نرساي والامثال الخمسة نرساي شاعر سرياني كبير، ومفسّر للأسفار المقدّسة. سبق وتحدّثنا عنه في "عظات في الخلق". لهذا نتوقّف هنا عند خمسة أمثال إنجيليّة اختارها الأب عمانوئيل سمعان، ونشرها مع ترجمة فرنسيّة. أما الأمثال الواردة فهي: العذارى العشر (مت 25: 1- 13)، الابن الضال (لو 15: 11- 32)، لعازر والغنيّ (لو 16: 19- 31)، العمّال في الكرم (مت 20: 1- 16)، الزرع الجيّد والحصاد (مت 13: 24- 30). وُجدت هذه الأمثال في سبعة عشر مخطوطاً. أما الناشر، فانطلق من نصّ اختاره، ونقله إلى الفرنسيّة. هو نيزان رقم 1، وُجد في أورميا، ويعود إلى سنة 1896. أما اليوم، فهو في مطرانية الكلدان. نسخه شخصٌ اسمه نيزان، من الكنيسة الانكليكانيّة، وأتمّه في الثالث من أيار، في عهد الكاثوليكوس مار شمعون، بطريرك المشرق. يبدو أن هذا المخطوط هو المنسوخ عن مخطوط في المتحف البريطاني (5463) يعود إلى سنة 1893. جاء المثل الأول تحت رقم 17: من الكاتب نفسه، العظة الخامسة عشرة التي تقال خلال الصوم، حول العذارى العشر. نشير إلى أن هذه العظة وحدها تبدأ بلازمة: شكراً للختن الذي عظّم أحبّاءه، وإلى جنان ملكوته أدخلهم. والمثل الثاني: من الكاتب نفسه، العظة الثالثة والعشرون حول الابن الضال. خلال أسبوع الحاش والآلام، تُتلى هذه العظة خلال الليل. وتُقال لازمةٌ تليق بالآلام الخلاصيّة. والمثل الثالث: من الكاتب نفسه، العظة السابعة والستون حول الغنيّ ولعازر. والمثل الرابع: من الكاتب نفسه، العظة الثامنة والستون، التي دوّنها حول الرجل الذي خرج سحَراً ليستأجر فعَلة لكرمه. المثل الخامس: من الكاتب نفسه، العظة التاسعة والستون، التي دوّنها حول الزرع الجيّد والزؤان. ماذا نجد في هذه الأمثال الانجيلية الخمسة؟ انطلق الشاعر من النصّ الانجيليّ وابتعد عنه مراراً، كما أعطاه معنى لا يتوافق مع شروح عديدة للمقاطع الكتابيّة. وكانت له مناسبة ليردّ على الهرطقات، ويقدّم تعليم الكنيسة. فذكر، شأنه شأن افرام، مرقيون وماني وبرديصان. كما ذكر بولس الشميشاطي وأريوس وابوليناريوس، ولم ينسَ أصحاب الطبيعة الواحدة. وكانت كل عظة تنتهي بإرشاد يحثّ المؤمنين على التوبة والعيش بحسب روح الانجيل