خاتمة

خاتمة

هذه محطة ثانية في عملنا المشترك في رسالة الكتاب المقدّس. كانت المحطة الأولى "قراءة مسيحية للعهد القديم" في إطارنا الشرقي العربي. إجتمع عدد من العاملين في حقل الكتاب المقدس، في فندق لوردوس بيتش في لارنكا (قبرص) وقدّموا حصيلة أبحاثهم، بعد أن كانوا تعرّفوا إلى بعضهم وإلى أعمالهم وصعوباتهم. كان ذلك فيٍ شهر شباط (فبراير) سنة 1988. واجتمعوا في شهر شباط أيضا من سنة 1993 وتطرّقوا إلى الأناجيل الإزائية و جاءت أبحاثهم متفرقة وأعمالهم مبعثرة. إختار كل واحد ما يوافق الدراسات التي يقوم بها، فما استطاعت اللجنة أن توحّد المواضيع وتركّزها. لهذا حصلنا على سلسلة من أبحاث ولم نصل إلى قاسم مشترك. فالأخصائيون في الكتاب المقدس قليلون في الشرق، وهم بسبب أشغالهم المتعددة لا يستطيعون أن يتفرّغوا للبحث الكتابي، كما يفعل زملاؤهم في أوروبا وأميركا. كان بوسعنا أن ندعو العاملين في رسالة الكتاب المقدس، ولكننا تراجعنا لألف سبب سبب. فقد نتعلم في المرة القادمة إن شاء الله. وقد تعلّمنا منذ الآن حين اقترحنا لمؤتمر سنة 1995 موضوعاً محدداً: أعمال الرسل. وتعلّمنا حين بدأنا إجتماعات المنشطين لضبط المواضيع وتوحيدها لكي تفي بالغرض المطلوب، ولتوضيح الهدف من مؤتمرنا وتحديد هوية الأشخاص الذين يشاركون فيه.
حاولنا التحدّث عن الأناجيل الإزائية، فدرسنا أكثر ما درسنا إنجيل متّى وأموراً مشتركة بين الإزائيين، وكاد مرقس ولوقا أن يغيبا عن دراستنا. وقدمنا محاضرات عامة، محاضرات تقدم نظرة شاملة ولا تتوقف عند التفاصيل والنصوص إلاّ قليلاً. وسعينا في الحلقات المشتركة أن نقدّم "طرائق" القراءة النص الإنجيلي. ولكنها بدت حيية وخجولة. وضاق أمامنا الوقت فما كان استعداد المشاركين لها كافياً.
هذا يعني أن المؤتمر يمكن أن يكون خاتمة لأبحاث جرت فيٍ الماضي وتكريساً لاختبارات سابقة. ويعني أنه يمكن أن يكون إنطلاقاً لعمل جدي في حقل الكتاب المقدس. هي دعوة توجَّه إلى الأخصائيين في الكتاب المقدّس، وإلى جميع العاملين في رسالته، بل إلى كل شعب الله: من أجل الدرس والمطالعة، والبحث والتأمل. من أجل تنظيم لقاءات وحوارات. وهكذا يصبح الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد شاغلنا الشاغل وهمنا الأكبر.
وفي النهاية، ورغم كل شيء، تعلّمنا الكثير بعضنا من بعض وتعرّفنا بعضنا إلى بعض. فهمنا أهمية التعاون من أجل نشر كلمة الله، واكتشفنا غنى كل بلد من بلداننا، كما اكتشفنا غنى كل واحد منا، مهما كان مستواه العلمي أو الرعائي أو الروحي.
خبرة فريدة عشناها، وكم نتمنى أن يبقى الرب معنا يفسّر لنا الكتب، فتبقى قلوبنا مضطرمة لسماع كلماته، مشتاقة إلى كسر خبزه
وهكذا نصل الى نهاية الكتاب "الأناجيل الإِزائية". تعرفنا بعض الشيء الى ما كتبه كل من متّى ومرقس ولوقا، وفتحنا آفاقاً أخرى في عالم الكتاب المقدّس، ودخلنا في جو الرابطة الكتابية التي لا تسعى فقط الى البحث العلمي، بل تود أن تُدخل كل شعب الله في عالم الكتاب المقدّس.
ستة أيام عشناها، وقد جئنا من بلدان الشرق العربي. وقدّمنا أبحاثاً ودراسات في اللغة العربية. ستة أيام سبقتها سنة وبعض السنة نستعد للمؤتمر الكتابي الثالث. ومنذ اليوم بدأنا الاستعدادات للمؤتمر الكتابي الرابع الذي سيعقد سنة 1995 ويكون موضوعه: أعمال الرسل.
مواضيع فيها البحث العلمي والدراسة الرعاوية، لأننا لا نريد أن نكون فقط أصحاب اختصاص. فما قيمة اختصاص يقف حاجزاً بين الكتاب المقدّس وشعب الله؟ ولكننا لا نريد أن ننقطع عن الاخصائيين في العالم البيبلي. ولهذا كان اقتراح أول بأن يكون اجتماع علمي يجمع فقط الاخصائيين على أن يكون مؤتمر 1995 جامعاً بين البحث العلمي والامتداد الرعاوي.
هذا هو كتابنا "الأناجيل الإزائية"، وهو يرغب أن يكون مدماكاً آخر في اقليم الشرق الأوسط للرابطة الكتابية. سبقه كتاب آخر هو "القراءة المسيحية للعهد القديم". ونرجو أن يتبعه ما نكون قد درسناه في سفر أعمال الرسل.
فإلى سنة 1995، وإلى لقاء آخر نسمع فيه ما يقوله الروح القدس للكنائس، ما يقوله لكنائسنا، لجماعاتنا ولكل واحد منّا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM