية وإحتقار؟ مهما يكن من أمر، أنهى بيلاطس الحوار.
"قال هذا وخرج أيضاً إلى اليهود" (آ 38).
هذا الموقف يشبه الهرب. ما أراد بيلاطس أن يقول "نعم" أو " لا". إختفى من أمام هذا المتهم الغريب. ولكن عمله ظلّ عديم الفائدة. تهرّب من شهادة حقيقية فافتتح الطريق أمام كل التنازلات. شاء أم أبى، فقد جعل نفسه في جانب الرؤساء اليهود، وهم جعلوا نفوسهم بجانب قيصر. كلاهما رفضا الحقيقة. رفض بيلاطس أن يتخذ موقفاً من أجل الحقيقة، فوجد نفسه ضدّها.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM