المقدّمة

قدم الكاتب نفسه منذ العبارة الأولى: إنه الحكيم الواعظ، ولكنه یختلف عن الحكيم الّذي دوّن آتاب الأمثال، فجاءت حكمته جدیدة متنوعة. اختبر الحياة فاآتشف أن السعادة سریعة العطب، وأن المجهود البشري للحصول عليها لا یجدي نفعاً. حينئذ یتساءل: هل للحياة من معنى؟ هل تستحق الحياة أن نحياها؟ ویحرّضنا لنطرح على نفوسنا الأسئلة عينها. حكيم آتاب الجامعة یشبه أیوب في رفضه الحلول السهلة. ولكن بـينما یشدّد أیوب على عبثية الألم البشري، یشدّد آتاب الجامعة على حيرته أمام معنى السعادة عند الإنسان. آيف یـبدو الكتاب؟ یـبدو بشكل عرض عمَّا یحدث على وجه الأرض أو تحت السماء: الشباب، الغنى، المجد، العمل، الحكمة، العدالة، وینتهي فيقول: أفراح الإنسان ومجهوداته عبث وسراب. لا طمأنينة والموت یهددنا دوماً، والظلم السائد بـين البشر، وعجزنا عن معرفة مخطط االله في الكون؛ آل هذا یجعل مصير الانسان مجهولاً. یـبقى علينا أن نكتشف السلوك الواجب اتخاذه في الحياة وهو: إتقِ االله واحفظ وصایاه. ما معنى الحياة؟ أعطانا آتاب الجامعة جواباً. ولكن هناك أجوبة أخرى تعطينا إیاها سائر الكتب المقدسة. تساؤلات تجد صدى في تردّدنا أمام الصعوبات وفتور همتنا. فكم علينا أن نتذآر أن لا إیمان حقيقياً باالله دون نظرة واعية إلى مصير الإنسان. 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM