تقديم

تقديم

كتب لوقا كتاباً في جزئين، الانجيل الثالث وأعمال الرسل، فبدا في عمله مؤرخاً مزمناً. قدّم للمؤمنين خبر الاحداث لكي يتثبّتوا في إيمانهم. هذا ما قاله في مطلع إنجيله: تحقّق بدقة جميع الأشياء، فكتبها بحسب ترتيبها. وهكذا يعرف تاوفيلس وكلّ محبّي الله قوّة التعليم الذي وصل إليه.
وجّه إلينا لوقا هذه البشرى، هذا الخبر السارّ، لكي نشاركه في فرحه بعد أن اكتشف ما اكتشف. وها هو يتوجّه إلينا فيقول لكل واحد منا: أنت معنيّ بهذه الأمور، وعليك أن تختار فتكون مع المسيح أو ضدّ المسيح. هل تريد أن تدخل في هذا العالم العجيب الذي ينفتح أمامنا حين نتعرّف إلى يسوع المسيح؟
هذا ما يقوله لوقا لنا. وقد قاله لهؤلاء المسيحيين الذين جاؤوا من العالم الوثني، قاله لهؤلاء المتحضّرين بالحضارة اليونانية في أنطاكية أو فيلبّي. شدّد على واقع القيامة فأعلن لقارئيه: يسوع حيّ. وأوضح لقب المسيح فزاد هو المخلّص.
يسوع الذي هو الرب الوحيد، هو إله الحنان والرحمة. وها هو يفتح ذراعيه ليستقبل جميع الآتين إليه. لا اليهود فقط، بل واليونانييون أيضاً. لقد دخل الوثنيون في عهد مع الله، لا لأنهم وُلدوا في أرض فلسطين أو في عائلة يهودية. دخلوا في العهد نعمةً وحناناً. ولهذا أخذوا يقرأون الأسفار المقدسة لكي يكتشفوا فيها مخطّط حب الله من أجل جميع البشر. هذا ما قاله يوحنا المعمدان: يعاين كل انسان خلاص الله.
هذه هي البشرى التي يحملها القديم لوقا. يفهمها أولئك الذين اختبروا حضور الروح منذ مريم العذراء وزكريا، والد يوحنا المعمدان، حتى أولئك الرسل الذين انتظروا ما يرسله الابن إليهم، إنتظروا الروح الذي يجعلهم شهوداً إلى أقاصي الارض.
هذه البشرى سوف نتأمّل فيها. وقد سبق لنا أن تأملنا في ما قدّمه لنا متى ومرقس في إطار القراءة الربية. نحن سنقرأ الانجيل برفقة الرب يسوع وهو سيُفهمنا معانيه. نحن سنسير معه كما سار هذان التلميذان من أورشليم إلى عماوس. شرح لهما الكتب فاشتعل قلبهما وزاد اشتعالاً ساعة عرفاه لدى كسر الخبز.
حينئذ عادا إلى أورشليمِ، عادا إلى الكنيسة المجتمعة حول الرسل وأعلنوا: "لقد قام الرب حقاً".
يا حبّذا لو يكون المسيح رفيقنا في مسيرتنا مع إنجيل القديسة لوقا، إنجيل يسوع الرب والمخلّص. يا حبّذا لو سمعنا له، يا حبّذا لو جلسنا عند قدميه كما فعلت مريم. هكذا نختار النصيب الأفضل

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM