سبّحوه بالعود والكنّارة، صلاة من المزامير: إليك يا ربّ ابتهل


إليك يا ربّ ابتهل-25

المرنّم تائب ينتظر غفران الله، وهو يرجو أن يقوم بمسيرة جديدة بقيادة الربّ. وهو يتحدّث عن الخطيئة في أقسام المزمور: الربّ يرشد الخاطئين في الطريق (آ 8). من أجل اسمك يا ربّ. اغفر اثمي (آ 11). أنظر إلى بؤسي واغفر خطاياي (آ 18).
يرتبط البيت الأول (آ 4- 7) والبيت الرابع (آ 16- 19) بمسيرة التائب. والبيتان الثاني والثالث (8- 11، 12- 15) يبدوان حواراً أو بالأحرى نداء يردّ عليه المؤمن. قال المرنّم: الربّ دو جودة.... يهدي البائسين... يرشد خائفيه. فأجاب التائب: عيناي إلى البرّ في كلّ حين.
يطلب التائب أن يسير في طريق تقوده إلى الربّ. وهكذا تظهر الرحمة التي يحتفظ بها الله من أجل الخطأة، والتي طبعت خبرة انسان خضع للخطيئة. فيا ليت الربّ لا يبدّل موقفه. يا ليته يبقى الإله الأمين الرحيم الحنون. يا ليته لا يتذكر إلا رحمته.
الأعداء هم هنا، ولكن المؤمن يجعل ثقته في الله. طلب من الربّ والربّ يفعل تجاه الذين يتوجّهون إليه بتواضع، تجاه الذين يستعدّون لأن يمارسوا متطلّبات العهد بأمانة. وهكذا تنفتح أمامهم طريق الربّ، طريق السعادة. وهكذا يدخل المؤمن في حياة حميمة مع الله الذي يعلّمه متطلّبات عهده.

صلاتنا اليوم يا ربّ، صلاة الفقراء الذين لا يملكون شيئاً إلا ما تعطيهم
صلاتنا اليوم يا ربّ، صلاة المساكين الذين ينتظرون منك كلّ عون في الشدّة
صلاتنا اليوم يا ربّ، تعبّر عن انتظارنا، عن انتظار كنيستك لخلاص تقدّمه لنا
صلاتنا صلاة الرجاء والأمل، لأنك تحقّق لنا مواعيدك اليوم وكل يوم
فالشكر لك يا ربّ، الشكر لك.

صلاتنا ابتهال إليك في ساعة الضيق، وتوسّل حين يطلّ الخطر
منك نطلب ونطلب بالحاح، فتنجّينا من كل شرّ
منك نطلب وتحت جناحيك نحتمي، فيعبر العدوّ المتربص بنا
منك نطلب وإليك نسلّم ذواتنا، فحياتنا مرتبطة بنظرة منك
إليك نرفع عيوننا، نرفع أيدينا، نرفع نفوسنا وقلوبنا
إليك ندعو ونصلّي، فاسمع لنا واستجب يا رب من أجل جودتك ورحمتك.
إليك يا ربّ، يا الله ابتهل
فلا يشمت بي أعدائي
وعليك توكلت فلا أخزى
كل من يرجوك لا يخزى بل يخزى الغادرون باطلاً.

ها أنا أمامك يا ربّ، أقدّم لك ذاتي، أعرّفك بنفسي أنت يا من تعرف أعماقي
ها أنا عبدك وابن امتك الذي رفعته من الذلّ وغمرته بحبّك
ها أنا أبتهل إليك وأرفع يديّ طالباً متضرعاً.

أنا ضعيف وسقيم، وأعدائي كثيرون حولي، الغادرون لا ينامون
عليك توكّلت، وفيك وضعت رجائي فلا أخزى
فيك كل ثقتي، هل يمكن أن أذلّ وأهان؟ هل يمكن أن أسقط في البلية ولا أقوم؟
أنا في صراع مع الشرّ والأشرار، ولكني سأنتصر بقوّتك لأنك تمسك بيدي
إلهي إياك رجوت، فزد رجائي رجاء..

يا ربّ عرفني طرقك، وسبلك علّمني
إهدني بحقك وعلّمني أنت الله مخلّصي وإياك أرجو نهاراً وليلاً
أذكر رأفتك ومراحمك، فهي يا ربّ منذ الأزل
لا تذكر ذنوبي وخطايا صباي، بل برحمتك أذكرني لأنك يا ربّ صالح.

أنا جاهل يا ربّ، أنت علّمني
أنا صبيّ يا ربّ، أنت أعطني المعرفة التي من لدنك
أنا ضالّ يا ربّ، فاهدني السبيل القويم، وأرشدني في طريق وصاياك
أنا في ضياع يا ربّ، أنرني بشريعتك، ووجّهني بكلمتك
أنا خاطئ يا ربّ، فاغفر ذنوبي وانسَ خطاياي.

أنت الإله الحق تقودني في الطريق الحق
أنت إله الخلاص وإياك أرجو يا مخلّص البائسين
أنت إله الشفقة تحنّ على الخطأة ولا تذكر معاصيهم
أنت الرحوم والصالح، ومراحمك هي منذ الأزل يا الله.
الرب صالح ومستقيم ويرشد الخاطئين في الطريق
يهدي الودعاء بأحكامه ويعلّم المساكين طرقه
سبيل الرب رحمة وحقّ لمن يحفظ عهده وفرائضه
إكراهاً لاسمك يا ربّ اغفر ذنوبي الكثيرة.

نحن في عهد معك يا ربّ، ونحن نفتخر بأننا نحفظ عهدك
نحن في عهد معك يا ربّ، به تعرّفنا رسومك وتعلّمنا فرائضك
عهدك عهد الحبّ والمودّة، عهدك يوثق الرباط بيننا وببنك
عهدك يرسم لنا الطريق إليك، عهدك يدلّنا إلى شرائعك.

اخترتنا يا ربّ فكنت إلهاً لنا وكنّا شعبك
اخترتنا يا ربّ لتحمل إلينا الخلاص بعد أن خلقتنا على صورتك
اخترتنا فاخترناك، واخترتنا لكي نسير بحسب فرائضك
اخترتنا فاخترنا أن نعرفك ونتكل علبك ونضع فيك رجاءنا
اخترتنا فاحببتنا حباً لا رجوع عنه، حباً يدوم إلى الأبد
اخترتنا فذكرتنا نحن الودعاء والمساكين وما ذكرت خطايانا
فما أعظم مراحمك يا ربّ.

من خاف الربّ أراه الربّ أي طريق يختار،
فتنعم نفسه بالخير، ونسله يرث الأرض.
الربّ يرشد اتقياءه، ولهم يعلن عهده.

أنا أتوكّل عليك، وأنا واثق أنك تستجيب لي
أنا أجعل رجائي فيك، واتلمّس بشغف علامات عنايتك بي
أنا لا أريد أن أتكل على فهمي، أو أكون حكيماً في عيني نفسي
أنا لا أنتظر مجازاة من البشر، توكّلت عليك فهنيئاً لي.

حسبي أني أعيش في مخافتك، حسبي أنني من أتقيائك
أنت تريني الطريق الذي اختار، وتعلن لي متطلّبات عهدك
أنت ترشدني فلا أضلّ، وتجعل نفسي تنعم بالخير
فما أعظم عطاياك يا ربّ.

عيناي إلى الربّ كل حين فهو يخرج من الشرك رجليّ
تحنّن يا ربّ والتفت إليّ لأنّي وحيد بائس
فرّج الضيق عن قبلي ومن سوء الحال أخرجني
أنظر إلى عنائي وتعبي واغفر جميع خطاياي
ها أعدائي كثروا وبحماسة يبغضونني.

أنا أسلّم لك ذاتي، وأنتظر منك كل خلاص
أنا أسلّم لك ذاتي، لأني وحيد وبائس، ولا معين لي سواك
أنا في الضيق وفي التعب، وسوء الحال تحيط بي
أعدائي كثيرون حولي، فهل تخلّيتَ عني؟

أنت تعرف نزاهتي وأني حاولت أن أكون مستقيماً
أنت تعرف خطاياي، خطايا صباي، وخطاياي في كل حين
لأني في عهد معك فأنا أرجوك، فأنا لا أخيب ولا أخزى
ولأني خاطئ فأنا أخاف دينونتك الآتية
ولكنك إله الرحمة فتنسى خطايا عبيدك وزلاتهم.

أنا أستند إلى نزاهة قلبي، لأن عهدك المقدس حاضر أمامي
أنا أستند إلى استقامتي، لأني عليك توكّلت
أنت الإله الأمين الذي يغفر ويثبت في الغفران
وأنا الابن الخاطئ أقرّ بخطاياي وأنتظر الصفح إكراماً لاسمك.

نجني واحفظ حياتي، بك احتميت فلن اخزى
تَشفَعْ لي نزاهتي واستقامتي وإياك يا ربّ أرجو
افتِد بني اسرائيل يا ربّ من جميع ضيقاتهم.

عيناي تتطلّعان إليك يا ربّ، تنتظران إشارة من لدنك
قلبي يميل إليك وهو ينتظر الفرج من الضيق
يداي ترتفعان إليك في صلاة بائسة وذليلة
فتخرجني من الشرك وتنجّيني من فخاخ العدو.

أنظر الّي يا رب، نظرة منك تكفيني
تحنّن عليّ يا ربّ، لفتة منك تعيد إليّ الأمل
أنا أنتظر خلاصك، أنتظرك أنت
إياك أرجو أن أعرف وأن أحبّ وأن أسمع
إياك أتأمّل يا حاضراً في قلبي، مراقباً جميع خطاي
أفتدِ نفسي، افتدِ شعبي من كل ضيقاتهم.

أنا خاطئ يا ربي يسوع، وأنت ربطت مصيرك بمصير الخطأة
أما أكلت مع العشارين والخطأة؟
وهل جئت إلا لتدعو الخاطئين إلى التوبة؟
أنا خاطئ يا ربّ، وأنت تفرح بتوبتي أكثر من الأبرار الذين لا يحتاجون إلى توبة
فأنت جئت لتخلّص الخاطئين وأولّهم أنا
أنت متَّ من أجلنا، ونحن بعد خاطئون، فما الذي لا تفعله لتبرّرنا بدمك؟

نحن خطأة يا ربّ، وأنت ما استحبت أن تدعونا أخوتك
ولكنك تدعونا لأن نتسلّح بسلاحك لنقدر أن نقاوم مكايد ابليس
نحن خطأة يا ربّ، وأعداؤنا ليسوا من لحم ودم، بل عالم الظلمة والارواح الشريرة
وأنت تدعونا لنصلي في كل وقت ونتنبّه.

رجاؤنا بك لا يخيب بعد أن سكبتَ محبتك في قلوبنا
آمنا بك فلا نخيب، نحن الذين التجأنا إليك وتمسّكنا بك
نحن رغم خطيئتنا جياع وعطاش إلى البرّ
نحن رغم ضعفنا نتوق إلى أن نعمل مشيئتك
نحن رغم جهلنا نسمع كلماتك التي تزوّدنا بالحكمة التي تهدي إلى الخلاص.

فاعطنا أن نعمل لخلاصنا بخوف ورعدة، واجعلنا راغبين وقادرين على إرضائك
فنكون ابناء لك بلا عيب ونتمسّك بكلمة الحياة.
هذا هو رجاؤنا يا إله الرجاء، وهذا هو أملنا يا ربّ الحياة. آمين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM