الفصل الحادي عشر: ما هذا الطالع من البرية

الفصل الحادي عشر
ما هذا الطالع من البرية
3: 6 – 8

أنشد الشاعر في القصيدة الأولى بحث العريس عن العروس، وحوارًا فيه يتأمّل الواحد بالآخر، وامتلاك الواحد للآخر في بهجة لا حدود لها. وفي القصيدة الثانية نسمع نداء يوجّهه العريس إلى العروس، ونشهد بحثًا قلقًا تقوم به العروس في إثر من يحبّه قلبها. ويتبع كلّ هذا امتلاك الواحد للآخر في سعادة تكاد تكون تامّة. وهنا نصل إلى الاعراس بعد الربيع الذي شاهدناه في القصيدة الثانية.
في القصيدة الأولى، كانت العروس في المنفى. بحثت عن العريس فاهتمّ بها العريس. في 1: 12 ي، صارا في فلسطين وأعطى الواحد للآخر عربون إعجابه بالآخر. وأعلنت هي حبّها (2: 3- 6) بطريقة كاد يُغمى عليها. نظنّ أن الاتّحاد الكامل والنهائيّ قد تحقّق، ولكننا لم نصل بعدُ إلى ذلك كما نقرأ في 7:2.
أمّا في القصيدة الثانية فالعريس الذي لم يكن قد اتخذ المبادرة، فقد جاء بنفسه إلى المحروس. جاء إلى فلسطين حيث تقيم هي، ودعاها لكي تتمتعّ بالربيع. ولكن العروس لا تظهر، فليست هي في الاستعدادات اللازمة. مشهد يحصل في الليل فيدلّ على الوضع الحاليّ من الألم والضيق.
ودلّت القصيدة الثالثة التي ندرسها الآن على تقدّم وارتقاء. فهي تبدأ بلوحة تشير إلى الخروج من مصر، وتصوّر أول قافلة من العائدين من المنفى. تسير الجماعة بقيادة "الملك سليمان " الذي يتوَّج كالملك المسيح على جبل صهيون. وبعد هذا، يكون العريس وحده، وهو يستعد "لحربٍ" تنتهي بقبول العروس لما يقدّمه لها. فهي تبقى حبيبته الوحيدة.
(آ 6) ما هذا الطابع من البرّية؟ سؤال بلاغيّ يؤكّد واقعًا، أو يبدأ برسم صورة (رج أش 60: 8؛ 63: 1؛ إر 46: 7). إذن، لا حاجة إلى التساؤل عن الشخص الذي يتكلّم. قالوا: رجال أورشليم، بنات أورشليم. نحن في بداية توسيع سوف نرى فيه ذاك الذي هو محطّ آمال العروس.
"م ي. زوت ". ترجم البعض هذه العبارة: "من هي هذه "؟ كذا في السبعينيّة اليونانيّة وفي الشعبيّة اللاتينيّة وفي البسيطة السريانيّة. ولكن النصّ لا يتحدّث عن العروس. لهذا نقل بعضهم آ 6 إلى ما قبل 4: 1 حيث ينشد الشاعر العروس فيقول لها: "ما أجملك، يا خليلتي، ما أجملك "!
نحن بالأحرى أمام "شيء" لا أمام شخص. فالشاعر يستشفّ في البعيد شيئًا لا يميّزه، شيئًا يشبه عمودًا من دخان. بعد ذلك، سوف نعرف أنه سرير سليمان. أما الآن، فلا شيء واضح.
ويرد فعل "ع ل ه" (طلع) الذي يدلّ لا إلى ما يرتفع إلى السماء، بل إلى ما يتقدّم نحو المشاهد. يُستعمل هذه الفعل في معرض الحديث عن الصعود إلى أورشليم. فالمؤمن الذي ينطلق من هذا المكان أو ذاك من فلسطين إلى المدينة المقدّسة يقال عنه أنه "يصعد". وقد يصعد من مصر أو من بلاد الرافدين (عز 1: 3، 11؛ 2: 1، 59؛ 4: 2؛ 7: 6، 7، 28؛ 8: 1؛ نح 5: 6، 61؛ 12: 1). وهكذا يرى الشاعر قافلة العائدين من السبي إلى أورشليم (رج ما قلناه عن 3: 2- 3 وارتباطهن بأشعيا).
"م د ب ر". من البرّية. هي الفيافي التي نبتت فيها بعض الأعشاب التي ترعاها القطعان. وهي تقابل المناطق المزروعة والمأهولة (هو 2: 5، 16- 17 ؛ أي 38: 26- 27). في قض 1: 16؛ مز 63: 1، يتحدّث النصّ عن برية يهوذا. ولكننا في الواقع أمام الصحراء التي تمتدّ إلى الشرق باتجاه دجلة والفرات. وقف "المراقب " على الأعالي المحيطة بأورشليم، وشاهد قافلة العائدين من الشمال الشرقيّ للمدينة المقدّسة.
قيل أنها تشبه "أشجار النخيل ". بل يجب أن نقول بالأحرى: "عمود من دخان "كما في يوء3: 3 (دمًا ونارًا وأعمدة دخان) وقض 20: 40 (يرتفع من المدينة كعمود دخان). متى ينتج عمود الدخان هذا؟ حين يُحرق البخور. وهذا الدخان المعطَّر هو دخان المرّ والبخور.
يُذكر المرّ مرارًا في نش (1: 13). والبخور يرد في كتاب الطقوس الموسويّة (خر 30: 34؛ لو 2: 1- 2) أو بمناسبة الحديث عن شعائر العبادة (1 أخ 9: 26؛ نح 13: 5، 9 ؛ إر 6: 20؛ أش 43: 23). وفي نش 4: 6، يكون للمرّ والبخور مدلول عاديّ. كما يرمزان أيضاً إلى محاسن العريس أو العروس (1: 13؛ 4: 14؛ 5: 1، 5، 13). وقد يكون هذا هو المعنى هنا.
"كلّ طيوب التاجر". إن لفظة "ا ب ق ت " (طيوب) لا ترد إلا في هذا الكتاب من الكتاب المقدّس. ولكننا نجد صيغة المذكّر في خر 9: 9؛ تث 28: 24، وهي تدلّ على "عطر مضمون ". ولفظة "ر و ك ل " تدلّ على التجّار المتجوّلين الذين ينقلون بضائعهم على طرق الشرق البعيدة (حز 17: 4 ؛ 27: 13- 25؛ نا 3: 16). إذن، الطيوب التي يتحدّث عنها الشاعر تأتي من البلدان البعيدة.
ما معنى هذه الآية؟ هناك آراء عديدة. الأول: خرجت العروس من خدرها، فاستقبلتها رفيقاتها بصيحة الإعجاب، وقابلنها بعمي من دخان وبخور. الثاني: جاءت العروس من الجليل، عبر وادي الأردن، وعبرت بريّة يهوذا قبل أن تصعد إلى أورشليم. أحاطت بها العطور فشُبّهت بعمود من دخان. الثالث: انطلق الموكب عبر المروج، وحمل المرافقون أمامه مشاعل النار التي يخرج منها الدخان. عروس مضمّخة بالعطور. الرابع: تصوّر هذه اللوحة انتقال تابوت العهد إلى هيكل سليمان. والدخان هو دخان العطور والذبائح. هكذا يدخل الربّ إلى هيكله.
ولكن يبدو أن آ 6 تقدّم لوحة اسكاتولوجيّة. عادت جماعة المسبيّين واجتازوا الصحراء البعيدة. وقد رآهم المراقب في صحراء يهوذا. يهوه هو في وسطهم. فنحن أمام معطية معروفة تتحدّث عن الرب الذي يعيد بنفسه شعبه إلى فلسطين (إر 31: 107؛ 32: 37 ؛ حز 34: 11- 16...). وحين نقرأ أش 52: 12، نلاحظ إشارة واضحة إلى عمود النار أو الغمام، الذي يقود بني اسرائيل ويحميهم خلال خروجهم من مصر (خر 13: 21- 22 ؛ 14: 19- 20، 24...).
تلك هي وجهة نش. فعمود الدخان يدلّ على حضور الله وحمايته لشعبه، كما يعطي للعودة من المنفى طابع خروج ثانٍ (رج 1: 9). أما العطور فتدلّ على جمال العريس. إذن، لسنا أمام موكب عرس، ولا أمام شيء يعلن حضور العروس.
(آ 7) بعد رؤية غامضة لمجمل الموكب الذي يشرف عليه عمود الدخان، يتميّز الناظر التفاصيل بوضوح متزايد وبقدر ما يقترب منه الآتي. يتحدّث النصّ عن "سرير". هذا لا يعني أن الملك هو في غرفته وعلى سريره. بل على مطيّته يحيط به ستون جبّارًا.
حين يُذكر سليمان في التوراة فهو يُذكر كشخص تاريخيّ (ما عدا مز 72: 1). وماذا نقول عن هذا النصّ؟ لم يعد أحد يقول إن نش ألّف بمناسبة أعراس سليمان مع أميرة مصريّة. فسليمان يرمز إلى المسيح، واسم سليمان يدلّ على السلام والخلاص (قف 6: 24).
أجل، اسم سليمان هو لقب مسيحاني كما نقرأ في مز 72: 1: "لسليمان ". فهناك علاقة وثيقة بين عنوان المزمور (وهذا الاسم) ومضمونه الذي صوّر الملك المسيحانيّ كحقبة من السلام والازدهار. فصاحب نش، شأنه شأن صاحب مز 72، دلّ على المسيح بهذا الاسم، لأن "ش ل م هـ " يرنّ في أذاننا مثل "ش ل و م " أي السلام. وسوف نرى تأكيدًا على ذلك في "ش ل و م ي ت " التي يطبّقها 7: 1 على العروس التي هي بنت السلام (شولميّة، سليمى).
يعبّر"ش ل و م " عن كائن لا ينقصه شيء، ولا يخاف ما يعكّر طمأنينة البشر هو الغبطة مع الأمان. فلا نستطيع أن نرغب بأفضل من ذلك لنا وللآخرين، ولاسيّمَا في حقبات الألم والضيق. لهذا السبب، فالتوق إلى السلام جزء من الانتظار الاسكاتولوجيّ (أش 26: 3، 12؛ 32: 17- 18؛ 47: 18، مز 29: 11؛ 85: 9- 14 ؛ 125: 5). وهو يرتبط برجاء يشير إلى عودة الأسرى (أش 17:52؛ 17:60 ؛ 66: 12؛ إر 33: 6؛ حز 37: 26؛ زك 9: 10- 12). وطابعه هو طابع مسيحانيّ واضح (أش 9: 5- 6؛ حز 34: 25؛ مي 5: 4؛ زك 9: 10؛ مز 72: 7-8).
وهكذا يكون لقب "ش ل م ه" (سليمان) الذي أعطاه الشاعر لشخص سرّي أدخله الآن على المسرح، صدى لرغبة عميقة في السلام يحسّ بها معاصروه. والعلاقة بين مسيح نش ويهوه ستدرس في ما بعد، في 8: 1.
من هم هؤلاء الستّون جبّارًا؛ قالت المدرسة الطبيعانيّة: هم الشبّان الذين يرافقون العريس في حفلة أعراسه. رافق شمشون ثلاثون جبارًا (قض 14: 10- 20). وكان مع داود 30 جبارًا. ورأى آخرون أن هؤلاء الجبابرة هم "كهنة" يحيطون بتابوت العهد. خمسة جبابرة من كل قبيلة.
رأى الشاعر المطيّة التي يركبها الملك وكأنها عرش، ولكنه لم يرَ"سليمان " الذي هو في الداخل. اذا كان شعب اسرائيل هو نخبة، فهؤلاء الجبابرة هم نخبة النخبة.
(آ 8) هذه الآية هي توسيع شعريّ يُبرز دور هؤلاء الجبابرة ووزنهم. كل واحد يمسك (ا ح ز ي. رِج أخذ في العربيّة)، يقبض على مضيفه برشاقة ومهارة. "تحسّبًا من هول الليالي ". "خوفَا من ". يشير النصّ بهذا الكلام إلى شرّ سرّي ومخيف كما في أش 24: 18 ؛ مز 91: 5؛ أم 3: 25.
رأى بعض الشرّاح في آ 7- 8 استعادة لما في آ 4. فاسرائيل يحرس تابوت العهد خوفًا ممّا قد يحصل في الليل. لهذا كان اللاويّون يسهرون كل بدوره في الهيكل خلال الليالي. ولكن نستطيع أن نفكّر بمناخ من الفوضى يسيطر على البلاد (قض 21: 19- 23؛ نح 4: 13- 17؛ 1 مك 9: 37- 42).
حول الملك يقف الحرّاس. إنهم هنا ليكرموه ولكي يحموه.

* ما هذا الطالع كعمود من دخان
مع القصيدة الثالثة، ننطلق انطلاقة جديدة داخل نش. هناك من يقاسم غريغوريوس النيصي حزنه أمام إبطاءات الحبيبة: "كيف نبقى بعيدين عن الحزن، حين نرى أن النفس التي ارتفعت عاليًا ارتفاعات الحبّ، لم تدرك بعد ما تطلب، لم تزل بعيدة عن إدراك الكمال، شأنها شأن الذين خطوا فقط الخطوة الأولى"! الجواب: إن مسيرة العروس لم تكن حتى الآن سرابًا. بل هي تقدّمت من مرحلة إلى مرحلة. وكانت فترة المسيرة السابقة نقطة انطلاق نحو واقع أسمى، نحو تمهيد للصعود.
لهذا نقرأ: "ما هذا الطالع من البرية، كعمود من دخان وعرف مرّ ولبان وكل طيوب التاجر". كانت بداية القصيدة الثانية حارّة حادّة، مثل رقصة خفيفة. أما بداية هذه القصيدة فهي بطيئة واحتفاليّة، كأننا في مسيرة ليتورجيّة.
تبدأ القصيدة الثانية برواية تأخذ بمجامع القلوب: ما هذا؟ لسنا أمام العريس ولا أمام العروس. لسنا أمام المذكّر ولا أمام المؤنّث. بل نحن أمام "شيء". وإن قلنا إن الآية تدل على المذكّر، على "سليمان " الذي يرمز إلى الملك المسيح، فصيغة المؤنث أمر طبيعيّ في الشعر، حيث يستعمل المؤنّث للمذكّر والمذكّر للمؤنّث (هنا نتذكر ما تنادي الأمّ به طفلها).
عمود طويل لا نتميّزه بعد. يطلع من عمق البرّية ويظهر في الأفق. ولكن ما يجعل الجوقة تطرح سؤالاً، ليس المسافة التي تفصلها عن هذا "العمود" ولا البعد. بل طبيعة هذا العمود والسرّ الذي يلفّه. إن جوقة "الأمم " ترى نفسها وجهًا لوجه أمام سرّ الله بالذات.
فكلّ شيء يدلّ عليه. فالسؤال الذي يخرج من قلب الانسان حين يكشف الله عن نفسه، هو سؤال العبرانيين في الصحراء أمام سرّ المنّ. قالوا: ما هذا (م ن هـ و) (خر 16: 15)؟ وهو سؤال موسى أمام سرّ العلّيقة الملتهبة (خز 3: 3). أجل، هو الرب نفسه يسير اليوم، كما في زمن الخروج، على رأس شعبه. هو يصعد معهم من عمق البريّة إلى أرض الموعد. وهو يقودهم في "عمود الغمام " (خر 13: 21)، في عمود الدخان كما يقول نش. إنه كالعمود الذي ارتفع من الجبل قبل أن يُعقد العهد: "وكان جبل سيناء كله دخان، لأن الرب نزل عليه بالنار. فتصاعد دخانه كدخان الاتون " (خر 19: 18).
وأشعيا رأى يوم دعاه الله، الهيكل مملوءًا من الدخان (6: 4). وهو دخان معطّر يخرج الطيوب التي تترافق في الهيكل مع العبادة الليتورجيّة. "المرّ والبخور". ومعهما كل الطيوب الغريبة. وحضور ذاك الذي هو ملك شعبه، وملك على جميع الأمم الغريبة. إنه فوق كل شيء.

* ها سرير سليمان، ها عرش سليمان
وما يلفت النظر هو أن "الله " لا نراه. نعرف أنه على العرش، ونعرف أنه ليس هنا. ما نراه هو السرير الذي يشبه تابوت العهد. وحوله أولئك الذين يحمون الناس من قدرة الله التي لا تُرى.
إذا كان قد ذُكر اسم سليمان ثلاث مرات في هذه الآيات، فالشاعر لا يفكّر بملك اسرائيل العظيم، بل بذاك الذي يبدو كملك وأخ معًا وسط رفاقه، ذاك الذي هو الربّ وهو واحد منا، ابن داود الحقيقيّ وملك السلام بحسب اشتقاق اسمه. ذاك الذي أعطي له في يوم مولده اسم ثان: "حبيب الربّ " (2 صم 12: 25).
قال غريغوريوس النيصيّ: "أتظنّ أنني أريد أن أتكلّم عن سليمان هذا الذي وُلد من بتشابع؟ لا، بل عن سليمان آخر يدلّ عليه هذا. اسمه السلام (عب 7: 2). هو ملك اسرائيل الحقيقيّ (يو 1: 49؛ 12: 13). باني هيكل الله (مت 16: 18؛ 26: 61؛ 27: 40). ذاك الذي لا حدود لحكمته، بل ذاك الذي كيانه هو الحكمة (1 كور 1: 24) والحق " (يو 6:14).
إنه الملك الذي تنبّأ عنه أشعيا أنه سيسير أمام شعبه ليقوده إلى أرضه منتصرًا. "ذلك الذي يعلن السلام، ويحمل السعادة، يبشّر بالسلام ويقول لصهيون: ملك إلهك " (أش 52: 7). إنه سليمان الحقيقيّ، ملك السلام والمجد، وأبواب المدينة هي أصغر من أن تكون كافية ليمرّ فيها في يوم مجيئه. "إرتفعي أيتها المداخل الأبديّة، وليدخل ملك المجد، القويّ الجبّار، الرب الجبّار في القتال " (مز 24: 7- 10).
إنه الملك المسيح بعدد من السمات الإلهيّة والسمات البشريِّة معًا. هو يفترق عنا بشكل مطلق وهو يمتزج بنا امتزاجًا حميمًا. هذا الملك يحيط بعرش حضوره (تابوت العهد) جبابرة شعبه. "حوله ستون جبّارًا من جبابرة إسرائيل".

* قابضون جميعًا على السيوف
هؤلاء الرجال الشجعان لا يمثّلون قوّة تهدّد الناس. إنهم حرس مهيب حول الملك. وهم يدلّون على عظمة الذي يرأسهم. لقد تمرّسوا مدة طويلة في خدمة ابن داود، ورافقوه ولم يتعبوا من رفقته. إنهم الرفاق الذين يقاسون ملكهم مصيره ويحاربون بجانبه. فهم بقيادته صاروا حاذقين، ماهرين، مدرّبين. صاروا رجال تمييز. وكل واحد منهم مسلّح ضدّ قوى الليل، ضدّ قوى الظلمة التي تفاجئ وتهدّد. وضعوا سيوفهم على خواصرهم لكي يواجهوا عالم الظلمة هذا (أف 6: 10- 17).
سمّى نش "جبابرة" سليمان بالاسم الذي دلّ به 2 صم 23: 8- 39 على الجبابرة الثلاثين الذين الّفوا حرس داود الخاصّ. ولكن حرس ابن داود وسليمان الجديد، هم ضعف حرس داود. إنهم ستّون من قدماء الحرب.
ذاك الذي رأيناه في البداية آتيًا من البريّة، مخفيًا في عمود من دخان وطيوب. ذاك الذي عبرت مطيّته أبواب المدينة يحيط به جبابرته. ها هو يدخل الآن إلى قصره ويجلس على عرشه، فيُعطى له لقب ملك. وبعد أن تعب طويلاً مع أخصّائه في الطريق، ها هو يظهر الآن فجأة وسطهم في مجده.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM