الفصل التاسع والعشرون :حلقات المشاركة

الفصل التاسع والعشرون
حلقات المشاركة

تنظّمت حلقات المشاركة في ثلاثة مجالات: القراءة الرموزية مع الأخت وردة مكسور، القراءة السردية مع الأب جان عزام، القراءة الروحية مع الأخت جهاد الأشقر. وكانت حلقة رابعة قرأ فيها الأب يوسف فخري المزمور 22 على ضوء آلام يسوع المسيح في إنجيل مرقس. رأى في هذا المزمور صلاة كل إنسان يعيش مرارة الألم، كما رأى فيه تعبيرا عن الرجاء بأن الله سيفعل.

1- القراءة الرموزية
أ- درس نظري
هذه طريقة من ثماني طرائق وهي: الطريقة التاريخية النقدية، الطريقة البُنيوية ، الطريقة الاجتماعية السياسية، الطريقة الروحية، الطريقة النفسية، الطريقة النفسانية، الشعرية، الرموزية.
أما الطريقة الرموزية أو السيمياء فلا تستند إلى معلومات الإنسان، كما لا تستند إلى رأي الكاتب. إنها تنبع من المشاركين. هي تقوم على عملية القراءة، لأنها عمل القارئ. فالقارئ يستند إلى تفاصيل النص، يعتمد على تركيبات النص، ويحاول تنسيق المعلومات والعلامات أو الرموز.
إن هذه الطريقة تساعدنا على اكتشاف المعنى الخاص بكل نص. هذا لا أقابل نصاً بنص، بل أحاول حل الصعوبات داخل النص نفسه. أنا أتعاطى مع هذا النصّ فلا يحق لي العودة إلى نصّ آخر.
وهنا تبرز أهمية الأشخاص والمكان والزمان، وتنظيم هذه الظروف وتمركزها وعلاقاتها بعضها ببعض. وهذا ما يفتح المجال للدخول في العمق ولاكتشاف حقيقة الكلمة.
وتعتمد هذه الطريقة محطات أربع:
الأولى: قراءة علنية يقوم بها أحد الأشخاص، والآخرون يسمعون دون أن يفتحوا الإنجيل.
الثانية: إعادة بناء النص غيباً.
الثالثة: زيارة النص. ماذا نسينا منه حين أعدنا بناءه؟
الرابعة: التركيز على الأشخاص، والزمان والمكان.
نتوقف أولاً عند المحور الإخباري (الهدف، السبب، إمكانية الوصول إلى الهدف)، ثم ننتقل إلى المحور التعليمي.
ب- تطبيق عملي
أولاً: مت 4: 12- 17: رجوع يسوع إلى الجليل
- الزمان: اعتقال يوحنا، ترك الناصرة، اقترب.
- المكان: الجليل، الناصرة، كفرناحوم، شاطئ البحر، زبولون ونفتالي.
جليل= جليل الأم
بلاد= أرض
شاطئ= طريق
بقعة الموت، الظلمة، ظلال
في المكان الذي كانت فيه الظلمة، ظهر النور
- الأشخاص: يسوع، يوحنا، المقيمون، الشعب المقيم، الأشخاص الذين يبشرهم يسوع.
يسوع سكن فيها. سكن معهم فأصبح المكان نوراً.
يسوع جلس معهم ليتم ما قيل بأشعيا النبي.
- الرموز: الظلمة تقابل النور. ثم الظلمة والنور معاً.
ملكوت السماوات يرمز إلى النور= يسوع.
هنا فئتان من الشعب: الشعب المقيم في الظلمة، المقيمون في بقعة الموت وظلاله.
زبولون ونفتالي. هذا ما يدل على الشعب اليهودي.
طريق البحر. هذا ما يدل على الانفتاح.
جليل الأمم يشير إلى الوثنيين.
إنطلاق من اليهود إلى البحر، إلى الأمم.
هناك انتقال من مكان إلى آخر. وهذا ما يدل على شموليّة تعليم المسيح.

ثانياً: مر 5: 25- 43: شفاء المنزوفة وإقامة ابنة يائيرس.
المستويات: مستوى الشفاء. مستوى جسدي (اللمس، وضع اليد).
مستوى عودة الحياة.
مستوى نفسي: النازفة خجولة خائفة. لا نعرف اسمها. جاءت من خلف.
مستوى اجتماعي: دخل يسوع مع الأب والأم.
مستوى الإيمان: "إيمانك خلصك". "آمن فقط".
كافأ يسوع رئيس المجمع على إيمانه وكذلك النازفة.
مستوى ألوهية يسوع: قومي
هناك انتقال من المستوى الجسدي إلى المستوى الروحي... أنفقت كل ما تملك ولم تصل إلى ما تريد إلاَّ بواسطة يسوع.
في أي مستوى نقف نحن؟

ثالثاً: مر 1: 21- 28: يسوع يعلِّم ويقهر الشيطان
التركيز على الأمكنة: كفرناحوم (المدينة)، المجمع (موضع مقدس).
الزمان: السبت (هو يوم مقدّس).
دخل يسوع المجمع وأخذ يعلم هناك كمن له سلطان، لا مثل الكتبة. إن تعليم يسوع يختلف عن تعليم الكتبة بل هو يقع خارج هذا التعليم التقليدي. هو يعيش ما يقول، ويقدّم كلامه في أسلوب شخصي.
ودخل شخص نجس إلى المكان المقدّس (المجمع) في يوم مقدس (السبت). الوضعان يتعارضان. هناك اختلاف أساسي: ما لي ولك؟ إدَّعى الروح أنه يعرف الله وأنه بالتالي يستطيع أن يسيطر على الله، أن يمتلك الله. ولكن ظهر سلطان المسيح، فانتهت مملكة الشيطان، وعادت إلى المجمع قدسيته وإلى السبت طهارته.

2- القراءة الروحية
الموضوع: درس الإنجيل مع فريق من الأطفال
المبدأ الأساسي: إيصال كلمة الله بصفائها إلى الأطفال، من دون تشويه. نحاول أن نخلق التشويق فنستعمل أسلوب التضخيم أو التأثير على المشاعر.

أ- التحضير البعيد
التعرف إلى أسماء الأطفال وظروف حياتهم. تحضير الإنجيل مسبقاً، تحضير المكان.

ب- قبل اللقاء
فسحة من اللعب والجو المرح للتعارف.
انتقال إلى المكان المحضَّر للإنجيل بتطواف، والأولاد يحملون الإنجيل والشموع وينشدون مثلاً: كلمتك مصباح لخطاي...

ج- اللقاء
إشارة صليب واضحة تتُلى على مهل.
صلاة أولى انطلاقاً من واقع معاش أو من وحي النص.
قراءة النص كما هو. لا نخرج عن النص ولا نحاول أن نرويه فنزيد عليه.
تقنيات لفهم النص. إعادة بنائه، تمثيل المشهد، أسئلة صور...
تعميق بعض المحاور وربطها بأمثلة من الحياة.
إنتقال تدريجي إلى الصلاة.
إختتام اللقاء بصلاة تستعيد ما قاله الأطفال.

د- بعد اللقاء
قد يصبّ اللقاء في القداس، وهكذا يعيش الأطفال خبرة الكنيسة المجتمعة حوله الكلمة.

3- القراءة السردية
هناك عدة مستويات لدراسة النص. من اكتشاف الرموز، إلى العرض الرعوي (إلى ماذا يوصلنا النص؟)
وفي الأسلوب السردي نحاول أن نكتشف عناصر الإنجيل. وذلك في ثلاث مراحل.
الأولى: العرض الأول: الأشخاص، الأمكنة، الزمان.
الحركة في النص.
الثانية: العقدة أو اكتشاف القضية مع التطور الديناميكي للرواية. هل دخل أشخاص جدد؟
الثالثة: الحل. يمكن أن يكون الحل مأساوياً.
في العرض يكون الموقف حيادياً، بدون إصدار حكم.
في الحل، هناك دينامية ودخول فيه حوار، وقد يصبح مجابهة.
المهمّ أن نكتشف أبطال الرواية (كيف فهموها؟)، سامعي الرواية، الكاتب والقارئ.
* وتدارس المشاركون مثل الأمناء (لو 19: 12- 27).
هناك مرحلتان. آ 12- 14: عرض المشهد.
آ 15- 27: عودة الملك ومحاسبة العبيد.
* ثم تدارسوا إحياء ابن أرملة نائين (لو 7: 11- 17).
كيف أبرز لوقا دور يسوع في المعجزة (خلالها، ما قبل، ما بعد)؟
للأشخاص الآخرين دورهم وقد يكون مهماً جداً.
ولكن الأمر هو الدينامية: فعلة يسوع، كلام يسوع.
هناك العرض (آ 11- 12): المشهد الأول. جماعتان. واحدة تتبع الميت وثانية تتبع الحي.
الحركة (آ 13- 15): المشهد الثاني. أهمية الأفعال (دنا، لمس).
النتيجة على المشاهدين (آ 16- 17): المشهد الثالث
إن آ 17 تقابل آ 11.
وكذا نقول عن آ 12 وآ 16.
وفي الوسط يسوع.
دور الأشخاص. دور يسوع. هو الدور الأساسي والآخرون يتبعونه.
رأى. هذا أوّل عمل. وهو مهم في لوقا. يرى النبي أي يدخل في عالم الأشخاص الذين يريد أن يعمل فيهم.
رقّ، أشفق: تعبير عن الشعور العميق.
دنا، قرب. هنا نجد حركة.
قم. هذا ما قاله يسوع للشاب.
دفعه إلى أمه. انتهى كل شيء. هو وحيد أمه وقد عاد إلى أمه.
مسيرة يسوع ودخوله إلى المدينة. صارت الجماعتان جماعة واحدة. والحي حمل الحياة إلى الميت.
قام فينا نبي... بروز شخص جديد: مجدوا الله... تدخل المسيح فتمجد الله...
وكان الانتشار... ما حدث هنا يحدث في كل مكان، ويصل مجد الله إلى أقاصي الأرض وبعد هذا تبرز الناحية الرعائية.
* لعازر والغني (لو 16: 19- 31)
نقرأ النص وكأننا نقرأه للمرة الأولى... نقرأه مرة ثانية ونعطي رأينا بشكل سريع قبل أن نكتشف العرض والعقدة والحل.
العرض الأول (آ 19- 21) لوحة مزدوجة.
الانتقال ووصول شخص جديد. هو الموت.
تعارض بين الموت والحياة، بين فوق وتحت.
بدا العرض الأول من دون دينامية. هو وصف وحسب.
اللوحة الثانية وهي أكثر دينامية من الأولى (آ 22- 23).
ويبدأ الحوار فندخل في صلب الحل (آ 24- 23).
أهمية آ 26 لأنها تغيِّر الموضوع. هناك ممثلون آخرون وإن كانوا غائبين.
لا دور للفقير. فالحوار يتمّ من خلال ابراهيم. نلاحظ اللغة: أبتاه، أبتِ، يا ولدي، يا بني.
ويظهر دور الراوي. هو يتدخل ليشرح... ومن خلال سرده يجتذبنا إلى شخصا من الأشخاص.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM