سبّحوه بالعود والكنّارة، صلاة من المزامير : الخاتمة
 

 

الخاتمة

بعد هذه المسيرة برفقة الآباء الذين سبقونا وصلّوا هذه المزامير، بعد هذه المسيرة التي بدأت ألف سنة قبل المسيح وما زالت حاضرة ولن تزال حاضرة ما زال مؤمن حاضراً على الأرض، بعد هذه المسيرة مع الروح القدس الذي يصلّي فينا بأنّات لا توصف، بعد هذه المسيرة على خطى المسيح داخل الكنيسة، نتوقّف الآن بعض الشيء لنعود فنقدّم مزامير أخرى.
29 مزموراً رافقتنا في صلاتنا، فأنشدنا الله الذي خلق السماوات والأرض، الذي أعطى الشريعة لشعبه والغفران للراجعين إليه. هذا الإله نتوجّه إليه في الشدّة والضيق، في المرض واليأس، ونعلن اتكالنا عليه وهو العارف بحياتنا وبما في قلوبنا.
مزامير رافقتنا فسرنا فيها أبعد من العهد القديم، ووصلنا فيها إلى المسيح الذي هو نور العالم والماء الحيّ. فتحدّثنا عن صومه وآلامه. وعشائه الأخير وتمجيده. وكان نشيد للثالوث الأقدس، وتأمّل حول أسرار التنشئة أي المعموديّة والتثبيت والقربان المقدّس، ونداء يوجّه إلى الذاهبين للحجّ.
مزامير قرأنا نصوصها وردّدناها في أعماق قلوبنا، فهمنا معناها بشكل عام وصلّيناها بشكل طلبات تتكرّر وتوسّعات تعبّر عمّا في أعماق النفس البشريّة. مزامير كانت لنا نموذجاً ومثالاً تساعدنا على تكوين صلاة شخصيّة هي قمّة الحياة الروحيّة لدى الذين يريدون أن لا تكون صلاتهم ترداداً وحسب، بل تكون "صلاة القلب" كما كان يقول آباؤنا القدّيسون.
مزامير نقدّمها إلى المؤمنين. يصلّونها في عزلة غرفتهم، يغلقون بابهم ويتوجّهون إلى الآب سراً، والآب الذي يرى السرّ يجازيهم علانية. يصلّونها في جماعة، في سهرة صلاة، فيكون المسيح فيهم وبينهم لأنه يرى فيهم جسده السرّي. يصلّونها على مهل. ربما في جوقتين أو أكثر. وبين مقطع ومقطع يكون صمت فيه نجعل كلمة الله تعج في أعماقنا.
"سبّحوه بالعود والكنّارة". لأننا نرجو أن تكون صلاتنا نشيداً تتردّد طوال النهار وإناء الليل. وهكذا نصلّي ولا نملّ. وهكذا تكون كل حياتنا تمجيداً لله. هو كتاب أول اخترنا ما اخترنا فيه من مزامير ونحن نرجو بإذن الله أن يليه كتاب ثانٍ يقدّم صلوات أخرى تكون غذاء لنفوسنا وعلامة الشركة والوحدة في جماعاتنا وكنائسنا.

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM