خاتمة عامة

خاتمة عامة
وهكذا ينتهي تفسير الإنجيل بحسب القديس مرقس. جاء في جزئين: بشارة يسوع المسيح، يسوع ابن الله. بعد المطلع، كانت ثلاث مراحل في الجزء الأول: إقتراب الملكوت ومجيء المسيح. سرّ الملكوت، يسوع وأخصّاؤه، امتداد الملكوت. وكانت مراحل ثلاث أيضاً في الجزء الثاني اختتمت بحدود الإنجيل: طريق يسوع والدخول إلى الملكوت. مملكة داود ودينونة أورشليم. ابن الإنسان وابن الله.
مقدّمات سبقت الجزء الأول: المدخل، إنجيل مرقس في الكنيسة الأولى، البنية اللاهوتية. ومقدّمات سبقت الجزء الثاني: الإنجيل بحسب مرقس، الوجهات التعليمية في الإنجيل الثاني، بين يوحنا ومرقس. وتداخل الجزء الأول في الجزء الثاني وانطلق الجزء الثاني من قلب الجزء الأول واعتراف بطرس بيسوع مع إعلان يسوع عن آلامه المقبلة، عن موته وقيامته.
خطوة جديدة في التعرّف إلى الأناجيل. طويلة ولكننا نظنها مثمرة. خطوة خاصة أخذت بالنظرة الشاملة دون أن تنسى التفاصيل. وقسّمت الفصول الإنجيلية إلى مقطوعات كما نقرأها في الليتورجيا أو نستعملها في المشاركة والصلاة. وجاءت بعض، الشروح دقيقة ووردت كلمات يونانية. فقد فكّرنا في طالب اللاهوت الذي يودّ أن يعود إلى الجذور الأساسية لكلمة الله.
رحلة مع المسيح أردنا هذا الكتاب: نتعرّف إلى حياته وأعماله وأقواله. نتعرّف إلى كل حركة من حركاته، إلى كل نظرة من نظراته، إلى كل عاطفة من عواطف قلبه. ونتغلغل بين الجموع التي كانت تحيط به لنراه بعيوننا ونسمعه بآذاننا ونلمسه بأيدينا. نكون قريبين منه، لا بالجسد مثل بطرس واندراوس ويعقوب ويوحنا. بل نكون معه في كنيسته نسمع هذه الأقوال التي قرأها مرقس على المسيحيين الأوّلين في رومة. نسمعها فنحاول أن نجعلها حيّة في قلوبنا، في جماعاتنا، في العالم. من أجل هذا كُتب الإنجيل بحسب القديس مرقس.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM