الفصل السابع: الجماعة الأولى ومشاكلها

الفصل السابع
الجماعة الأولى ومشاكلها
جهاد الأشقر

يسكننا حنين تصل جذوره إلى أول أيام المسيحية، إلى وجه كنيسة نشتاق دوماً إلى رؤيته والتأمل فيه، ويبقى فينا انشداداً إلى المثال وطهر بداية الخلق. هذا الحنين، نعيشه كل مرة أعدنا قراءة "سفر الأعمال"، وكل مرةٍ راجعنا عيشنا الكنسيّ، وثقلت علينا ضغوطات المؤسّسة، وكل مرة جعلنا الروح -بنعمةٍ مجانية منه- في صفاء الرؤية وجرأة المخاطرة والتخليّ من جديد، ليُبدع من خلالنا نوعيّة حضور على شبه جمال الجماعة الأولى. هذا الحنين ليس شعراً ولا فلسفة ولا هروباً ولا دينونة. هو استمرارية لفعل الروح من الجماعة الأولى حتى أيّامنا. فهو يكمل فعل الخلق في حاضرنا من خلال بُعدين: بُعد عيش المثال في "الآن" والـ "هنا"، وبعد الإنشداد الدائم صوب مثال يسبقنا ويتخطّانا أبداً. ولئلا نقع في خطر الإعتقاد أن الجماعة الأولى طوباويّة -أين نحن منها- أعطانا الروح، بريشة القديس لوقا، أن نقرأ عن صعوباتها ومشاكلها وفشلها وتعثّراتها وخياناتها.
لا بدّ لنا، في بداية هذا البحث، أن نقرب العنوان وهو باب الدخول إلى الأعمق.
نحن مع الجماعة الأولى كما يصوّرها القديس لوقا في سفر "أعمال الرسل". جماعة تحاول أن تعي ذاتها في ولادتها من الداخل، وفي سّر حضور معلّمها حضوراً جديدا مختلفاً، وتعي ذاتها في سّر تعاطيها مع العالم. وفي كلا الوعيين هي في بحثٍ دائم عن هوّيتها وبُنيتها من جهة وعن تتلمذ دائمٍ للمعلّم تُؤوّنُ ما تعلّمتْه منه لئلاّ تقع في فخّ تحديدِه في هيكليّاتٍ للحفاظِ عليه أو في ذَوَبانِه في منطقِ العالم بحجّة الإندماج والقُربى.
ونحن أيضاً مع كلمة "مشاكلها" التي لا تَفي بعمق المعنى. لنا في اللغة العربيّة غنى في هذا المجال (مجال المشاكل) نعرضه لنحدّد مستويات المعنى الواردة في البحث. نقول: مشكلة، أزمة، حاجة، حادث، طارئ، آفة وقضيّة للتمييز.
"المشكلة" تعني أننا أمام وضع يصعب حلّه وتتعارض فيه الآراء. ونقصد بـ "أزمة" مستجدّاً لم يكن في الحسبان ولكنّنا سرعان ما نتخطّاه ونستفيد من عيشه (أزمة نموّ، أزمة ثقة، أزمة ثقافة وحريّة...). وتعابير: "الحاجة"، و"الحادث" و"الطارئ" هي أيضاً من المستجدّات، لكنّها في منحاها الإيجابيّ الذي يخلق فينا مجالات جديدة للتلبية؛ أما كلمة "آفة" فهي أقرب إلى المرض منها إلى مجال المشاكل، لأنها تعني بأنّ القرار جاء نتيجة تمييز لم يكن على حسب قلب الربّ فزجّ بالجماعة في أزقّة الحقيقة بدل أن تبقى من "تبّاع الطريق" كما يعبرّ عنها القديس لوقا. أما قضيّة التمييز فهي الأعمق في التساؤل لأنها تطال الكيان وطريقة التعبير عنه وتسبّب بالتالي انحرافات أساسيّة في المجرى الطبيعيّ للأمور، إنحرافات مليئة بالنعم، أحياناً، لأنها تجاوبت مع الفاعل الأكبر في مسيرتها: الروح. كلّ هذه الخبرات واجهتها الجماعة الأولى واكتشفت عمل الروح بسببها ومن خلالها ودهشت لمفاجآته، وتركت نفسها تذهب إلى حيث هو يريد: أن تبقى، مثل معلّمها، علامة من الله يقاومونها. وكم كلّفها ذلك!
نحن نرى محورين أساسيّين لموضوع هذا البحث:
الأول: الجماعة الأولى تعي ذاتها من الداخل في نوعيّة العلاقات التي تؤسّسها
- على مستوى فهم سّر المعلّم الغائب الحاضر،
- على مستوى قول الإيمان وتحديده،
- على مستوى عيشها الكنسيّ.
الثاني: ألجماعة الأولى تعي وتكتشف ما يريده منها الروح في طريقة تعاطيها مع العالم
- على مستوى التدبير،
- على مستوى التبشير.
وفي نهاية هذه القراءة، نطلّ على أعمال كنيستنا اليوم لنسألها هل هي الفصل التاسع والعشرون من سفر أعمال الرسل؟
المحور الأول: الجماعة الأولى تعي ذاتها من الداخل في نوعيّة العلاقات التي تؤسّسها
أ- على مستوى فهم سرّ المعلّم الغائب الحاضر
صعود الربّ إلى السماء وانحجابه عن الأعين هو نقطة البدء في هذه المسيرة الداخليّة التي دُعيت إليها الكنيسة الأولى. هذه أوّل مشكلة تعيشها الجماعة الأولى.
بعد سنوات مع معلّمها، تسمعه، تراه، تلمسه، تسأله، تصلّي معه، تتعلم منه وتفرح بما يحقّقه في شخصه من حلول الملكوت؛ هي ترى نفسها مدعوّة لقفزة نوعيّة تُترجم فهمها لسّر المسيح معلّمها في تعبير جديد. هو حاضر الآن بطريقة جديدة، بهيئة جديدة يفوتها أحياناً أمر معرفته. تغيّر نوع حضوره، وبالتالي عليها أن تغير نوعيّة رؤيتها لتستطيع أن تراه. غيّر الرّمزَ، لذا ترى نفسها أمام مدرسة جديدة تتعلّم فيها القراءة بالرّمز الجديد. تتذكّر كلّ ما ادّخرته من خبرتها السالفة معه، وتعيد قراءة تعليمه على ضوء هذا الجديد. هذه الخبرة هي الأعنف في كلّ ما عاشته وستعيشه. وهو العالم بجبلتها والذّاكر أنها تراب، أرسل إليها المعزّي والمذكّر والمدافع والمشجّع فتهتدي ولا تضيّع الطريق. وكان سؤالها الدائم: ماذا كان قال لي لو كان جسدّيا معي؟ وكيف كان تصرّف؟ هذا السؤال كان مصدر نور وشجاعة لها في هذه المرحلة من ولادتها إذ جعلها تتذكّر وتتأمّل في كلامه. وإصغاؤها المرهف والمصلّي لما يقوله لها روح السيّد كان، ولا يزال، خشبة خلاصها.
هي تختبر أيضاً أنّ معلّمها، ألحيّ اليوم كما في الأمس، لا يزال يعلّم. تعليمه إذاً لم ينتهِ. تختبر أن قصتّها مع يسوع المسيح هي نبع يتفجّر حياة، فتتعلم التعاطي مع الجديد المتدفّق الذي لن تمتلكه ولن يزال يتخطّاها ويدعوها إلى ترك كلّ شيء واللّحاق به. وطواعيّتها في محبّته، من جديد، تثمر التواضع والجذريّة فتبقى تلميذةً، وتصير أمّا تلد له البنين القدّيسين، وتكمل كتابة صفحات الإنجيل في شرح كلامه وتأوينه.
ب- على مستوى قول الإيمان وتحديده
مشكلة الجماعة الأولى على صعيد قول الإيمان وتحديده هي من أدقّ المشاكل التي واجهتها. كيف تقول الجديد وبأية تعابير؟ كيف تربط بين هذا الجديد وبين قديم سبقه وأنبأ عنه؟
التعبير مشكلة مثلّثة الوجوه: هي مشكلة الكلمة التي تعبرّ- أو لا- عن الفكر، ومشكلة أذن السامع التي تشبه المصفاة الملوّنة فتسمع الذي تريده وتعطيه لونها، ومشكلة الحريّة التي تقبل الكلمة أو لا تقبلها. والجماعة الأولى خبرت هذه المشكلة في وجوهها الثلاثة، فحاولت أن تعبّر عن سّر المسيح بكلام يفي بهذا السّر من جهة ويأخذ بعين الإعتبار موقع السامعين لتثمر البشارة في القلوب. يورد القديس لوقا مشهداً مؤثّراً في هذا المجال، يقول: "فلمّا سمع الحاضرون هذا الكلام، توجّعت قلوبهم، فقالوا لبطرس وسائر الرسل: ماذا يجب علينا أن نعمل أيها الإخوة؟" (2: 37).
وبدأت مسيرة التعبير في إعلان أساس الإيمان: يسوع المسيح هو الربّ، مات لأجل خلاصنا وقام، ونحن شهود على ذلك. وصارت تقرأ العهد القديم على ضوء هذا المحور وتفسرّ رموزه (عظات بطرس 2: 14- 36، 3: 12-27، 4: 8- 12 واسطفانس قبل استشهاده 7: 2-53 وبولس في تأسيسه للكنائس 13: 16- 41، 17: 22-31 إلخ...)، وتتبع تصميماً معيّناً لتقول هذا الإيمان: حدث يسوع، كما جاء في الكتب، وموقفنا منه. ونلاحظ أنّ تعبيرها الإيمانّي يتوضّح في تصاعدية كريستولوجيّة. فبعد أن كان التعبير عن المسيح مع بطرس: فتاه يسوع- أقامه الله من بين الأموات، صار مع فيليبس: هل تؤمن أنّ يسوع هو الله، ويسطع في البهاء مع بولس: المسيح قام وهو بكر القائمين وهو صورة الله الذي لا يرى وبكر الخلائق كلّها... ما اعتبر مساواته لله غنيمة له، بل أخلى ذاته واتّخذ صورة العبد... (1 كور 15: 20، كول 1: 15، فيل 6:2-7).
هذه الكرازة عاشتها الجماعة الأولى وحاولت أن تقولها أنطلاقاً من واقعها. لذلك نرى التعبير يرافق الخبرة وكلاهما يضيء الآخر: الخبرة تطرح السؤال والإيمان يعيد قراءة الكرازة ويعطي أبعاداً جديدة لتأوين الكلمة. وأمام كلّ مستجدّ، نراها تبدع، بقوة الروح، في إيجاد التعبير المناسب.
ج- على مستوى العيش الكنسيّ
فرادة الجماعة الأولى تعبرّ عنها الآية 42 من الفصل الثاني: "وكانوا يداومون على العمل بتعليم الرسل والحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة". وهذه الفرادة هي موهبتها ودهشة جديدها، نعمتها وسبب وجعها.
هي نعمتها لأنّ هذه الأعمدة الأربعة تؤسّسها كجماعة جديدة وتخرجها من أطر اليهوديّة الضيّقة وتحجّر الهيكليّات. فهي تلتقي باسم شخص حيّ اسمه يسوع، لا باسم مبدأ أو وصيّة. فرادتها أنها تعطي الأولويّة لوصيّة المحبّة وتداوم عليها رغم الاضطهاد. تعيش بساطة الحبّ الذي يجعل كل شيء مشتركاً فلا يبقى مكان للحاجة، وتعيش بساطة التعبير المُصليّ فتتخطّى المكتوب لتقول ما يصنعه الروح في قلبها الآن وهنا وتكسر جسد الرب، وتعيش بساطة الشركة واحترام المتقدّم فتعطي الوجه الجديد للرئاسة الذي علّمه ربهّا. وهي لا تزال كلّ يوم أمام هذه الأعمدة التي تؤسّسها: المثاليّة والشركة والمواهبيّة والمجانيّة. تتساءل كلّ يوم عن كيفيّة عيشها، فلا تقع في تجربة الطوباويّة غير المتجسّدة ولا في الحكمة العالميّة على حساب الروح.
وهذه الفرادة، كما قلنا، هي سبب وجعها. نعم. لأنّ منطق التجسّد يفترض ذلك، اذ تصطدم الرؤية بصعوبات المادّة والأطباع والقناعات والإمكانات. فتتعثّر أحياناً وتمرّ بالفشل والخيانة وأزمات الثقة...
أول مشكلة واجهتها، وتبقى تواجهها حتى انقضاء الدهر، هي مشكلة الإستهزاء والتسخيف ورفض العالم لها وللبشارة التي تنادي بها. منذ ولادتها بفعل الروح يوم العنصرة، نرى العالم ينقسم تجاهها: قسم يتساءل، وقسم يهزأ ويسخّف ويرفض. وهذا الواقع الذي تعيشه هو علامة حضور معلّمها المصلوب، فتتعزّى لأنّ صليبه هو علامة لحضوره، وتتألمّ لأنّها من جبلة البشر. وفي كلا الحالين هي تسعى لتكون، كما أوصاها، خميرةً منسيّة ولكن فاعلة في طحين العالم، وتسعى لتفهم تدبيره من خلال ألمها في حمل بشارته.
وتتعرّض لمشكلة الخيانة والمساومة منذ بدء مسيرتها. فترى في قلب هذا الخلق الجديد، خطيئة آدم في وجه حننيا وسفيرة (5): يكذبان ويساومان. وبطرس يعالج الموقف بحزمٍ وجرأة ولا يخاف من أن يؤّثر هذا التصّرف سلباً على تقرّب الشعوب من الإيمان. هو يؤمن أنّ جذريّة الإنجيل هي التي تجذب إلى الإيمان وليس أنصاف الحلول والتسهيلات الرخيصة!
وتختبر الإضطهاد والموت لأجل "الإسم" الذي تنادي به. تارةً اضطهاداً معلناً وطوراً اضطهاداً مخفيّاً، تارةً من القيّمين على الإيمان (من رؤساء كهنة وفرّيسيّين وصدّوقيّين) وطوراً من القيّمين على الدولة. وفي كلّ اضطهاداتها لم تقع يوماً في فخّ المفاوضة والمساومة مع المضطّهد لتتحاشى العذاب والموت، بل كانت تعيش الأمانة وتسقي الأرض من دمّ أبنائها لأنهّا تعرف أنّ أمانتها جواب صغير على أمانة الربّ العُظمى! الربّ، كعادته، لا يُنافَس في الحبّ. نُعطيه بذرةً فيفيض علينا حصاداً من النِعم. يقول لوقا: "وتكاثر عدد المؤمنين بالربّ من الرجال والنساء" (5: 14).
أُولى نعم الإضطهاد هي الفرح: "فخرج الرسل من المجلس فرحين لأنّ الله وجدهم أهلاً لقبول الإهانة من أجل اسم يسوع" (5: 41). وبولس وسيلا يحوّلان السجن إلى كنيسة في تسبيح وتهليل (16: 25). "والجماعة كلّها كانت تصلّي إلى الله بلا انقطاع من أجل بطرس" (12: 5).
ونسمع من فم جملائيل الفريّسي كلمات نبوّية: "أُتركوا هؤلاء الرجال وشأنهم ولا تهتمّوا بهم لأنّ ما يبشرّون به أو ما يعلّمونه يزول إذا كان من عند البشر. أمّا إذا كان من عند الله فلا يُمكنكم أن تزيلوه لئلاّ تصيروا أعداء الله" (5: 83- 39).
وفي كلّ المرات تختبر الجماعة أنّ الإضطهاد فرصةً لها لتستعدّ أكثر للمواجهة فيذهب مثلاً برنابا يبحث عن شاول في انطاكيا (11: 25).
وتستفيد من التشتّت نفسه فيصبح لها وسيلة جديدة لإعلان البشارة: "وأخذ المؤمنون الذين تشتّتوا ينتقلون من مكان إلى آخر مبُشّرين بكلام الله" (4:8).
وتتعرّض لأزمة الثقة مع شاول الذي كان في الأمس القريب مضطّهداً لها، فكيف يمكنها أن تنسى ذلك وتتخطّاه لتقفز قفزة الإيمان وتصدّق أنه الإناء المختار؟ يقول سفر الأعمال: "كانوا كلّهم يخافون منه ولا يصدّقون أنه تلميذ" (9: 26). يخافون ولا يصدّقون. هذه هي الأزمة: خوف يطالُ الماضي والحاضر، ولا يترك مجالاً لجديد الربّ غير المنتظر. خبرة الخوف هذه كانت لها دعوةً لتتخلّى، من جديد، وبطريقة جذريّة، عن كلّ معطياتها البشريّة وحكمتها وحساباتها، ولتضعها وجهاً لوجه مع ربهّا الحيّ والقويّ والمفاجئ بأفعال لا تُدرك.
وبعد أن تخطّت أزمة الثقة مع بولس، سبّب لها أزماتٍ أخرى. فهو يطرح آفاقاً جديدة تطال عمق البشارة واللاهوت وتطال أيضاً طريقة البشارة ولا يثنيه عن إعلان يسوع المسيح شيء: لا برد ولا جوع ولا سيف ولا جلد ولا فقر ولا لغة ولا فلسفة... بولس لا يُضبط ولا يُحدّد. رفضه اليهود فذهب إلى الأمم. فخافت مرّة أخرى، خافت هذه المرّة من الإنفتاح، وكأن الأمر يُفلت من يدها! وكانت ثمرة خوفها أنها ذاقت فرح الإجتماع للمناقشة والتقرير وعاشت أول مجمع لها (نعود إلى هذا المجمع في معرض الكلام عن التدبير).
وخبرت الفشل على مستوى العلاقات بين أعضائها فافترق بولس عن برنابا (15: 39). وخبرت أيضاً التحزّب والتجزّؤ، وهذا ما جعلها تتخطّى كلّ هذه الإنقسامات وتحافظ على وحدة الجسم.
المحور الثاني: الجماعة تعي وتكتشف ما يريده منها الروح في طريقة تعاطيها مع العالم
كان على الجماعة الأولى، منذ بداية مسيرتها، أن تعي علاقتها بالعالم ونوعيّة تعاطيها معه، فتهتمّ بالتدبير الذي يُنظّمها من الداخل لتكون مستعدّة لخدمة التبشير.
أ- على مستوى التدبير:
التدبير الذي حقّقته، عاشته في البساطة والروح الجماعيّة وضرورة السرعة في تلبية الحاجات، وهي تعلم أنّ الزمان قصير. وأساس التدبير هو أولوية الإنجيل. الإنجيل هو الأوّل، بمعنى أنّه المبدأ والمقياس والقيمة الأولى، وبمعنى أنّه الأوّل في سلّم تلبية الخدمات. وأولويّة الإنجيل ساعدت الكنيسة الأولى في التمييز بين الإهتمامات وبين القضيّة، فتبقى أمينة للأهمّ دون أن تتخلّى عن الإهتمام بالمهمّ. ومتى كان الإنجيل هو الأساس والمقياس، ينتفي الخوف من سقوط البيت ولو تعرض للرياح، وينتفي الخوف من الضياع في متاهات النسبيّة والحاجات الآنية والمصالح الشخصيّة. الإنجيل مرساة سفينتها. هذه القناعة أنقذتها كلّ المرّات.
مباشرةً بعد صعود الربّ، نرى بطرس يأخذ المبادرة لاختيار خلف يرأب الصدع الذي سبّبته في الجماعة خيانة يهوذا الإسخريوطّي. ويقترح على الجماعة مقياساً لهذا الإختيار: "رجال رافقونا طوال المدّة التي قضاها الربّ يسوع بيننا" (1: 21). مقياس الإختيار هو إذا معرفة يسوع ومرافقته واتخاذه معلماً. وأبطل تلقائيّاً الإختيارُ بحسب النسل الكهنوتيّ، والوراثي وما شابه. هذه أوّل فرصةٍ تعيش فيها الجماعة أولويّة الإنجيل إذ نرى بطرس يتصّرف حتى في التفاصيل مثل معلّمه: إختار اثني عشر رسولاً وأرسلهم إثنين إثنين (لو 6: 12-16 و10: 1).
يأتي، بعد هذه القضيّة، موضوع خدمة المحبّة وتذمّر اليهود اليونانيّين على اليهود العبرانيّين "زاعمين أنّ أراملهم لا يأخذن نصيبهنّ من المعيشة اليوميّة" (6: 1). فتجتمع الجماعة لتبحث في هذا المستجدّ وتلبّي حاجة اللقمة دون أن تهمل حاجة الكلمة. ويُفاجئنا لوقا بعدها فيخبرنا أن اسطفانوس وفيليبس منهمكان بالتبشير لا بالموائد! وتتوزّع المهمّات دون أن تحدّ المواهب والمبادرات. وهذا التوزيع يجيء عفويّاً نتيجة الإضطهاد: "فتشتّت المؤمنون كلّهم، ما عدا الرسل، في نواحي اليهوديّة والسامرة... وأخذَ(وا) ينتقلون من مكان إلى آخر مبشّرين بكلام الله" (8: 1 و 2).
هذا اللاتنظيم ليس فوضى لسببين: أوّلهما أنّ صدق الإيمان كان يحمي من الإنحراف وثانيهما أنّ الجماعة كانت تتابع وتتعهّد وتُرافق هذه البشارة بشتّى الوسائل. فترسل إخوة لتفقّد الأوضاع والمساندة والمشورة. يورد لوقا مثالاً ساطعاً على ذلك في معرض كلامه عن رحلات بولس وبرنابا: "اليهود الذين رفضوا أن يؤمنوا، حرّضوا غير اليهود من الإخوة وأفسدوا قلوبهم، ولكنّ بولس وبرنابا أقاما هناك مدّة طويلة يجاهران بالربّ" (14: 2). "وجاء بعض اليهود من أنطاكيا وإيقونية واستمالوا الجموع، فرجموا بولس وجرّوه إلى خارج المدينة وهم يحسبون أنّه مات. فلمّا أحاط به التلاميذ، قام ودخل المدينة. وفي الغد خرج مع برنابا إلى دربة... وبشّرا... وكسبا كثيراً من التلاميذ. ثمّ رجعا... يُشدِّدان عزائم التلاميذ ويُشجِّعانهم على الثبات في إيمانهم... ويُعيِّنان لهم قسوساً في كلّ كنيسة، ثمّ يصلِّيان ويصومان ويستودعونهم الربّ... ولمّا وصلا إلى أنطاكيا جمعا الكنيسة، وأخبرا بكلّ ما أجرى الربّ على أيديهما" (19: 14-27). نرى، من خلال هذا الخبر، طريقة الجماعة الأولى في التعاطي والتدبير والتنظيم أمام واقع الفساد والإفساد (غلا 2: 4): هي تأتي لتقيم مع الناس ولا تنظر من بعيد. هي تتألمّ بسببهم ولا تقبل أن تكون فريقاً. ولا توقف البشارة بسبب ألمها، بل تضاعف حضورها وتكثّف تفقّدها لهم وتشدّدهم وتعيّن لهم رعاة وتصلّي وتصوم وتشارك الإخوة بكلّ ما عاشته لتراجعه على ضوء أولويّة الإنجيل. هذا ما فعلته أيضاً بعد بشارة فيلبس للسامرة فأرسلت إليها بطرس ويوحنّا (8: 14- 17)، وبرنابا أوفدته إلى أنطاكيا (11: 22).
وتتعرّض في بداية طريقها إلى تجاذب في الرؤية التبشيريّة.: البعض يفهمون أنّ البشارة هي لليهود أولاً وآخراً، والبعض يلمسون لمس اليد كيف يفيض الربّ روحه على الوثنيّين. هذا التجاذب آلمها وكاد أن يمزّقها لولا تدخّل الربّ بطريقة واضحة. (رؤية بطرس 10: 9-16، حلول الروح القدس على غير اليهود 10: 44- 48). فتنادت إلى مجمع هو الأول في تاريخها. ونقرأ من خلال أوّل قرار اتخذته بالإجماع طريقتها في التدبير: تجتمع، تصليّ، تصغي إلى خبرة الإخوة، تناقش، وتقرّر: "الروح القدس ونحن رأينا..." (15: 28). مجمع أورشليم هو أول فرصةً عاشتها الجماعة الأولى على مستوى التنسيق الكنسيّ. خبرت أنّ المواهبيّة لا تنفي التنسيق بل تحتاجه، وانّ التنسيق لا يخنق المواهبيّة بل يقبل بها أساساً جوهرياً للنموّ وإلاّ يصير تسلّطاً، وخبرت كيف تبدع في التعبير إن هي بقيت أمينة للروح. وختمت هذا التدبير بوصيّة غالية على قلبها، يوردها بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: "ولمّا عرف بطرس ويعقوب ويوحنا، وهم بمكانة عُمداء الكنيسة، ما وهبني الله من نعمة، مدّوا اليَّ وإلى برنابا يمين الإتفاق على أن نتوجّه نحن إلى غير اليهود وهم إلى اليهود. وكلُّ ما طلبوه منّا، أن نتذكّر الفقراء" (غلا 2: 9- 10).
أمّا التدبير على مستوى قضيّة المال فكان واضحاً وقاطعاً منذ بداية تتلمذها، ففهمت حزم المعلّم تجاهه: "لا يقدر أحد أن يخدم سيّدين... لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (متّى 6: 24). وبدأت مسيرتها من خلال شهادة ساطعة للفقر والمجانيّة: "مجّانا أخذتم مجّانا أعطوا" (متّى 10: 8). لم تقلق يوماً بسببه ولم تسمح أن يؤثّر سلباً على بشارتها حتى لمّا تعرّضت للمجاعة (11: 28-30). وعت منذ البداية أن لا مجال لأنصاف الحلول تجاهه لأنه ينقلب سريعاً سلاحاً ضدَّها. فاختارت الطريق الأصعب: أن تُعطي مجاناً، والربّ يهتمّ بالباقي، وأن تتعب لتأمين معيشتها فلا تقبل أن يشتري المال قدساتها ولا أن ينتقص من كرامتها ويُغلق فمها.
ولنا في وجه برنابا، الثريّ الذي باع أملاكه ووضعها على أقدام الرسل خير مثال عن التجرّد والنزاهة: فلا هو طالب بحقّ مقابل عطيّته ولا الجماعة جال ببالها أن تكافئه بسببها!
وأمام سمعان الساحر الذي عرض بعض المال لينال سلطة إعطاء الروح القدس، ثار غضب بطرس ووبَّخه: "إلى جهنّم أنت ومالك، لأنك ظننت أنك بالمال تحصل على هبة الروح القدس" (18: 8- 20).
وفي فيلبي "أكبر مدينة في ولاية مكدونية" (16: 12) تعرّض بولس ورفاقه إلى تحدّي المال يوم صادفتهم جارية بها روح عرَّاف وكانت تجني من عرافتها مالاً كثيراً لأسيادها، فأخذت تتبع بولس وتتبعنا، وهي تصيح: "هؤلاء الرجال عبيد الله العليّ، يبشّرونكم بطريق الخلاص". التّحدّي، هذه المرّة، مقنَّع: هو يعترف ظاهريّاً بتبشير بولس ويجرّه إلى فخِّ كسب المال وكسب مدينة فيلبي. وبولس، بقوَّة الروح، يكشف روح الشرّ ويشفي العرَّافة بدل ان يستعملها ويرفض الكسب بهذه الطريقة حتى ولو كان مدينة فيلبي! ولا يخاف الجلد ولا السجن (16: 16- 24).
كذلك أيضاً في أفسس وقضيّة الصائغ ديمتريوس وهياكل أرطميس (23: 19- 41). البشارة والتجارة ضدَّان لا يتَّفقان!
وفي وداعه لشيوخ كنيسة أفسس نسمع رأي بولس في تعاطي الرسول مع المال: "أنتم تعرفون أني بهاتين اليدين اشتغلت وحصلت على ما نحتاج إليه أنا ورفاقي. وأريتكم في كلِّ شيء كيف يجب علينا بالكدِّ والعمل أن نساعد الضعفاء..." (34: 20- 35).
إنطلاقاً من هذه الجذريَّة، نراها لا تحُابي الوجوه فتتحبَّب إلىٍ الأغنياء لتستميلهم وتحتقر الفقراء والضعفاء. بل على العكس، نراها أحياناً تقسو في معاملتها مع الأغنياء وتعطي الأولويَّة في الحبِّ والعطاء والإهتمام للفقراء: "لا تنسوا الفقراء".
ويبقى مجال مهمُّ في قضيَّة تدبيرها، وهو تعاطيها مع السِّحر. ورد ذكر بعض المواقف في معرض الكلام عن المال. تدبيرها في هذا المجال قاطع أيضاً. فلا مجال للتوافق بين البشارة وبين السحر، فالذي تنادي به هو الربُّ، فكيف تجمع بينه وبين الشعوذات.
ب- على مستوى التبشير
التبشير هو وصيَّة المعلِّم الأخيرة قبل صعوده: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (متّى 28: 19).
الجماعة الأولى سعت إلى تحقيق هذه الوصيّة بكلِّ قوّتها. وبدأت ذلك من خلال واقعها وأطر اليهوديّة التي كانت تنتمي إليها، فصلّت في المجامع وقرأت الكتاب وهلَّلت مع شعبها. لكنّها كانت تعيش انتماءً آخر، إنتماء لشخص معلّمها. وصارت تقرأ، من خلال الخبرة، طرقاً أخرى تعبرِّ فيها عن هذا الإيمان: فكانت تلتقي في البيوت تصلّي وتسمع تعليم الرسل وتكسر الخبز وتبشِّر في الساحات.
هذا الواقع المزدوج الإنتماء يوجعها لأنَّها تعيش في غربة دائمة، وسوف تبقى على هذه الحالة إلى أن يعبر أبناؤها إلى الضفَّة الأخرى ويجدوا هوَّيتهم الجديدة.
وصيَّة المعلِّم كشفت لها أبعاد هذه الهويَّة الجديدة في التبشير، والروح أخذ بيدها لتفهم أبعادها. طلب منها: أن تذهب- أن تبشِّر وتتُلمذ- كل الأمم.
أن تذهب: هذا يعني أن تتحرَّك، أن تترك مكانها واستقرارها وخوفها وأن تبدأ بالمواجهة. نذكر كلام الملاك في مشهد الصعود: "ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء" (1: 11). أن تذهب يعني أن تفجِّر المكان وتخرج إلى كلِّ الأمكنة وفي كلِّ الإتجاهات، وهذا متعب طبعاً! نرى، في سفر الأعمال، أن الروح يشغل كلَّ الطرقات الخارجية من أورشليم: فيليبّس يلاقي وزير ملكة الحبشة على طريق الجنوب ويرسله الروح بعدها إلى أشدود على طريق الشرق، ويسوع نفسه يلاقي شاول على طريق الشمال.
أن تذهب يعني أيضاً ان تخاطر وتمشي. خبرة المشي تفترض أنها تخاطر بالتوازن لأنها في وقت معيّن من المشي هي على رجل واحدة، وتفترض أيضاً أن تتعرّض للشمس والريح والعرق والتراب، إذاً أن تتّسخ، وتفترض أن تتخلَّى عن كلِّ ما تتمسَّك به وإلاَّ راوحت مكانها! ويعني أيضاً أن تفجِّر ضيق المجمع ويصبح الإجتماع في كلِّ بيت وعلى كلِّ طريق، وتصبح ليتورجيَّتها "ليتورجيّة الشوارع" كما يقول يوحنّا فم الذهب.
شموليّة المكان تضعها وجهاً لوجه أمام شموليّة الأمم: "كلَّ الأمم" قال لها. وقوله "كلَّ الأمم" لا يستثني أحداً. هي مدعوة أن تبشّر السامريّين الذين تمنَّت أن تمطر السماء عليهم ناراً لرفضهم استقبال يسوع، وروعة المفارقة أنَّ يوحنّا نفسه هو الذي ذهب إليهم! وهي مدعوَّة أيضاً أن تبشِّر الوثنيّين وتُعلن بكلامها وشهادتها ما لا يريد العالم سماعه، وتقبل بالإضطهاد حيناً والتسخيف حيناً آخر: "سنسمع كلامك في هذا الشأن مرة أخرى "قالها الفلاسفة لبولس (17: 32). كلّ هذا لأنها غيّرت المرجعيّة: فهي تنادي بـ "رجل مات إسمه يسوع، وبولس يزعم أنه حيّ" (25: 19). هذا الذي تنادي به يفوق الكتاب والشريعة. وتنادي بمصلوبٍ شكّا لليهود وجهالةً للفلاسفة. وهي مدعوّة لتكتشف سبلاً جديدة للتعبير والإنتماء إلى الإيمان.
وأخيراً طلب منها أن تُبشّر وتُتلمذ. على بشارتها، إذاً، أن تنطلق من واقع الناس وخبرتهم لتصل بهم إلى الإيمان والتلمذة ويصبح كلّ واحد من أبنائها معلِّماً يُتلمذ للملكوت، كما فعل أكيلا وبرسكيلا مع أبلُّوس الذي كان لا يعرف إلاَّ معمودية يوحنا (18: 24- 26). هذه الرؤية، على بساطتها وبراءتها ستُسبَّب لها المشاكل: مشكلة المعارضة من قبل الذي يتمسَّكون بمراكزهم التعليميّة، ومشكلة تهيئة أبنائها وتدريبهم ومرافقتهم. ونراها في كل منعطف وكل طارئ تبدع حلولاً من فيض حضور الروح فيها. صحيح أنّه يأخذ المبادرة، لكنَّه لا يجعل منها أبداً دميةً متحرِّكة.
ونورد تنويهاً لغيابٍ في النصِّ في معرض الكلام عن المشاكل التي تختصُّ بحضور المرأة في الخدمة والرسالة في بداية حياة الجماعة. من خلال هذا الغياب ومن خلال التنويه، أكثر من مرّة عن خدمة النساء للرسل والمبشِّرين، نحن نقرأ سلاسة في العلاقات واحتراماً متبادلاً ومساندةً في البشارة: مثلاً رودة وليديا وبرسكيلا وغيرهما... (يتكلَّم لوقا عن نساء شريفات كنَّ يعبدن الله حرَّضهن اليهود على اضطهاد بولس وبرنابا في بيسيدية 13: 50 ولكنَّهنَّ لسن من المؤمنات).
وفي نهاية هذه اللوحة التبشرية، نذكر مشكلة المشاكل التي تتعرَّض لها الجماعة وهي مشكلة التأليه، أن تأخذ مكان معلَّمها. بولس وبرنابا يبشرِّان في لسترة حيث شفى بولس رجلاً كسيحاً. إعتقدهما الناس من الآلهة فأرادوا أن يقدّموا ذبيحة لهما (14: 8-18). ويخبر لوقا بإطناب عن جهود بذلها الرسولان ليمنعا الجموع من ذلك.
في ختام هذا البحث، نحن أمام كنيستنا اليوم، بعد ألفي سنة من ولادتها. نبدأ بشكر الربّ لأنها سلَّمتنا الأمانة بأمانة وأعطتنا وجوهاً مشرقة بالقداسة. أحبَّت الربَّ حتى الموت. وأعطتنا علماء شحَّ نظرهم في درس كلمة الله، وبقيت خميرة السيّد تفعل في طحين هذا العالم. وهي في تفتيش دائم عن مصداقيَّة كلامها وعيشها واكتشاف ذاتها لتبقى حاضرة لجديد الروح.
ولأنها قديسة في تأسيسها وجوهر كيانها، نظلّ نتطلَّب منها الكمال ونحن لا ننسى طبعاً أنها في محدوديَّة البشر وضعفهم. ولكنَّ الروح يضع في قلبها أحلاماً وطموحاتٍ تخرجها كلَّ يوم من ثقل الماضي لئلاَّ تستقرَّ فيه، ويضعها في مهبِّ جديده لتبقى مشدودةً صوبه وتتذكر حبَّها الأوّل كما يقوله الملاك إلى كنيسة أفسس في سفر الرؤيا (رؤ 2: 4). وهو لا يزال يمسك بزمام القيادة ويفاجئها ويتدخَّل تدخلات واضحة ليقولن: لا تخافوا.
الروح يسألها كلَّ يوم عن مقام الإنجيل في حياتها وقرارتها ورؤيتها. هلِ لا تزال تفضِّل الموت والإضطهاد على المساومة بياء واحدة من كلام معلِّمها، تقرأه وتصلِّيه وتوِّوّنه لتغيرّ العالم؟
الروح يسألها عن الرحمة والمجانيَّة وحصِّة الفقراء والمظلومين الذين لا صوت لهم غير صوتها. هل لا يزال الفقر والمجانيَّة أغلى شهادة على قلبها، شهادة تحصِّنها ليبقى صوتها عالياً في وجه التُّخمة والظلم والإستغناء؟
الروح يسألها عن علاقاتها مع أبنائها. هل لا تزال تقدِّم لهم مجالات للنموِّ في القداسة وتتعهَّدهم وتفتقدهم وتتكِّل عليهم مثلما اتكلت على برسكيلا وأكيلا، وتميِّز صوته من خلال أصواتهم؟
الروح يسألها إذا كانت الفصل التاسع والعشرين من سفر أعمال الرسل وبدايته كما بداية السِّفر الأول: ما بالكم واقفين تنظرون إلى المساء؟


ملحق
المشاكل التي واجهتها الجماعة الأولى كما وردت في أعمال الرسل
1- أن تتعوّد الجماعة على طريقة حضور جديدة للربّ بعد صعوده.
2- أزمة الخيانة: يهوذا الإسخريوطي واختيار متيّا (1: 12)
3- استهزاء الآخرين بالذي يصلّي وينقاد للروح. يوم العنصرة (2)
4- عدم استيعاب اليهود والعهد القديم لشخص يسوع وعمله: خطبة بطرس بعد العنصرة (2: 36)
5- الجوّ العام الذي تعيشه الكنيسة: في قلب المجتمع اليهودي (2: 43). جماعة جديدة تأتي الآيات. الناس يتوقَّفون عند الآية فقط (3).
6- اضطهاد من قِبَل رؤساء الكهنة والصدّوقيين (4: 1- 2).
7- خيانة الحياة المشتركة: حننيا وسفيرة (5).
8- اضطهاد الرسل (5: 17).
9- اشتداد النقمة والإضطهاد (5: 17).
10- التوفيق بين الكلمة واللقمة (6).
11- اضطهاد إسطفانوس (7).
12- اضطهاد على كنيسة اورشليم وتشتُّت المؤمنين (8).
13- السِحْر (السيمونيّة) (8: 9).
14- الحاجة إلى من يفسِّر الكتاب المقدّس لوزير ملكة الحبشة (8: 26).
15- شاول المضطهد يُصبح من الكنيسة (9: 26).
16- البشارة بيسوع ليست حِكراً على اليهود: كورنيليوس (10).
17- المجاعة (29:11)
18- استشهاد يعقوب وإلقاء القبض على بطرس (12).
19- الساحر بريشوع (13: 6).
2- اليهود يضطَّهدون بولس ويقاومون التعليم الجديد (13: 45 و50)
21- اليهود يحرِّضون غير اليهود على الإخوة ويفسدون قلوبهم (14: 12). أهل المدينة ينقسمون (14: 4).
22- اعتقاد الناس بأن بولس وبرنابا هما من الآلهة بعد عجيبة شفاء الكسيح (12:14).
23- الضغط من قبل اليهود على المؤمنين الجدد، فالإيمان لا يزال طريئاً (14: 22).
24- نِزاع برنابا وبولس حول قضيّة مرقس (15: 37- 39).
25- ابلّوس مبشِّر فصيح لكنَّه لا يعرف إلا معموديّة يوحنّا (25:18).
26- الفلسفة (17: 16).
27- ابناء سكاوا: استخدام اسم الرب يسوع لطرد الأرواح الشريرة (14:19).
28- الصائغ ديمتريوس والتجارة بالأصنام (19: 24).
29- الرسول وقضية العمل من أجل كسب العيش (20: 34).
30- مشكلة كورنتس: أنا مع بولس أنا مع ابلّوس أنا مع بطرس (1 كور 3: 4-6).

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM