روح الرب عليّ

روح الرب عليّ
صلاة البدء
نحن معك يا رب في مجمع الناصرة. نسمعك تتلو مع الحاضرين كلام أشعيا النبيّ. ما نادى به هذا النبيّ من حرية للأسرى، من بصر للعميان، من عتق للمظلومين، قد تمّ فيك الآن. تمّ بيدك. لهذا جئنا نحن إليك.
قراءة النصّ
لو 4: 14- 23
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- أيّة حرّية أبحث عنها في حياتي وفي حياة الجماعة التي أعيش فيها.
- الحريّة الحقّة عطيّة من يسوع تملأ قلوبنا شيئًا فشيئاً. أما تركنا نفوسنا تستعبَد للخطيئة والشهوة والمال وروح العظمة...
- جاء يسوع يعيد النظر إلى العميان. ما الذي يمنعنا من رؤية يسوع والطريق التي يقدّمها لنا؟
دراسة النصّ
تمت عودة يسوع في مرحلتين: صعود من الأردن إلى البريّة (لو 4: 1)، وصعود إلى أورشليم (لو 9: 51). ثم عودة إلى الجليل (لو 4: 14). أما التجربة فأخّرت بداية هذه العودة، وما مالت يومًا بيسوع عن رسالته.
علاقة يسوع بالروح بدأت منذ الحبل به. وهكذا نفهم أن قدرة الله وبرّه عادا من جديد، وهما يفعلان في العالم وفي التاريخ. بدأ هذا الروح مع زكريا واليصابات ويوحنا ومريم وسمعان الشيخ، وجد كماله في يسوع. أجل جاءت الأزمنة الجديدة.
بدت الناصرة التي جاء يسوع إليها، كممثّلة لاسرائيل كله. كانت أول من قبل البشارة. وكانت أول من عاند البشارة. وشارك يسوع أبناء بلدته في صلاة يوم السبت. وكانت مشاركته مميّزة. أخذ الكتاب وقرأ في أشعيا.
ما تمنّاه النبيّ من أجل شعبه العائد من السبي، يحقّقه يسوع اليوم. اليوم تمّت هذه الكلمات التي تلوتها على مسامعكم. بيسوع وصلت البشارة إلى المساكين، والحريّة للأسرى، والخلاص للمظلومين والبصر للعميان. أجل لم يعد المسيح موضوع رجاء. بل هو حاضر الآن، وحضوره يحمل البشارة وعطيّة الحياة الجديدة التي لا تضاهيها حياة وستدلّ خطب يسوع ومعجزاته أن الخلاص حصل منذ الآن إلى الإنسان كله، إلى نفسه وجسده إلى قلبه وشعوره وعواطفه. خلاص من الضيف الخارجيّ، خلاص من الشرّ الذي حولنا، خلاص من الخطيئة التي تستعبدنا.
وهكذا يسوع يفتتح سنة اليوبيل، سنة الرضى. جاء يعلن بالفم الملآن أن الخلاص هو هنا، لأنه تكلّم. قال الله فكان كل شيء. وقال يسوع فبدأت سنة اليوبيل. أجل، تمّت مشيئة الله حين أرسل ابنه إلى العالم. وحلول الروح بدأ هذه المسيرة، على مستوى المسيح، بانتظار حلول الروح يوم العنصرة من أجل بداية المسيرة على مستوى الكنيسة.
لقد تمّ اليوبيل. نحن أمام طريق تقود من الموعد إلى التتمّة، من الكتاب المقدّس إلى التاريخ. كانت التتمّة المنظورة في المعموديّة. وها نحن نسمعها الآن. ما كانت ردّة فعل الناس؟ تعجبوا. ولكنهم تساءلوا. فوقفوا عند ذاك الذي هو إنسان فقط. ونسوا أنه ذاك الآتي يحمل الخلاص للبشريّة. وسيقول مرقس إن يسوع ما أجرى معجزات هناك بسبب قلّة إيمانهم.
التأمل
نتأمل عشر دقائق في نقطة من هذه النقاط، وندخل إلى مجمع الناصرة مع يسوع. ماذا يختلف موقفنا عن موقف أهل الناصرة.
المناجاة
ننطلق من هذا الإنجيل وما شاركنا فيه فنردّد كلمات الإنجيل. ونسمع يسوع يقول لنا إنه جاء يحمل إلينا بشرى الخلاص والحريّة، يحمل إلينا النور. فيا ليتنا نتركه يفعل فينا.
تأوين النصّ
منذ البداية نعرف أن يسوع يرافقه الروح النبويّ. رافقه في البريّة حيث جُرّب. وهو يرافقه الآن في موضوع رسالته، بدءًا بالجليل. أما أول كلمة قالها يسوع في انجيل لوقا، فهي تفسيره لأشعيا، أجل، ذاك الذي يحلّ عليه الروح هو يسوع. وإذ جلس كما يجلس المعلّم، دلّ على أنه المنادي بهذا الخلاص. قدّم إشارات لسامعيه، ولكنه ترك عقولهم حرّة في أن تقبل العلامة المقدَّمة أو ترفضها. دعاهم إلى أن يروا الجديد الذي يقتحمهم في بلدتهم، وفي حياتهم، بل في كل أرض فلسطين، بانتظار أن يصل إلى العالم. وهذا الجديد ليس كلمة وحسب. إنه قوّة تفصل منذ الآن. أما هم فرأوا فيه إبن يوسف، لا ذاك النبيّ الذي يتحدّث عنه أشعيا، والذي يحمل ما تعنيه سنة رضى الله من حرية والخلاص وشفاء.
صلاة الختام
الصلاة الربّية أو ترتيلة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM