لنا وعد الدخول في راحة الله

لنا وعد الدخول في راحة الله
صلاة البدء
أنت تدعونا يا يسوع الراحة. لا إلى راحة سبت نعود بعده إلى العمل، بل إلى راحة تدوم. وهذا يفترض أن نفهم قوّة كلمتك التي هي سيف له حدّان، وهذا يفترض أن نسمع لك، نسمع كلمتك ولا نقسّي قلوبنا. تلك هي راحتك يا رب، أنت يا من تعمل دائمًا ومن ترتاح إلا حيت تجمع الرعبّة كلها في خطيرة واحدة.
قراءة النصّ
نقرأ عب 4: 1- 13
نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- سمع الشعب الأول البشارة ولكنه رفضها. فهل نتأخّر نحن مثل العذارى الجاهلات فيبدو وكأننا لم نسمع نداء الربّ؟
- عمل الله ستة أيام واستراح، كما يقول الكتاب، ونحن نرتاح حين نسمع كلمة الله. فهل نقابل هذ الكلمة بالعصيان؟
- الباب مفتوح لنا. هلاّ دخلنا فيه؟ فسيأتي يوم يُغلق في وجهنا. فلا ينفعنا الصراخ: يا رب افتح لنا. هل استفدنا من الظروف المتاحة لنا ولجماعاتنا؟
دراسة النصّ:
في الماضي، دُعي بنو اسرائيل الدخول إلى أرض الموعد. وكفهم تأخّروا. نظروا إلى الوراء. تطلعوا إلى بصل مصر وبطيخه ولحمه وسمكه. فما استطاعوا أن يعلوا إلى أرض الموعد، إلى الراحة. وها هي بشرى الإنجيل توعد المؤمنين للدخول إلى الملكوت. نداء يوجه إلينا نحن الذين تعمدّنا، وسمعنا كلام الله، وقبلنا الأسرار.
عندئذ يصل إلينا كلام الرسالة إلي العبرانيين: نحن الذين استنرنا، أي تعمّدنا، وذُقنا الهبة السماوية، أي شركنا في عشاء الرب وصرنا مشاركين في الروح القدس، على مثال الرسل يوم العنصرة. نحن الذين ذقنا كلمة الله الصالحة، واختبرنا ما يعلمه الله في الجماعات المسيحية وفي العالم (عب 6: 4- 6)، هل يحقّ لنا أن نسقط؟ هل نستطيع أن نتجدّد بالتوبة؟ أن نصلب ابن الله مرّة ثانية، فيعرّضنا موقفنا هذا للخسارة والعار. نكون كأرض شربت المطر فأخرجت شوكاً وعشبًا ضاراً. عندئذ نُرفض. تهدّدنا اللعنة ونستحق الحريق، فيا ليتنا نكون تلك الأرض التي تعطي نبتًا صالحًا. عند ذاك يرتاح الله فينا ونرتاح نحن في الله.
وما هو السبب الذي منعهم من الدخول إلى راحة الربّ؟ نقصهم الإيمان. أما نحن أبناء الإيمان فماذا ينقصنا سوى أن ندلّ على إيماننا بأعمالنا كما قالت رسالة يعقوب، سوى أن نثمر ثمرًا صالحًا وإلاّ نقطع ونُلقى في النار. وعاد الكاتب إلى مز 95: 11 وقساوة القلب فالقلب المؤمن يعرف القلب الليّن الذي يتجاوب مع نداء الله. وما نقوله عن الأفراد، نقوله عن الجماعات والشعوب. راحة الله أن يعيش العالم التطويبات: أن يعيش الفقر الروحي والتواضع والوداعة. أن يطلب السلام ونقاوة القلب. راحة الله أن يمارس البشر الرحمة على مثال الآب الرحيم الذي أحشاؤه أحشاء أم. وقبل ذلك الوقت لن تكون لله راحة. فسيظلّ يعمل دائمًا في قلوب البشر.
ظنّ العبرانيون أنهم دخلوا إلى أرض الموعد فوصلوا إلى الراحة. ولكنهم اخطأوا. فهذا الدخول الخارجي يغشنا مرارًا. هنا ك راحة من نوع آخر تقدم بأن نعيش بحسب وصايا الله. ونقول الشيء عينه عن الذين تقبّلوا سر العماد واعتبروا نفوسهم مسيحيين يجب أن تبقى كلمة الله حاضرة أمامهم. هي تتوجّه إليهم، تتحدّاهم، تريد أن تنفذ إليهم كي نفعل فيهم، كي تحوّلهم. فإن تجاوبوا مع هذه الكلمة، كانت لهم الراحة التي وعدهم الله بها. وإلاَّ شابهوا الشعب العبراني الذي قال فيه الرب: لن يدخلوا راحتي.
التأمّل:
بعد صمت يمتدّ عشر دقائق، نقف أمام كلمة الله التي كانت فاعلة منذ الآباء والآنبياء، ووصلت إلى كمالها في شخص يسوع المسيح الذي هو الكلمة التجسّد، هذه الكلمة ليست من الماضي. ويسوع هو هو أمس واليوم وإلى الأبد. فهل هذه الكلمة حيّة بالنسبة إلينا، أم تعتبرها حرفًا ميتًا لا يحرّك حياتنا كثيرًا؟
المناجاة
نعيد قراءة النص. ونتوقّف عند عبارة تستوقفنا، ولا سيّما على مستوى الراحة التي يدعونا إليها الرسول في خطّ يسوع الذي أفهمنا أن الراحة تمّرُ في التواضع ووداعة القلب.
تأوين النصّ
نقف هنا على ثلاثة مستويات المستوى الأول، الشعب العبراني فمع أنها ترك مصر، وعبر البرية، ووصل إلى أرض الموعد، إلاّ أنه لم يجد الراحة التي وعده الله بها، والتي استراحها بعد أن أتمّ عمله في الخلق. المستوى الثاني هو مستوى المسيحيين في زمن صاحب الرسالة إلى العبرانيين هناك أناس نالوا أسرار التنشئة وذاقوا كلمة الله والبشارة الجديدة، ومع ذلك لم تفعل فيهم البشارة فاستحقّوا اللعنة. والمستوى الثالث هو مستوى الكنيسة اليوم، مستوى جماعاتنا والؤمنين الذين فيها. هم يسمعون نداء الله، تتوجّه إليهم هذه الكلمة التي هي سيف ذو حدّين. فماذا يكون جواب كل واحد منا؟ أنكون أرضًا صالحة تعطي ثلاثين وستين ومئة، أم أرضًا تنبت شوكًا وعوسجًا على مثال أرض الفردوس بعد خطيئة الإنسان؟
صلاة الختام
اليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسّوا قلوبكم. وجوابنا للرب: تعالوا نسجد ونركع له، وننحني أمام الربّ خالقنا. هو إلهنا ونحن شعبه، رعيّته التي يرعاها بيده، عند ذاك نستحق راحته.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM