ملحق
الجدال في الصوم
لوقا 33:5 - 39
الآباتي بولس التنوري
أصحاب السيادة
آباتي الأجلاء
أيها الأخوات والإخوة
يسعدني أن أستقبلكم هذا المساء في رحاب هذا الدير باسم رهبانه كما باسم الرهبانية الأنطونية التي تتشرف اليوم باستقبالكم وقد خصصتموها بزيارتكم هذه. وإنني شخصياً لا أعبر فقط أمامكم عن إعتذاري لعدم تمكني من متابعة مؤتمركم بل أعترف بالإنتقاص الذي أشعر به بسبب هذا الغياب.
أما، والكلمة في الكنيسة هي أولاً كلمة الله كما يبلغها الروح، فلنصغ إلى ما يوحي إلينا روح الرب على ضوء ما سمعنا من كلامه في الإنجيل المقدّس:
أين الجديد ينادينا الروح؟
أين الثوب الجديد وأين الآنية الجديدة؟
خمر الرب هي دائماً جديدة فأين الإنسان الجديد؟
ترى إلى من ننقاد؟ أإلى المطالبين بالصيام الذين يفوتون عليهم، وبقصدهم أن يحرموا الآخرين أيضاً، عذوبة اللقاء وفرصة الحضور مع الرب لأن ممارسة الصيام أهم؟ أم ننقاد إلى الروح الذي يدعونا للإنضمام إلى الوليمة حيث لا تفرقة بين فريسي وعشار، بين بار وخاطئ؟
نحن في مجتمع يحب التقاليد، يتقيّد بالعادات والممارسات، هذا هو مجتمعنا الشرقي وربما كان هنا بعض غناه. ولكن أين الروح من كل هذه؟ أين تعليم الرب، أين خمرته الجديدة من ممارساتنا وعاداتنا وتقاليدنا؟
المؤمن عندنا ربّما تعوَّد على الثوب القديم والإناء القديم، هل هو حاضر بما فيه الكفاية لاستقبال جديد الرب؟
هل تساعد طوائفنا وكنائسنا بممارساتها وأنظمتها المختلفة علىٍ تحضيره لاستيعاب الجديد أم تحاول أن تبقيه ضمن هذه الأطر، إنساناً قديماً يخاف على الممارسات والتقاليد أكثر من خوفه أن لا يكون من عداد تلاميذ المعقم وأصدقاء العروس؟
من منطلق إنجيلي أصيل، تراودني اليوم هذه الأفكار. وأنا أتساءل: ترى ألاّ يحق للمؤمنين في البيئة الواحدة أن يتخطوا عتبة التقاليد والممارسات "الطائفية" ليجتمعوا ويصلوا معاً بلغة وأسلوب تتناسب مع الروح الجديدة فنكون أبناء كنيسة واحدة من دون تفرقة؟
إنني مؤمن بعمل الرب في الكنيسة ولذلك أترك لكم أن تتأملوا وتفكروا بدفع الروح الذي يجمعنا وبالشجاعة التي بقدرة الروح وحده أن يمنحها لنا:
يسوع يطلب الثوب الجديد والآنية الجديدة.
هل كنائسنا تتجاوب مع إرادة يسوع؟
هل هي حقاً جديدة وهل تطيب خمر الرب فيها مع الزمن أم أصبحت خوابي مشققة من دون خمر؟
وبالتالي لا تقدر أن تملأ قلوب المؤمنين فرحاً ورجاء، فتكتفي بالممارسات والتقاليد.
كنيستنا نحبّها. لتكن كما يريدها الرب كنيسة المحبة والأخوة والفرح.