الربّ مسحني وأرسلني

الربّ مسحني وأرسلني
صلاة البدء
منذ القديم، ساعة الشعبُ أحسّ باليأس، أرسلت إليه الخلاص يا ربّ. وما زلت تفعل اليوم وفي كل يوم، لا مع شعب محدّد، بل مع كل شعب، بل مع كل فرد، فأنت إله يسمع صراخ المساكين وينقذهم من جميع ضيقاتهم.
قراءة النصّ
روح السيّد الربّ علي، لأن الرب مسحني له أرسلني لأبشِّر المساكين وأجبر متكسري القلوب. لأنادي للمسبيّين بالحرّية وللمأسورين بتخلية سبيلهم، وآنادي بحلول سنة رضاه... لأعزّي جميع النائحين في صهيون وأمنحهم الغار بدل الرماد وزينة الفرح بدل الحداد ورداء التسبيح بدل الكتاية، فيكونون أشجار سنديان الحقّ وأغراسًا للربّ يتمجّد بها، ويبنون الخرائب القديمة ويرمّمون منها ما تهدّم ويجدّدون المدن المدمَّرة إلى مدى جيل فجيل... تُدعون كهنة الربّ وتسمّون خدمة إلهنا... فرحًا أخرج بالربّ وتبتهج نفسي بإلهي. ألبسني ثياب الخلاص وكساني رداء العدل كعريس يستحمّ بالغار أو عروس تتزيّن بالحلي. فكما الأرض تخرج نباتها والحقلة تنبت زرعها، كذلك الربّ يُنبت العدل فيتمجّد أمام جميع الأمم (اش 61: 1- 11).
نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- يتحدّث النصّ عن شخص يرسله الربّ فيدلّ على خلاص يحمله هذا المرسل. أما يزال الربّ يرسل؟ أيكون قد أرسلني من أجل مهمّة محدّدة؟
- يمرّ الربّ أو الرسول فتتحوّل الأمور. على المستوى الحاديّ. وعلى المستوى المعنوي والروحيّ. أما هذا الذي يحدث اليوم أيضًا؟ لهذا نحتاج إلى الإيمان لنرى.
- الشعب كله كهنة يعملون في خدمة الرب. يحملون نشيد الكون، يقربّون الناس من الله. هل نحن داعون لرسالتنا هذه في عالم يعرف الحرب والظلم...؟
دراسة النص
نرى أول ما نرى مرسل الله والمنادي بخلاصه. هو يتحدّث عن رسالته (آ1- 4) إنه حامل كلمة الله. فيتوجّه إلى إخوته ويكلّمهم في صيغة المخاطب، فيعدهم بأن وضعهم سيتحولّ تحوّلاً يراه الجميع (آ 5- 9). وحين تسمع الجماعة مواعيد السعادة هذه، يصعد من قلبها أناشيد الحمد للاله الذي حمل لها الخلاص (آ 10- 11).
هذا الرسول لا يعمل وحده، لا يعمل بقوّته. فروح الربّ حلّ عليه، وهو يرافقه ويعلّمه كيف يحمل كلمة العزاء والتشجيع والخلاص.
سنة الرضى هي السنة السبتيّة أو السنة اليوبيليّة، التي فيها يُحرّر العبيد، في السنة السابعة (خر 21: 2) أو في السنة التاسعة والأربعون (لا 25: 10).
ما نلاحظ في هذا الفصل من أشعيا، هو أن النبيّ يتوجّه إلى المتألّمين في صهيون بعد أن عادوا من المنفى ورأوا الخرائب القديمة والمدن المدمَّرة. فأين هي السعادة التي وُعدوا بها.
مجيء الخلاص. لا يقف شيء في وجهه. هو يشبه نموّ الأشجار التي غرسها الربّ (آ 3). فالذي أعطى الأرض القدرة كي تخرج نباتها، والحقلة أن تنمي بذارها يمنح البرّ لشعبه. عندئذ تُنشدُ أبواب أورشليم بل المدينة كلها أناشيد الحدّ وجميعهم يرفعون صلواتهم إلى الإله الحقيقيّ، بحيث لتسمعهم الأمم، فنعجب بهم. وننتظر أن تشاركهم.
التأمّل
بعد صمت يمتدّ عشر دقائق. نتأمّل كيف أن يسوع استعاد هذه الكلمات. هو مرسل، ولكن لا مثل سائر المرسلين. فهو من امتلأ حقًا من الروح القدس. من فيه تمّت اليوم هذه النبوءة. ما هو شخص من الأشخاص اختاره الرب ومسحه فصار مسيحًا (أو: ممسوحًا) من السماء. بل هو المسيح في المعنى التامّ الكامل، الذي لا مسيح بعده.
المناجاة
نعيد قراءة النصّ، فترتفع من قلبنا صلاة حين نرى الناس الذين حولنا: مساكين، أشخاص انكسرت قلوبهم، أسرى ومسجونون، يعيشون في الحداد
تأوين النصّ
نتذكّر الوضع الذي فيه قيل هذا النصّ: دبّ اليأس في القلوب، وسيطرت الخيبة على أولئك الآتين إلى أورشليم وهم ينتظرون أن تتحول الصحراء جنائن. وعد الرب في الماضي وهو يعد اليوم.
صلاة الختام
نردّد كلام الرب في أش 42: 1- 7 بشكل صلاة: "ها عبدي الذي أسانده، الذي اخترته ورضيت به! جعلتُ روحي عليه فيأتي للأمم بالعدل. أنا الرب دعوتك في صدق، وأخذتُ بيدك وحفظتك. جعلتك عهدًا للشعوب ونورًا لهداية الأمم، فتفتح العيون العمياء، وتخرج الأسرى من السجون، والجالسين من ظلمة الحبوس".

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM