إحمدوا الربّ لأنه صالح

إحمدوا الربّ لأنه صالح

مع مز 118 تنتهي مجموعة "هللويا" التي بدأت في مز 111. والمزمور الذي ندرس يبدو قريباً من مز 115، 116. فهو يفترض مثلهما عملاً ليتورجياً يتمّ في الهيكل الثاني. استعاد من مز 116 موضوع فعل الشكر الفرديّ، ومن مز 115 موضوع فعل الشكر الجماعيّ الذي يجد ذروته في مباركة الكهنة. يُبرز التأويل الحديث الوجهة الأولى، فيتخيّل احتفال شكر حسب رتبة مأخوذة من مز 107: نسمع مختلف المجموعات تعبّر عن امتنانها لما حصلت عليه من خلاص.
سيزول موضوع الشكر مع آ 23 لتحلّ محلّه ليتورجيا عامّة. وقد نجد تفصيلاً يدلّ على أننا في عيد المظال: ذكر الخيام (آ 15). اليوم (آ 24). صرخة "هوشعنا" (آ 27). أغصان النخل والسرو التي يحملها اليهود ويحرّكونها في العيد. وتقول المشناة إنهم كانوا يكرّرون الهتاف الذي نجده في آ 5 (من الضيق دعوت الربّ)، ويدورون مرّة واحدة في الأيام الستّة الأول، وسبع مرات في اليوم السابع (هكذا فعلوا حين "دخلوا" أريحا).
وتبدأ مواضيع الشكر (آ 5- 22). والشخص الذي ينشد يعيش القلق فيدعو الربّ. يجيبه الربّ ويفتح أمامه الطريق الرحبة. ما عاد يخاف من أحد. حينئذ نظر نظرة الغلبة إلى عالم معادٍ يحيط به. كم كان على حقّ حين جعل ثقته في الله، لا في البشر وحتى العظماء منهم.
ويأتي نشيد الظفر، وقد أخذت كلماتُه من نشيد موسى (خر 15) حيث مدّ الربّ يمينه المنتصرة، فبعث البهجة في قلب صفيّه. وبعد عمل يهوه الخلاصّي (آ 10- 16) ها هو التكريس الليتورجيّ (آ 17- 22): الربّ نفسه يستقبل صفيّه بعد أن هدّده الموت... وهكذا من حسبه العالم محكوماً عليه بشكل نهائي بسبب خطيئته، يقوم ويحتلّ مكان الصدارة. وهكذا نكون في خط النشيد الرابع من أناشيد عبد الله في أش 53: 3- 4. ذاك الذي كان لا شيء صار الآن معتبراً. الحجر الذي رذله البناؤون، صار رأس الزاوية أو حجر الغلقة. لقد انقلب الوضع رأساً على عقب كما قالت 1 كور 1: 27: "اختار الله ما يحسبه العالم لا شيء ليخزي الأقوياء". قد يكون الماضي مؤلماً (على أثر المنفى). ولكن الليتورجيا تنعش في قلب المؤمن إيماناً بمستقبل جديد يعدّه الله ساعة خلاصه النهائي.

أنشد معك يا يسوع هذا المزمور، يا حجراً رفضه البناؤون فصار رأساً للزاوية
أنشد معك يا يسوع، وقد عرفت أن لا اسم تحت السماء غير اسمك نقدر به أن نخلص
وأنشدك يا يسوع يوم دخولك إلى أورشليم، وأهتف إليك مع الداخلين إلى الهيكل
أنشد لك وأقول كلام هذا المزمور: مبارك الآتي باسم الربّ
وأزيد: هوشعنا في العلى، هوشعنا لابن داود. خلّصنا يا ربّ، المجد لك.

وأنشد مع الكنيسة: هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ، لنفرح ونبتهج
ولنمجّد الربّ لأن عرس الحمل قد حضر وتزيّنت عروسه
وأنشد مع الكنيسة: الربّ بجانبي لا أخاف، فماذا يصنع بي البشر
الربّ بجانبي، الربّ عوني، استجاب لي وأفرج عني
وأنشد مع الكنيسة في الضيق والاضطهاد: لا أموت بل أحيا
وسأقضي أيامي أحدّث بأعمال الربّ، لأنه عاقبني، ولكنه لم يسلّمني إلى الموت.

أنشد معك يا يسوع، وصلاة المزامير صلاتك، وصلاة كنيستك
فأنت وسط كنيستك تقدّم ذبيحتك الافخارستية فتشكر الآب عنا
فأنت أمام الآب مثالنا في الحبّ والإيمان، فأنت هدف رجائنا
وأنت أمام الآب سرت مسيرتك وعيناك متجهتان إلى نعمة القيامة
فوجّه عيوننا إليك، وأنظارنا إلى مجيئك، وقلوبنا إلى حضورك.

احمدوا الربّ لأنه صالح، وإلى الأبد رحمته
ليقل بيت سرائيل: إلى الأبد رحمته
ليقل بيت هرون: إلى الأبد رحمته
ليقل خائفو الربّ: إلى الأبد رحمته.

ها هي الكنيسة تنادينا بلسان كهنتها وأجواقها الملائكيّة: إحمدوا الربّ
ها هي الكنيسة تنادينا لنجيء إليك يا ربّ ونحتفل بصلاحك من أجل شعبك
تدعونا لأن ننشد حبّك ورحمتك
أعطيت العهد والوعد، أعطيت المعجزات والعجائب، فإلى الابد رحمتك
أعطيتنا ابنك يسوع، وأعطيتنا معه كل شيء، فإلى الأبد رحمتك.

رحمتك لا تنفد ولا تتبدّل، وهل تنسى أم أبناءها
وحبّك دائم لا يزول، يا من أنت المحبّة بالذات
لهذا نأتي إلى هيكلك لنحمدك، من أجل عجائبك لبني البشر
لهذا نأتي لنعظّمك ونسبّحك في الجماعة التي رأت أعمالك.

من الضيق دعوت الربّ فاستجاب وأفرج عني
الربّ معي فلا أخاف، فالإنسان ماذا يفعل لي
الربّ معي وهو نصيري، فأرى هزيمة من يبغضني
الاحتماء بالربّ خير لي من الاتكال على البشر
الاحتماء بالرب خير لي من الاتكال على العظماء.

ويبدأ فعل شكرنا يا ربّ، بعد أن جابهنا الخطر، فجئت إلينا وأعنتنا
نصرخ إليك، ندعوك، نلتجىء إليك، نحتمي بك كالطفل بأمّه
ندعوك فتستجيب، نقرع فتفتح الباب، نسأل فتعطي
فما أعظمك يا ربّ، وما أعظم خلاصك.

وينطلق هتافنا يعلن اتكالنا عليك وثقتنا بك
الربّ معي، أنت معي، أنت نصير لي، أنت عوني فلا أخاف شيئاً
لا أخاف الألوف المؤلفة التي تجتمع حولي لأنك تقوم وتخلّصني
لا أخاف الضيقات والمخاطر، ولو سرت في وادي الظلمات لأنك تقودني وتهدىء بالي
لا أخاف إن اصطفّ عليّ عسكر، أو قام عليّ قتال، لأنك معي وهذا يكفيني.

حاولتُ أن أتّكل على البشر، ولكن البشر كالعشب سريعاً يزولون
حاولتُ أن أتّكل على العظماء، ولهم المال والغنى والقدرة والجبروت
ولكني فهمت أن لا إله سواك، ولا مخلّص غيرك
هذا ما فهمته يا ربّ، وهذا ما أردت أن أنادي به، فأعبّر لك عن ثقتي.

أحاط بي جميع الأمم، باسم الرب أزيلهم
أحاطوا بي ثم أحاطوا بي، باسم الربّ أزيلهم
أحاطوا بي كالنحل، ثم خمدوا كنار الشوك، باسم الرب أزيلهم.

وأرى الخطر يحيط بنا، وأرى الأعداء كالنحل يحيطون بنا
فلا ننظر إلاّ إليك، ونعرف أن الخيل لا تنجح، وآلات الحرب لا تعطي النصر
ففي محنتنا لن نحتمي بالعظماء، بل نحتمي بك وحدك يا ربّ
وان اتكلنا إلاّ عليك، كنا كالعنكبوت تستند إلى خيوطها لتحميها من الخطر
يكفي أن نجعل ثقتنا بك لنحسّ النصر قريباً منا، بل لنتمتّع بالسعادة معك.

نحتمي بك، فطوبانا إن فزعنا إليك فزع الطفل إلى أمه
نحتمي بك، فتظلّلنا بيمينك، وتحيط بنا مثل الترس
نحتمي بك، فتنقذنا من يد مضطهدينا، من الذين يحاولون افتراسنا كلأسد
نحتمي بك ولو كنا ضعفاء كالعصافير، فنحن نعرف أن عينيك تبصران العالم
نعرف أن عينيك تنظران إلى بني البشر
بك نحتمي وبك ننتصر، فأنت نصرة لنا على المضايق وعون لنا في الشدائد.

هم ينادون باسم إلهتهم ونحن ندعو لاسمك القدير
هم يطلبون عون العظماء ونحن نتقوّى باسمك أيها الربّ العظيم
إسمك عظيم ومبارك ونحن نمجّد اسمك ونسجد لبهاء قدسك
باسمك القدوس نفتخر، فخلّصنا من أجل اسمك، وعرّفنا جبروتك
لاسمك نرتّل وإياه نحمد فاسمك يبلغ أقاصي الأرض.

دفعوني دفعاً لاسقط، لكن الربّ نصرني
أرتل للربّ العزيز فهو خلاص لي
هذه ترنيمة الخلاص في خيام الصديقين:
يمين الربّ مقتدرة، يمين الربّ مرتفعة، يمين الربّ مقتدرة
لا أموت بل أحيا، وأحدّث بأعمال الربّ
يعظني الربّ ويرشدني، ولا يسلّمني إلى الموت.

تدخّلت يا ربّ فأفرجت عني، وها أنا آت لأرتّل لك
نصرتني وكنت لي خلاصاً، وها أنا أحمل إليك ترنيمة الخلاص
يدك صنعت أعمالاً قديرة لأجلي، وها أنا أحدّث بأعمالك في الجماعة
خلّصتني من الموت، وأعطيتني حياة جديدة
وأنا أكرّس حياتي لأمدحك وأشكرك وأعبّر عن حبّك لمختاريك.

ذراعك جبارة، يدك قويّة، يمينك مرفوعة فلا أخاف
أرسل يدك فتنصرني، مدَّ يمينك فتخلصني
إذا نجحتُ فما يدي هي التي أمّنت لي هذا النجاح
بل يمينك وحضورك المنير، ورضاك عليّ منحني هذا اليسار
أينما ذهبت أنت هناك، وكيفما توجّهت يدك تهديني، ويمينك تمسكني.

إفتحوا لي أبواب الصديقين، فأدخل وأحمد الربّ
هي أبواب إلى الربّ، وفيها يدخل الصديقون
أحمدك لأنك أعنتني، وكنت لي خلاصاً
الحجر الذي رفضه البناؤون صار رأس الزاوية
من عند الرب كان ذلك وهو عجيب في عيوننا
هذا يوم صنعه الرب فلنبتهج ونفرح به
آه يا ربّ خلّص. آه يا ربّ أحسن إلينا.

عبرت في باب الخلاص، فوجدتُ الخلاص يا رب
عبرت في باب الحياة، فالتقيت بالحياة الحقيقيّة
عبرت في باب الغفران، فحصلت عك غفران خطاياي
أنت يا رب هو الباب، بل وسّعت بابك ليدخل فيك جميع البشر
بابك لا يعبره إلاّ الصديقون، فيمدحونك من أجل خيراتك وبركاتك.

نعتبر نفوسنا صدّيقين، لأنك أنت خلاصنا وقوتنا
نعتبر نفوسنا صدّيقين، لأنك أعنتنا وأدخلتنا في أبوابك الأزلية حين جعلتنا أبناءك
نعتبر نفوسنا صدّيقين، لأنك اخترتنا لنكون على مثال ابنك ونحن اخوته
نعتبر نفوسنا صدّيقين، لأنك صنعت لنا ما صنعت وهو عجيب في عيوننا
فما بقي لنا إلاّ أن نفرح ونبتهج، لأنك أحسنت إلينا وخلّصتنا.

تبارك الآتي باسم الربّ. نبارككم من بيت الربّ
الربّ هو الله الذي أنارنا. زينّوا الموكب بالاغصان المورقة إلى قرون المذبح
أنت إلهي فأحمدكَ. أنت إلهي فأرفعك. إحمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته.

وفي ختام صلاتنا ننتظر بركتك يا ربّ، ترسلها إلينا من بيتك المقدّس
وننتظر عونك، فتنجح أعمالنا التي نعملها على اسمك
وفي ختام صلاتنا ننتظر نورك، فأطلعْ علينا نور وجهك يا ربّ
أشملنا بعطفك، واغمرنا بسعادتك، واملأ قلوبنا من سرورك.

وفي ختام صلاتنا نحمدك أيضاً يا إلهاً يليق به التسبيح والحمد والإكرام
ونشيد برحمتك، لأن رحمتك أطيب من الحياة
ونتوكّل على محبتك، يا من ترسل ابنك يسوع لخلاصنا
ونحتفل بك في اليوم الذي صنعته.

في هذا اليوم، تخرجنا من الظلمة إلى نورك العجيب
في هذا اليوم، تجعلنا شعبك وميراثك بفضل العهد الجديد الأبدي
هذا اليوم بدأ يوم موتك وقيامتك، ونحتفل به في كل قداس نشارك فيه
وهذا اليوم يتمّ، ونحن ننتظر فيه انتصارك على الشرّ والموت والخطيئة
وهذا اليوم ستأتي فيه إلينا. لذلك ننشد لك ماراناتا. تعال أيها الربّ تعال

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM