وُلد لنا وَلَد

وُلد لنا وَلَد
صلاة البدء
يا ربّ، يمرّ الضيق فيكون السواد. وتمرّ الحرب فيعمّ الظلام. فيا أمير السلام، إنزع من قلب البشريّة كل ما يتعلّق بالحرب. يا أمير السلام، أعد إلى الناس الفرح بعد الحزن، والبهجة بعد الكآبة. خلّصنا من عبوديّة السلام ومن شهوة القتل والدمار. ويا ولدًا وُلد لنا في ملء الأزمنة، إكشف عن المجد في السماء، وليعمّ على الأرض السلام.
قراءة النصّ
لا يكون سواد حيث كانت الشدّة. في الزمان الأول أهينت أرض زبولون وأرض نفتالي. وأمّا في الزمان الأخير، فتكرم تلك الأنحاء بين طريق البحر وعبر الأردن جليل الأمم. الشعبُ السالك في الظلام رأى نورًا ساطعًا.والجالسون في أرض الموت وظلاله أشرق عليهم النور. منحتهم ابتهاجًا على ابتهاج، وزدتهم فرحًا يا ربّ كالفرح في الحصاد، فرحهم أمامك، وكابتهاج من يتقاسمون الغنيمة، لأن النير الذي أثقلهم، والخشبة التي بين أكتافهم كسرتها مع قضيب سخّريهم كما في يوم مديان. نعال العدوّ في المعركة، مع كل ثوب ملطّخ بالدماء، أحرقتها مأكلاً للنار. لأنه يُولد لنا ولد، ويُعطى لنا ابن، وتكون الرئاسة على كتفه، يُسمَّى باسم عجيب، ويكون مثيرًا وإلهًا قديرًا وأبا أبديًا ورئيس السلام. سلطانه يزداد قوّة، ومملكته في سلام دائم. يوطّد عرش داود، ويثبّت أركان مملكته على الحقّ والعدل من الآن وإلى الأبد. غيرة الرب القدير تعمل ذلك (أش 28: 23- 9: 6).
نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- بعد الحرب والدمار، اكتشفت بلدان عديدة السلام. وأنت ماذا اكتشفت؟
- في حياتنا الخاصة، قد يكون الظلام لفنا. فهل اختبرنا النور؟ ماذا كان شعورنا حين خرجنا من الضيق إلى الفرج؟
- هناك خلاص بشريّ، وهناك خلاص أكثر من بشريّ. فما هو انتظارنا؟
دراسة النصّ
يتطلّع النبيّ إلى فجر مملكة السلام. سيُولد وارث ملكيّ. سيُولد عمانوئيل الذي هو إلهنا معنا. ويولد معه ملكوت السلام والفرح، ملكوت الحقّ والعدل. وهكذا يتمّ مخطّط الله في شعبه، وفي جماعاتنا التي تعرف الضيق والظلم.
هناك انتقال من الظلمة إلى النور، ظلمة الحرب وما تترك وراءها من دمار إلى النور الذي يعيد السكان إلى قراهم فيعيدون بناء البيوت الخربة ويضيئون المساكن التي كانت مهدّمة. وهناك انتقال من الذلّ، ذلّ العبودية وسيطرة العدو، إلى مجد الحرية المستعادة. هنا مناطق عرفت الاجتياح الأشوري سنة 734-732، مناطق الجليل وشرق الأردن وشاطئ البحر. عرفت السيطرة الغريبة والسلب والنهب والحريق والدمار.
ولكن سوف تتبدّل الأمور. انتقل الشعب من الكرامة إلى الذلّ. وها هو ينتقل من الظلمة إلى النور، ومن الحزن إلى الفرح، ومن الضيق إلى النصر. الظلمة ترمز إلى الشقاء والتعاسة، إلى الضيق والسبي والموت. والنور يرمز إلى الخلاص. والتعارض بين النور والظلمة يشير إلى شروق الشمس الذي يعني وجود ملك جديد. من أجل هذا، عمّ الفرح والبهجة. ومن الذي يبدّل الحالة؟ الله وحده. ومن الذي يكسر النير، نير العدوّ الخارجيّ؟ ومن يحطّم الخشبة التي توضع على كتف الأسرى الذاهبين إلى المنفى؟ الله وحده.
ولا يكتفي الربّ بأن يخلّص شعبًا من يد شعب، بل هو يريد أن يُلغي كل حرب، أن يزيل كل سلاح من أيدي البشر. وكل هذا بفضل ولد عجيب هو في البعيد صورة عن ذلك الذي أنشدته الملائكة حاملاً السلام على الأرض.
التأمّل
بعد صمت يمتدّ عشر دقائق نتألم في وضع بلدان عديدة مرّت فيها الحرب. فماذا تنتظر الشعوب؟ السلام. ولكن أي سلام نحن ننتظر؟ أذاك الذي يخدِّرنا بعض الشيء قبل حرب جديدة ودمار آخر؟ ولكن يسوع وحده هو الذي يحمل السلام المبنيّ على الحقّ والعدل. وكل سلام يُعطى باسم تعادل القوى لا يمكن إلاّ أن يكون مهدّدًا.
المناجاة
تعيد قراءة النصّ فترتفع عن قلبنا صلاة لأجل الشعوب التي تعرف الموت والدمار والخراب. الآلام العديدة، الضيق، الذلّ، استباحة الأعراض والممتلكات. أهذا ما يريده الربّ للبشريّة؟ كلاّ ثم كلاّ.
تأوين النصّ
نقابل الاجتياح الأشوري للمنطقة الممتدّة من مصر إلى بلاد فينيقية، مع ما حدث في بلدان عديدة، في أوروبا، في آسيا، في أفريقيا. مع نحن بحاجة إلى الأمل بأن الرب سيفعل رغم مخططات البشر ونوايا القتل عندهم.
صلاة الختام
أيها الابن الذي وُلد لنا، أيها الولد الذي أعطي لنا، على كتفك الرئاسة وبيدك السلطان، أنت أيها الاله القوي، أنت يا أمير السلام، أنت يا أب المسكونة، تعال وارشدنا في طرق الحقّ، وقد سيرتنا في طريق السلام. من الآن وإلى الأبد

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM