حرّركم الابن فصرتم أحرارًا

حرّركم الابن فصرتم أحرارًا
صلاة البدء
يا يسوع، أنت تدعونا إلى الحرية، إلى الحرّية الحقيقيّة التي تهبها وحدك لنا. تدعونا إلى الحرية المبنيّة على الحقّ، يا من أنت الطريق والحقّ. تدعونا لأن نترك عبودية الخطيئة. لأن نتحرّر من ذواتنا فالشكر لك
قراءة النصّ
مت 8: 31- 41
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأمور التالية:
- قال اليهود: أبونا إبراهيم. ارتبطوا به بواسطة الإيمان. ولكنهم ما عملوا أعماله. فماذا نقول نحن وماذا نعمل؟
- قال يسوع: من يصنع الخطيئة يكون عبدًا للخطيئة، إلى أي حدّ نحن أحرار؟
- خطأ اليهود أن لا محلّ لكلام يسوع عندهم. فما موقع كلمة يسوع في حياتنا وتصرّفاتنا؟
دراسة النصّ
الشخص الذي عاد إليه الكلام هنا، هو شخص إبراهيم الذي هو أبو اليهود. منه أخذوا كيانهم وعملهم. وجّه يسوع كلامه إلى الذين آمنوا به، وثقوا به وبكلامه (آ 31) ولكنهم سينقلبون سريعًا ويقفون مع خصومه. لهذا سيقول لهم في آ 45: لا تثقون بي، لا تصدّقوني، بدأ يسوع فدعاهم إلى اتباعه (آ 12). وها هو الآن يدعوهم لكي يثبتوا في كلمته. بما أن الابن حفظ كلمة الآب (آ 55)، فيجب على التلميذ أن يثبت في كلمة يسوع وهكذا يحفظها (آ51).
منذ الوعد لإبراهيم، دلّ الله أنه يتّجه إلى البشر ويقيم معهم عهدًا. والرباط هو رباط الأب مع أبنائه. ولدى سامعي يسوع، الكلمة التي نُقلت إليهم وهي تُلزمهم، هي الحقيقة التي يرتبط لها مصيرهم. فهل فهموها؟ وحسب الأنبياء، ستكون معرفة الرب عطيّة العالم الأتي، سيفهم اليهود ان هم ثبتوا في كلمة يسوع: فهو يكشف للمؤمنين اتّحاده بالله فمن فم يقبل هذه الملكة دلّ على أنه يغشّ نفسه حين يقول إنه ينتمي إلى نسل إبراهيم. فنسل إبراهيم يعيش مثل إبراهيم فلا يبقى على "المسرح" سوى الابن الذي تمنّى إبراهيم أن يرى يومه.
نلاحظ في آ 31- 36، المقابلة بين عبد رحرّ ونقرأ. تعرفون الحقّ والحقّ يحرركم (آ32). ثم: إن حرّركم الابن صرتم أحرارًا. إن الحريّة التي يعطيها الحقّ (يسوع) تصل إلى تلاميذ يسوع، وهكذا نفهم أن التلميذ الحقيقيّ يكون حرًا.
هناك التلميذ الحقيقيّ الذي يتميّز عن الذين تركوا المعلّم بعد خطبة الخبز (آ 66) والالتزام الأول هو إيمان لا تراجع فيه. لا نكتفي بأن نتبع يسوع لا نكتفي بأن نثق به بل نثبت في كلمته، "نهضمها" بعد أن نُدخلها في حياتنا. نكشّف أنها كلمة الله. في آ 31، الحقّ هو الذي يحرّر. في آ 36، الابن هو الذي يحرّر. وهكذا نكتشف العلاقة بين الحقّ والحريّة.
رفض اليهود مثل هذا الكلام. ما كانوا عبيدًا لأحد. ولكنهم ليسوا أحرارًا بعد أن حكمتهم رومة. ويعرفون عبوديّة أخرى هي عبوديّة الخطيئة. الحرّية ليست امتلاكًا نتكمش به. هي علاقة حيّة مع الله. هي ثمرة الحقّ الذي نقتبله. فإن اعتبر المعارضون أنهم ليسو عبيدًا، اعتبروا نفوسهم بلا خطيئة. وهذا مستحيل. أما الخطيئة الكبرى التي يقيمون فيها أنهم رفضوا يسوع. رفضوا الحرية التي يحملها إليهم. لهذا سيقول لهم يسوع ستموتون في خطاياكم إن لم تؤمنوا أني هو.
التأمّل
نتأمل في نقطة من هذه النقاط، ونسأل نفوسنا: هل نحن نؤمن بيسوع الذي هو الحق؟ هل نسير وراءه ونثبت في كلمته؟ اذن، نحن أحرار، وإلاّ نحن عبيد ولا نعرف وضعنا. فلا يبقى لنا سوى أن نطلب من الإنسان أن يحرّرنا.
المناجاة:
ننطلق في هذا الإنجيل ونتساءل: اليهود نسل إبراهيم. ولكنهم في الواقع خانوا هذا النسل لأنهم لم يصلوا إلى من هو نسل إبراهيم الحقيقيّ، يسوع المسيح. وسيقول يوحنا المعمدان: الله يستطيع أن يخرج من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم. فإذا لم نثمر، لا نكون أبناء إبراهيم، وبالتالي لا تعرف المسيح فيكون أبانا إبليس الذي هو أبو الكذب.
تأوين النصّ
استند الشعب اليهوديّ إلى إبراهيم إلى قرابتهم بالجسد إلى إبراهيم. والمسيحي يستند إلى المعمودية التي نالها فجعلته ابن الله. ولكن في الحالتين، الثمر الذي نثمره هو الذي يقرّر هويّتنا. فمن الثمرة تُعرف الشجرة. اعتبر اليهود أن أيام إبراهيم. ونادى الغنيّ إبراهيم أباه (لو 16: 15) في مثل لعازر والغني. غير أن يسوع سيقول: كثيرون يأتون من المشرق والمغرب، ويتّكئون في حضن إبراهيم، أمّا وارثو الملكوت فيلقون في الظلمة البرانيّة (مت 8: 11- 18).
والحريّة التي يتبجّح بها اليهود هي تحرّر. لا تحرّر من الشريعة، كما قال بولس الرسول، بل تحرّر من الخطيئة. قرّر الخصوم أن يقتلوا يسوع، فاستسلموا الخطيئة وبالتالي صاروا في العبودية، فكيف يعتبرون نفوسهم أبناء إبراهيم؟
صلاة الختام
الصلاة الربية أو ترتيلة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM