الرب يشفي المنكسري القلوب

الرب يشفي المنكسري القلوب
المزمور المئة والسابع والاربعون (1)

1. القسم الأول من المزمور المئة والسابع والاربعين هو مزمور مديح وشكر يرفعه الشعب إلى الله، مخلّص شعبه، الذي يعيد بناء مدينته ويهتم بالمساكين والبؤساء، فيكون السلام والخير والبركة على الجميع.

2. نشيد اسرائيل لله المخلّص والخالق.
آ 1: دعوة إلى النشيد: سبِّحوا الرب.
آ 2- 6: لأنه سيد التاريخ ومخلص شعبه، الذي يبني مدينته ويجمع المنفيين. يغفر لشعبه ويضمد جراحه. فالله القدير يبقى قديرًا، وهو سيد الخليقة كلها، الذي يستطيع أن يحط المترفعين ويرفع المتواضعين. ماذا ينتظر الرب ليخلص الشعب البائس؟
آ 7: دعوة إلى النشيد: غنوا للرب بالاعتراف.
آ 8- 11: لأن قدرته تظهر في الخلق. بعد أن يبني صهيون يرسل إلى الأرض الشتاء الخصب، فيهتم بالحيوان ويؤمّن له طعامه، ويقيت من الناس من يشاء. واختار صهيون دون باقي المدن. فمن أراد أن يتّكل على عضلاته، أو على سرعة خياله، سيجد الخيبة تنتظره.
آ 12: دعوة إلى النشيد: إمدحي يا أورشليم الرب.
آ 13- 20: صهيون تمدح الرب لعمل الخلاص والخلق فيها. يمكّن مغاليق أبوابها وينزل عليها بركاته، فيعطي السلام لشعبه ويشبعهم من خيراته، ويتصرّف معهم كالراعي الذي يدافع عن خرافه ويقودها إلى المراعي. ويذكر المرتّل كلمة الله (أش 5: 10- 11) التي تتمّم مقصده الانتقامي من الاشرار، ومخطّطه الخلاصي للأبرار. ففي آ 15- 17، نرى ظهور الرب بالثلج والبرَد والصقيع، فلا يعود الانسان يقدر أن يدافع فتنتهي حياته. ولكن كلمة الرب هي حياة أيضًا عندما تذوب الثلوج وتسيل الامطار، فتبارك المختارين الذين يعرفون متطلبات كلمة الله ووصاياه.

3. إنه لواجب ولائق أن يشكر اسرائيل للرب خيراته، وأخصّها الرجوع من المنفى، وإعادة بناء أورشليم حسب وعده لها. يتصرّف الله كالطبيب الذي يشفي الجراح، وكالمخلص الحقيقي والسيد القدير (الكواكب خلائق وهي لا تؤثر على قدر الناس) وديان البشر. فكل حياة ترتبط بالله الذي يعطي الشتاء اللازم لحياة النبات والحيوان. ولذا يجب أن يعرف الانسان أنه يرتبط برحمة الله فلا يعود يتّكل على قدرته وخفته، أو على أية قوة أرضية. ويجب أن يعرف المؤمنون أن الله هو من خلّص شعبه واهتم بمدينته، وهو ينتظر من شعبه أن يحفظ رسومه وأحكامه. يقول سفر تثنية الاشتراع (4: 7- 8): "لأنه أية أمّة غريبة لها آلهة قريبة منها كالرب الهنا في كل ما ندعوه، وأية أمة كبيرة لها رسوم وأحكام عادلة كهذه الشرائع التي أنا أتلوها عليكم اليوم"؟

4. يشارك شعب العهد الجديد شعب العهد القديم فرحه لبناء صهيون، ويتطلّع إلى يسوع المسيح مانح النعم الذي هو الطبيب المتواضع والمخلص الوديع، والذي هو أيضًا رب الكون وصاحب الكلمة الخلاقة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM