الفصل السادس عشر: دخول الأمم إلى الكنيسة عند الرسول بولس

الفصل السادس عشر

دخول الأمم إلى الكنيسة
عند الرسول بولس


لم يكن اندفاع بولس، ((رسول الأمم))، إلى تبشير غير اليهود بالرسالة المسيحية اختياراً شخصيًا منه أو نزوة فيه، ولكنه رأى في نشاطه هذا تحقيقًا لنبوءات العهد القديم واكتمالاً لخطٍ في العهد القديم يربط بين أجزائه المختلفة. وهذا الأمر واضح في رسالته إلى أهل رومية، حيث يقول في 15: 8-12: ((وأقول إن يسوع المسيح قد صار خادم الختان من أجل صدق الله حتى يثبّت مواعيد الآباء. وأما الأمم فمجّدوا الله من أجل الرحمة، كما هو مكتوب: من أجل اسمك سأحمدك في الأمم وأرتل لاسمك. ويقول أيضًا: تهللوا أيها الأمم مع شعبه. وأيضًا: سبحوا الربّ يا جميع الأمم وامدحوه يا سائر الشعوب. وأيضًا يقوا إشعياء: سيكون أصل يسى والقائم ليسود على الأمم، عليه سيكون رجاء الأمم)).
لم يكن بولس ليورد هذه الكثافة من الاستشهادات من العهد القديم إلا لأنه أراد أن يقنع الذين يكتب إليهم من أهل رومية، وكثيرون منهم من الجماعة اليهودية التي قبلت الإيمان بالمسيح على غير يد بولس، بأنّ الأمم الذين قبلوا هم أيضًا الإيمان بالمسيح، سبق الله أن جعلهم جزءاً من تدبيره كما اليهود. فكما في رسائله الأخرى، يفسر بولس الرسول للرومانيين في هذه الرسالة تدبير الله (Oikonomia) مستشهدًا بالعهد القديم كأساس لكل ما يقوله. وهذا ما يفسر كثافة الاستشهادات والإشارات الكتابية في رسائله عامة، وفي رسالتي غلاطية ورومية بشكل خاص.
كان الرسول بولس، إذن، وهو العارف بالعهد القديم عميق المعرفة، يدرك أنّ رسالة الله في الكتاب لم تكن محصورةً باليهود ولكنه ينبغي لها أن تعبر إلى غيرهم من الأمم.
العهد القديم
من المتفق عليه عند علماء الكتاب المقدّس أن التحرير الأخير لتقاليد العهد القديم وكتبه حصل بعيد السبي إلى بابل، الذي حصل حوالي سنة 785 قبل الميلاد. أما الذين قاموا بهذا التحرير الأخير فهم الكهنة الذين رافقوا المسبيين إلى بابل، ثم عادوا معهم إلى فلسطين لما أجاز لهم الفرس العودة إلى ديارهم ليدبروا شؤونهم هناك في غياب السلطات السياسية، وخصوصًا وظيفة الملك. ولذلك سمي هذا التحرير بالكهنوتيّ نسبة إلى الكهنة الذين قاموا به. لكنّ تحريرالكهنة للعهد القديم لم يكن إلا ليجيب على بعض الأسئلة الحساسة التي كانت تراود ضمير المسبيين في خصوص إيمانهم. ففي الاعتقاد الديني الذي كان سائدًا في الشرق الأدنى القديم، كان الإله، أي إله، مرتبطًا مصيره بالمدينة التي هيكله فيها. فإذا ازدهرت مدينة الإله كان هذا دليلاً على قدرته، أما إذا انهارت فهذا يعني أن الإله نفسه لم يعد له أي وجود، ذلك لأنه اسمه مرتبط بهذا المكان، بتلك المدينة، ارتباطًا عضويًا وجوهريًا. لم تكن نظرة سكان مملكة يهوذا الدينية بعيدة عن هذا الاعتقاد، والدليل على ذلك أنّ هيكل أورشليم كان عند الإسرائيليين المكان الحصريّ لعبادة الإله. فقط في هذا الهيكل يقدمون ذبائحهم ومحرقاتهم. وقد كان لأورشليم مكانة مركزية في العبادة الإسرائيلية لكونها كانت، في ظنّ اتباع هذه الديانة، مدينة الله ومقره. هي وسط العالم لأنه الله مقامه فيها (أنظر مزمور 51: 18؛ 122: 6؛ 137: 5؛ إشعيا 62: 7؛ حزقيال 5: 5؛ يوئيل 3: 17؛ وغيرها). ولما سقطت أورشليم في السبي في أيدي البابليين شكل سقوطها لسكان مملكة يهوذا صدمة كبيرة على المستوى الديني. فقد عنى سقوطها لهم أنّ إلههم نفسه قد زال من الوجود، وذلك لأنّ الأمور التي كان يحقق فيها حضوره قد زالت، أي المدينة والهيكل وقدس الأقداس وتابوت العهد…. طبعًا هذا لا نفهمه نحن اليوم الذين نشأنا على نظرة إلى العالم غير تلك التي كانت لسكان يهوذا عند السبي. نظرتنا إلى العالم اليوم تجريدية، في حين أن حضور الله في الشرق الأدنى القديم لا يتحقق إلا بعمل الله الفعليّ.
إن الكهنة الذين كانوا مع اليهوذاويين بابل كان عليهم، إذن، أن يجيبوا على سؤال أساسيّ يتعلق بوجود الله، إذا صحّ التعبير. هل لا زال الله موجودًا وقد زالت هيكله وزالت مدينته؟ أم أن قصته قد انتهت بزوال ذلك الهيكل وتلك المدينة؟
لقد وجد هؤلاء الكهنة الأجوبة على هذه الأسئلة في التقاليد السابقة للسبيّ وخصوصًا في تقليد الخروج وكتابات بعض الأنبياء وأهمهم إرميا وحزقيال. ففي تقليد الخروج المحفوظ في الكتب الموسوية الخمسة أنّ الربّ، يهوه، إله إسرائيل، لم يكن إله مدينة أو مكان أو هيكل، كما كانت آلهم الشرق الأدنى القديم، ولكنه كان إلهًا لحدث خلاصيّ هو إعتاق بني إسرائيل من العبودية في مصر بإخراجهم منها. وارتبط اسم هذا الإله بحدث الخروج ارتبطًا عضويًا حتى صار يعرف بأنه الإله الذي أخرج إسرائيل من مصر (أنظر مثلاً: إرميا 2 : 6، 18، 36؛ إشعيا 63: 9، 11، 13؛ هوشع 11: 1؛ 13: 4؛ تثنية الاشتراع 8: 15؛ 32: 1). وهذا يعني أن هذا الإله لا يمكن أن يحصر في مكان لأنه، منذ البداية، لم يرد أن يكون إله مكان، بل إله حدث خلاصيّ، وهذا أيضًا أمر جعله يختلف عن آلهة الشرق الأدنى القديم.
مما لا شكّ فيه أنّ أنبياء العهد القديم، ومن بينهم إرميا وحزقيال فهموا هذا الأمر، ولذلك كانوا من أهمّ الأنبياء الذين نزعوا صفة المركزية الدينية عن أورشليم بشكل واضح وكثيف. فعند إرميا أن الله تخلى عن مدينته أورشليم ونزع عنها كلّ حصانة جاعلاً النبي نفسه مدينته الحصينة، ذات الأسوار: ((لأني هاأنا داعٍ كل عشائر ممالك الشمال يقول الربّ، فيأتون ويضعون كل واحد كرسيه في مدخل أبواب أورشليم، وعلى كل أسوارها حواليها وعلى كل مدن يهوذا، وأقيم دعواي على كل شرهم لأنهم تركوني وبخروا لآلهة أخرى وسجدوا لأعمال أيديهم. أما أنت فنطق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به. لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم. هاأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض. فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب)) (1: 15-19). أدرك إرميا أنّ أورشليم لم تعد مدينة الله، لأنها لم تكن كذلك إطلاقًا، أو لم يرد الله نفسه أن تكون مدينته، وذلك منذ البدء. الله الساكن ليس في أورشليم، بل في إرميا، أصبح حرًا، يكون أينما يشاء، ويتحدث إلى من يشاء، ويدين من يشاء: ((فكانت كلمة الربّ إليّ قائلا: قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك، جعلتك نبيا للشعوب)) (إرميا 1: 4-5). لم يعد لإرميا من وظيفة، والرب ساكن فيه، إلا أن يقول كلمة الربّ لمن ينبغي أن تصل إليهم، وهنا لجميع الشعوب.
أما النبي الآخر، حزقيال، فقد أدرك، كإرميا، أن الله حريته لا يحدها شيء على الإطلاق. كان حزقيال النبي الأول الذي تنبأ من خارج أورشليم ومملكة يهوذا. تنبأ حزقيال في بابل، المكان الذي سبي إليه من كانوا يظنون أن الله لا يكون إلا في أورشليم، وأن وسائله الأورشليمية قد زالت بزوال المدينة. أن يكون حزقيال تنبأ خارج يهوذا يعني أن الله يستطيع أن يعمل باستقلال عن أورشليم والهيكل. الله عند حزقيال روح، والروح لا يحدّ ولا يقيّد. يكون حيث يشاء. ومن مكانه غير المحدود وغير المحدد يسيطر الله ليس على بني إسرائيل وبني يهوذا وحسب، بل على كل الخليقة. مع إرميا وحزقيال يصبح إله الخروج إلهًا كونيًا عالميا وحيدًا ربًا على العالم بأسره.
هذا هو الجواب الذي قدمه الكهنة في السبي لبني يهوذا المجروحين في إيمانهم. ذكروهم بأن إلههم ليس في أورشليم كما كانوا يظنون بل في كل مكان، وانه حرّ من كل قيد أو إطار. أما جوابهم هذا فجاء في تحريرهم لكل تقاليد العهد القديم وكتبه بشكل جعلوا فيه صورة الإله تنتقل من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي. ومن أبرز ما خرج من يد المحررين الكهنوتيين الإصحاح الأول من كتاب التكوين الذي يشكل أرادوه مقدمة للكتاب المقدس بأسره. والله في هذا الإصحاح الفائق الأهمية كائن قبل أن تكون السماوات والأرض وهو الذي خلقها وخلق كل شيء والإنسان. هو الإله الوحيد العالميّ وبارئ كلّ قبائل الناس (تكوين 4-11)، وكل الشعوب والأمم. إله إسرائيل يصبح إذن إله الأمم كلها، وهو المسؤول عن مصائرها والمتحكم فيها. وهنا يدخل موضوع الاختيار الذ ييقوم على أن الله اتخذ لنفسه من بين تلك الأمم والشعوب أمة ليتمم خلاصه من قبلها، لأيس لأنها كانت أفضل من سائر الأمم (لاحظ تمرد بني إسرائيل على الله في كل قصة الخروج في أسفار الخروج واللاويين والعدد)، بل لأنّه أمين لوعوده التي قطعها مع الآباء، وخصوصًا مع إبراهيم.
وصورة إبراهيم في سفر التكوين مهمة جدًا وذلك بسبب وعد الله له بأنه سيكون ((أمة عظيمة)) وأن ((سأباركك، وأعظم اسمك، وتكون بركة. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض)) (تكوين 12: 1-3). واضح من كلام الله هذا إلى إبراهيم أن بركة الله ستكون من خلاله إلى كل الأمم. والأمر الثاني المهم في قصة إبراهيم أن برّ الله لا يأتي بالشريعة ولكن مجانًا لكل من يؤمن (تكوين 15: 6).
عالمية الله هذه وشمولية حكمه ظهرت في مواضع أخرى في العهد القديم توحي بأن خلاص الله الذي سيحققه في نهاية المطاف لن يكون فقط لبني إسرائيل بالجسد بل لكل الأمم والشعوب. وهذا واضح في نهاية كتاب إشعياء التي ترى الأمم، في يوم الرب، يوم تحقيق خلاصه النهائي، آتية إلى الرب لترى مجده وتقرّب له تقدماتها (إشعيا 66: 18-21).
مجيء الأمم إلى الربّ عند إشعياء، إذن، دليل على أن الله قد أتمّ خلاصه، الأمر الذي يعني أن عدم مجيئهم إليه لرؤية مجده وتقديم التقدمات دليل على أنّ الله لم يحقق خلاصه بعد.

بولس الرسول والعهد الجديد
آمن بولس الرسول بما سمعه عن يسوع الناصريّ. وآمن أيضًا أنّ خلاص الله الأخير وتدبيره الذي تحدث عنه العهد القديم قد تحقق في يسوع. ولهذا كان لا بدّ لأن تخرج بشارة هذا الخلاص إلى الأمم لتحقيق نبوءات العهد القديم وخصوصًا ما قاله جاء في الإصحاح الأخير من كتاب إشعياء الذي أتينا على ذكره. فقد رأى بولس الرسول خدمته خدمة للأمم منذ البداية، ما دفعه إلى القول إنّ الله أفرزه رسولاً للأمم، أي أن وظيفة بولس ليست أن يكون رسولاً بالمطلق بل رسولاً إلى الأمم، وهذا ما شاءه الله نفسه: ((ولكن لما سرّ الله، الذ يأفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيّ لأبشر به بين الأمم، للوقت لم أستشر لحمًا ودمًا)) (غلاطية 1: 15-16). وعند بولس أيضًا عن الإنجيل الذي يبشر به هو الإنجيل بالمطلق، لا يمكن لأحد أن يضيف عليه أو أن ينتقص منه أو أن يغير مضمونه، ولو بولس نفسه أو ملاك من السماء: ((ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به فليكن أناثيما)) (غلاطية 1: 8). وإذا قرأنا رسائل بولس بغمعان ودقة نرى أن مضمون إنجيله هو أنّ خلاص الله الموعود قد تحقق بإبنه يسوع المسيح وأن هذا الخلاص هو لكل الناس اليهود والأمم معًا.
قناعة بولس هذه المبينة على قراءته للعهد القديم دافع عنها في وجه الذين حاولوا أن يعرقلوا عمله البشاريّ ممن كانوا يقولون بضرورة أن يعبر الأمم في الشريعة الموسوية، أي أن يختتنوا قبل أن يصيروا مسيحيين (الموضوع الأساسيّ في رسالتي غلاطية ورومية). في دفاعه عن ((إنجيله)) يلجأ بولس الرسول إلى صورة إبراهيم في العهد القديم والتي تحدثنا عنها.
إبراهيم في العهد القديم صورة للأمم الذين سيتبرّرون دون الشريعة: ((والكتاب إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم، سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك جميع الأمم. إذًا الذين هم من الإيمان يتباركون مع إبراهيم المؤمن)). واضح هنا، أن الله، بالنسبة لبولس الرسول، سبق فرأى الأمم آتين إلى خلاصه ولذلك برر إبراهيم بالإيمان فقط، قبل الشريعة، ليتسنى لأمم بدورهم، كما إبراهيم، أن يتبرروا بالإيمان فقط دون الشريعة. ليصبح البرّ لمن هم في الإيمان، لأن إبراهيم تبرر وهو أيضًا في الإيمان. بهذا يكون الإيمان هو المقياس للبر وليس الشريعة كما يدعي خصوم بولس. والأمر نفسه ينطبق على اليهود، إذ لا يكفي أن يعملوا الشريعة ليتبرروا بل عليهم أن يؤمنوا بخلاص الله المحقق في يسوع المسيح. بهذا يكون اليهود والأمم على مستوى واحد لا فرق بينهما: ((إذًا كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان. ولكن بعدما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب، لأنكم جميعًا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعًا واحد في المسيح يوسع. فإن كنتم للمسيح فأنتم إذًا نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة)) (غلاطية 3: 24-29).
فهم بولس العهد القديم فهمًا صحيحًا، وأدرك أيضًا أن الشريعة الموسوية، ولئن أخذت الحيز الأكبر في تقاليد العهد القديم إلا أنها مرحلية وأنّ الأساسي الباقي دائمًا هو وعد الله لإبراهيم.
بهذا يكون بولس أدرك تلك الجدلية بين الإله المحلي والإله العالمي التي تحدثنا عنها في شأن العهد القديم. والأمر المهم الذي رآه بولس هو أنّ الأمم إن لم يتسنى لهم الدخول في خلاص الله المحقق في يسوع المسيح لن يكون هذا الخلاص خلاص الله. بكلام آخر: دخول الأمم دليل على أن خلاص الله الحقيقيّ بيسوع المسيح قد تحقّق. هذا ما قاله الله بنبيه إشعياء. وهذا ما يفسر العنف الذي واجه به بولس خصومه ممن دعوا إلى عدم قبول الأمم في الكنيسة إن لم يختتنوا، ولماذا اتهمهم بعرقلة إنجيل المسيح. وذلك لأنّهم لم يدركوا أن دخول الأمم إلى الكنيسة شرط لأن يكون خلاص الله قد تم حقيقة في ابنه يسوع المسيح.
نظرة بولس هذه انعكست في كتابات العهد الجديد الأخرى وخصوصًا في الأناجيل التي أظهرت، في روايات عدة، التوجه إلى الأمم على أنه من الأعمال التي قام بها يسوع نفسه (راجع مثلاً حادثة المرأة الكنعانية في متى 15، وإيمان قائد المئة الروماني في إنجيلي متى ومرقس، وروايات أخرى كثيرة، تظهر أن الأمم كانوا كاليهود هدفًا رئيسًا لعمل يسوع وبشارته).
د. نقولا أبومراد

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM