الفصل الخامس والعشرون: إمرأة منحنية الظهر

الفصل الخامس والعشرون
إمرأة منحنية الظهر
13: 10- 17

يوم يسوع هو يوم حاسم يعطيه الله: إنه بداية هلاك أبدي أو خلاص أبدي. وشفاء المرأة المنحنية الظهر (الحدباء، المحدودبة) يشكّل علامة عن بداية الخلاص. هناك إشارات سريعة لها مدلولها العميق ترينا بمناسبة الحديث عن هذه المرأة ما يعني زمن يسوع. قبل يسوع، كان الشقاء الأكبر والتعاسة العظيمة: مريضة من ثماني عشرة سنة. يتسلط عليها روح شرّير. هي منحنية ولا تستطيع أن تستقيم البتة. إنها كلها إلى الأرض، وتكاد تلتصق بها. لا تستطيع أن ترفع نظرها إلى فوق.
والتقى يسوع بهذه التعاسة. نظر إليها نظرة الحنان والرحمة. دعاها إليه، كلّمها، وضع يده عليها. هذه رسمة سريعة عما فعله يسوع دائماً. واستولى الخلاص على هذه المرأة، إنحلّت من رباط الشيطان ومن مرضها. فصارت حرّة الآن لكي تمجّد الله. كان ملتصقة بالأرض فرفعت عينيها وقلبها إلى العلاء.
ما رأيناه في برنامج يسوع في بدء حياته العملية حين ظهر للمرة الأولى في المجمع، ها هو قد تمّ الآن. لقد جاء يبشّر الأسرى بتحريرهم والعميان بالنور (4: 18). أجل، لقد جاء الخلاص.
ولكن المسؤول عن المجمع لا يعرف "زمان الخلاص". إنه أحد المرائين الذين يعرفون أن يفسّروا علامات الأرض والسماء، ولكنه ينغلق على بداية زمن الخلاص وبالتالي على آيات تتحقق. فتفسيره للشريعة وتعلّقه بالتقاليد البشرية أبعداه عن المحبة والرحمة من أجل المعذّبين فلم يفهم زمانه حقاً.
وأعطى يسوع للسبت معنى جديداً. ألقى نوره على زمن الخلاص الذي يعلنه الرب ويحمله. فشريعة راحة السبت هي في خدمة الإنسان. والله يتمجّد في هذه الراحة حين يظهر رحمته تجاه البشر. في السبت يتقبّل الإنسان كرامة جديدة، فلم نعد نجعله مع الثور والحمار الملتصق بالأرض. فهذه المرأة هي إبنة إبراهيم. تحطّمت سلطة الشيطان فيها، وتخلّصت من آثار الخطيئة التي هي المرض والموت. أجل، ها هو يسوع يدعو الناس إلى راحة أخرى: "تجدون الراحة لنفوسكم. نيري طيب وحملي خفيف" (مت 11: 28). مع يسوع صار السبت يوم الفرح للشعب كله. إنه اليوم الذي تمّ فيه الخلق، إنه يوم تمجيد الله والتأمل في كل ما عمله: "نظر الى ما عمله فإذا هو حسن جداً" (تك 1: 31).
كل هذا نجده في شفاء المرأة المنحنية الظهر. وجوّ هذه المعجزة يعيدنا إلى الفن الأدبي الذي عرفناه في 6: 6- 11 مع شفاء رجل يده اليمنى يابسة أو في 14: 1- 6 مع شفاء رجل تورّم جلده بالإستسقاء.
أ- المعجزة في حدّ ذاتها (آ 10- 13)
ترد هذه المعجزة بعد مثل التينة العقيمة (13: 6- 9)، فرأى بعض الآباء (امبروسيوس، غريغوريوس الكبير) في المرأة الحدباء صورة عن الكنيسة تجاه المجمع (أي: الشعب اليهودي) الذي تمثّله التينة. لا شك في أننا أمام تكييف للنصّ له عمقه النمطي ولكنه لا يجد له أساساً في النصّ. أما الاب فاغاني فرأى أن مثل التينة العقيمة يحيط به خبران رمزيان. الأول (13: 1- 5) يرمز إلى عقاب اليهود. والثاني (13: 10- 17) يرمز إلى خلاص الوثنيين. ولكن يبدو من الصعب أن يدعونا لوقا لكي نرى صورة عن الوثنيين في المرأة المنحنية، إبنة إبراهيم هذه التي يشفيها يسوع يوم السبت في المجمع فيتشكّك خصومه ويغضبون. إن الإشارات اليهودية تلفت انتباهنا لا إلى خلاص الوثنيين، بل إلى صلاح يسوع وحنانه، إلى حريته المتحلاّة بالذوق السليم والروح الدينية تجاه تفسير الشريعة تفسيراً يهودياً وتجاه رياء المسؤولين اليهود. فإن كان هناك من رباط على مستوى الأفكار بين مثل التينة وخبر المرأة الحدباء، فهو على مستوى الرياء الذي يشجبه هذه الخبر ويلمّح إليه ورق أخضر تحمله شجرة عقيمة. ولكن بما أن هذا الورق غير مذكور، يبقى الرباط مشكوكاً فيه بعض الشيء وإن كان يساعدنا على بعض التأمّل في هذا النصّ الإنجيلي.
أمّا هذه المقطوعة، مقطوعة المرأة الحدباء التي تبدو موضوعة قرب مثل التينة العقيمة، فنقسمها قسمين. نقرأ أولاً خبر المعجزة في حدّ ذاته (آ 10- 13). ثم الجدال يوم السبت.
يبيّن خبر المعجزة على قصره وبشكل خفي، يبيّن قدرة يسوع. يشدّد على طول المرض: 18 سنة. على خطورة الوضع: إمرأة منحنية ولا تستطيع أن تنتصب البتّة. وعلى شفاء سريع: إنتصبت قائمة في الحال. وقد حصل الشفاء بوضع الأيدي، وهو فعلة تدل بساطتها أيضاً على قدرة مجترح العجائب. لقد لجأ يسوع إلى وضع الأيدي مراراً. جاء الناس بالمرضى "فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاه" (4: 40). ولما جاءه أعمى بيت صيدا وضع يديه عليه، ثم وضعها على عينيه فأبصر جيداً (مر 8: 23، 25). ووضع الرسل أيديهم على المرضى فشفوهم كما قال مر 16: 18. والمثال على ذلك ما فعله حنانيا مع بولس (أع 9: 12). كانت هذه الحركة في العهد القديم علامة تقليدية تدلّ على رضى الشخص وفعله (رج تك 48: 13- 19).
دلّ الشفاء على قدرة يسوع، وبالأحرى على صلاحه وحنانه. هذا ما أراد لوقا أن يبرزه. هو لا يشير إلى الشفقة كما فعل في خبر معجزة نائين (7: 13: "رآها الرب فاشفق عليها"): فوضع المرأة وكأنها مفصولة إلى إثنين لم يكن مؤثراً مثل وضع ابن وحيد خسرته أرملة وهو في ريعان شبابه. ولكن يسوع بادر إلى العمل في هذه المعجزة كما في إقامة ابن نائين ولم ينتظر طلب أحد. وبما أن في هذا الخبر أيضاً لا يذكر الإيمان كمقدّمة للمعجزة كما تعوّدنا أن نرى عن الإزائيين، فلا شيء يبعد انتباه القارئ عمّا سيفعل يسوع: نادى المرأة قبل أن تطلب. أعلنها محرّرة من مرضها قبل أن يضع يديه عليها. وأخيراً شفيت حقاً.
يحبّ لوقا أن يبرز عجائب يسوع على أنها معجزات تدلّ على صلاحه وحنانه ولا سيما من أجل المنبوذين في المجتمع. ولا ننسَ اهتمام لوقا بالنساء، وقد كنّ محتقرات لضعفهن. فإن يسوع غمرهنّ بحنانه الإلهي.
ويتّخذ الشفاء شكل تقسيم. هنا يمكننا المقابلة مع مر 9: 14- 29 وز؛ مت 9: 32- 34؛ 12: 22- 24؛ لو 11: 14- 15. قيل لنا أنّ المريضة "يمتلكها روح" (آ 11). ربطها الشيطان وقيّدها (آ 16). لا نجد نصّاً بهذه القوة يدل على أن المرض الذي دخل إلى العالم على خطى الخطيئة (رج تك 3: 14- 19) هو علامة قدرة الشيطان وسلطته على البشر (رج أع 10: 38: إستولى عليه إبليس). ولكن يسوع هو "الأقوى" (11: 22) الذي يطرد الشيطان من موضع أقام فيه: فقدرته وصلاحه يفعلان ضدّ هذا الشخص الذي يستعبد البشر (صورة قيود سجين). وهذه القدرة المحرّرة هي مدخل إلى تلك التي ستكون ليسوع "الرب" (آ 15). هو الرب الذي يشفي، هو الرب الذي يحلّ السبت كما يحلّ هذه المرأة من رباطها، هو الرب الذي يعمل كل هذه الأعمال المجيدة (آ 17).
وينتهي الخبر، حسب الرسمة العادية، بذكر ردّة الفعل الدينية لدى الحاضرين أمام المعجزة: المرأة التي شفيت مجّدت الله (آ 13). ولكن الجموع لم تشاركها في عمل التمجيد إلاّ في القسم الثاني من المقطوعة: ستعبّر عن فرحتها أمام الأعمال المجيدة التي يصنعها يسوع.
إعتاد الإزائيون أن يتحدّثوا عن تمجيد الله بعد المعجزة. يروي مر 2: 12 كيف تعجّب الحاضرون ومجّدوا الله بعد شفاء كسيح كفرناحوم. وكذا فعل مت 9: 8 (رج 15: 31). ولكن لوقا يذكر هذا التمجيد بصورة متواترة. لا شك بعد شفاء الكسيح ولكنه يضاعف التمجيد. أولاً: ذهب الكسيح إلى بيته وهو يحمد الله. ثانياً: إستولت الحيرة على الناس فمجّدوا الله (5: 25- 26). ولما قام إبن أرملة نائين، سيطر الخوف على الجميع وقالوا وهم يمجّدون الله: قام فينا نبي عظيم (7: 16). ومجدّت هذه المرأة الله هي أيضاً لما أنعم عليها من تحرير (آ 13). وعاد الأبرص الذي شفي ليمجّد الله (17: 15)، وكذلك فعل الأعمى بعد أن أبصر (18: 43). وكانت قمّة التمجيد عند الصليب. رأى قائد الحرس ما جرى فمجّد الله (23: 47).
والفرح الذي يكاد يجهله كل من متّى ومرقس، يتفجّر في كل وقت من إنجيل لوقا. فمنذ الفرح بمولد يوحنا وميلاد يسوع بعد البشارة بهما (1: 14، 28، 41، 44، 58؛ 2: 10) إلى الفرح الذي يملأ قلوب الذين يلتقون بيسوع أو يرون معجزاته. أرسل يسوع السبعين فعادوا فرحين (10: 17) ودعاهم يسوع إلى الفرح الحقيقي: أسماؤهم مكتوبة في السماء (10: 20). وسيفرح يسوع معهم وسيبتهج حين يرى سرّ الله الخفيّ يكشف للبسطاء، للصغار (10: 21).
قام يسوع بأعمال مجيدة ففرح الجمع (13: 17). دعا يسوع نفسه إلى بيت زكا، فنزلت زكا يستقبله بفرح (19: 6)، بل استقبله كل أهل أورشليم (19: 37)، بانتظار فرح القيامة والصعود الذي سيعيشه الرسل (24: 41، 52). ومن لا يفرح مع الله حين يعود إليه ابنه التائب؟ هذا ما تعبر عنه أمثاله الرحمة الثلاثة (ف 15): الخروف الضائع والدرهم المفقود والإبن الضال. كما يعود الراعي وهو يحمل خروفه الضال "على كتفيه فرحاً" (15: 5) كذلك يكون الفرح في السماء (آ 7). وكما تطلب المرأة من جاراتها أن يفرحن معها (آ 9) كذلك يشرك الله الملائكة في فرح خاطئ يتوب (آ 10). هذا الفرح يملأ قلب الاب المحبّ حين عودة الإبن: "علينا أن نفرح ونمرح لأن أخاك هذا كان ميّتاً فعاش وضالاً فوُجِد" (آ 32).
ب- جدال حول السبت (آ 14- 17)
هذا الجدال هو الثالث الذي يذكره لوقا بمناسبة الشفاء من مرض. يرتبط الأول بشفاء الرجل اليابس اليد (6: 6- 11) والثاني بشفاء المستسقي (14: 1- 6). نشير إلى أنّ الشفاء الأول له ما يوازيه في متّى (12: 9- 14) ومرقس (3: 1- 6) في إطار خمس مجادلات بين يسوع والفريسيين. أما شفاء المرأة الحدباء والمستسقي فلا نجد ما يوازيهما في سائر الأناجيل. هل نحن أمام واقع واحد؟ كلا، بل أمام ثلاثة وقائع مختلفة. لا شكّ في أن الخبر الواحد أخذ من الخبر الآخر. مثلاً: ان جواب يسوع في حدث الرجل اليابس اليد حسب مت 12: 11 يقابل ما نجد في خبر المستسقي (لو 14: 5): "من منكم يقع إبنه أو ثوره"؟
ويبدو الخبر وكأنه قد انتهى بعد ذكر تمجيد الله في فم المرأة التي شفيت. ولكنه ينطلق من جديد ليصوّر غضب رئيس المجمع الذي رأى في هذا الشفاء تعدّياً على شريعة الله فيما يخصّ السبت. ثم يوبّخ الشعب دون أن يتجرّأ على مهاجمة يسوع بصورة مباشرة. نلاحظ ان كلمة "سبت" ترد خمس مرّات في هذا المقطع الصغير (آ 10، 14 مرتين، 15، 16؛ رج 6: 1- 10). وعاد رئيس المجمع إلى الكتاب المقدّس يدافع به عن احترام السبت (رج خر 20: 9- 10 وتث 5: 13- 14).
تظاهر رئيس المجمع انه يكلّم الجمع، فأجابه يسوع، ولكنه لم يوجّه كلامه إلى الجمع، بل إلى "الخصوم" الذين يميّزهم النصّ عن الجمع: يا مراؤون (آ 15). ولما تدخّل يسوع خجل هؤلاء المعارضون (آ 17). إن يسوع لا يسمّيهم، ولكننا نفهم أننا أمام الفريسيين ومعلّمي الشريعة الذين تكلّم رئيس المجمع باسمهم: إنهم هم الذين يدلّ عليهم يسوع حين يستعمل كلمة "مرائين". وهم الذين يحدّدون الأعمال الممكن القيام بها يوم السبت.
وعاد يسوع إلى طريقة المجادلة لدى الفريسيين. اهتمّوا بمصالحهم المادية، ولهذا فهم لا يتورّعون عن اخذ بهائمهم ليسقوها يوم السبت (آ 15). وحسب لو 14: 5 ومت 12: 11، هم يخرجون ابنهم أو بهيمتهم من حفرة أو بئر يوم السبت. سيكون الإسيانيون كثر قساوة: لا تساعد بهيمة تضع يوم السبت. إذا سقطت في بئر أو حفرة يوم السبت فلا تخرجها (وثيقة دمشق 11: 3- 4). إن الفريسيين هم على حق ضدّ الإسيانيين. ولكن تحرّرهم الجزئي مشتبه به، لأن عدم المنطق الفادح يرافقه. هؤلاء الناس الذين يحتالون على الشريعة حين تكون مصالحهم مهدّدة (مت 15: 3- 9)، يعتبرون أنه يحقّ لهم أن يمنعوا المعلم أن يشفي مريضاً يوم السبت. أين الإستنتاج المنطقي! أليس الإنسان أفضل من الخروف (مت 12: 12)؟ فإن سُمح بحلّ الثور وأخذه ليشرب، أما يُسمح بحلّ "ابنة إبراهيم لما من قيود الشيطان. هذا البرهان الواضح فرض نفسه على الجمع. ولكن "خصوم" يسوع لم يفهموه. إنهم "مراؤون" يربطهم تعلّقهم الأعمى (مت 15: 14؛ 23: 26) بتقاليد بشريّة، فلا يدركون براهين يقدّمها الذوق السليم. ثم إن شرّهم يدفعهم إلى رفض علامات عن رسالة إلهيّة أتمّها يسوع أمام أنظارهم (11: 15 وز؛ 12: 56).
أجاب يسوع فحرّر بجوابه النفوس من قيود الفتاوى التي تخنق الناس بالشكليات، كما حرّر المرأة الحدباء من أسر الشيطان. إستعاد روح شريعة السبت من خلال حرف المفسّرين المليء بالأشواك: نُظِّم السبت كوسيلة تؤمّن للعامل الراحة الضرورية (خر 23: 12؛ تث 5: 14- 15)، كتذكّر لحسنات الله من أجل شعبه (تث 5: 15)، كعلامة ميثاق بين الله الخالق والإنسان (خر 20: 11؛ 31: 12- 17؛ تك 2: 2- 3). "جُعل السبت للإنسان" (مر 2: 27)، لا الإنسان للسبت. إنه يسهّل ممارسة محبّة القريب، بشكل ملموس، وهذه هي الوصية العظمى في الشريعة (مت 22: 36- 40 وز)، ويذكّر برحمة الله من أجل أخصائه (مت 12: 7).
إذن، حين نمنع ممارسة محبة القريب لنحافظ على شريعة السبت نقلب النظام الذي رتبه الله (13: 15- 16؛ رج مر 3: 4). وماذا نقول حين نكون أمام معجزة شفاء لا تستطيع أن تأتي إلا من قدرة إله المحبّة!
في هذا النص يحارب يسوع من أجل ديانة في الروح والحق: ذكّر خصومه بالمعنى الحقيقي لشريعة السبت. وسيكون في مكان آخر أكثر جذرية: إبن الإنسان هو ربّ السبت (مر 2: 28). مثل هذا القول ينبئ بإلغاء هذا النظام الذي احترمه حين عاش على الأرض (4: 16؛ مت 24: 20). ولكن موته وقيامته اللذين إتمّا تدبير التهيئة والوعد والصور، أحلاّ محلّه الأحد، "يوم الرب" (أع 20: 7؛ رؤ 1: 10).
إن لوقا الذي لا يهتمّ كثيراً بالأمور اليهودية احتفظ لنا بثلاثة جدالات حول معجزة يوم السبت. أما يدل هذا على أنه اختبر مع معلّمه القديس بولس أن إحلال نظام الأحد محل السبت لم يكن بالأمر السهل لدى المسيحيين الآتين من العالم اليهودي (كو 2: 16): "لا يحكم عليكم أحد في المأكول والمشروب أو في الأعياد والسبوت". الديانة الحقيقية هي الديانة الداخلية وهي تؤول إلى تمجيد الله الذي خلّصنا بالمسيح (آ 17).
خاتمة
إنهم يعتبرون نفوسهم كرمة الرب، ولكنهم على ضلال! يمنعون عن عمل التحرير يوم السبت. إنهم على ضلال! يرفضون يسوع، يريدون أن يزيلوا هذا الخمير الذي يخمّر العجين كله (13: 21). فهل يقدرون؟
ومع هذا، جرت الآية أمام عيونهم. غير أن الشفاء ليس شغلاً بسيطاً. إنه عمل الله أو من يرضى عنه الله. وفي هذه المعجزة بالذات نحن أمام حلّ من رباط، من رباط الشيطان، وهذا عمل مسيحاني بكل معنى الكلمة. فلماذا لا نعمله يوم السبت. بل قال يسوع: "كان يجب أن تحل"، كان هذا أمراً ضرورياً، ولو لم يعمله لكان رفض مشيئة الله.
وهكذا بدت الآية التي اجترحها يسوع آيتين. من جهة، دلّ على الشرّ الخفي الذي يجعل إسرائيل منحني الظهر ومقيّداً منذ زمن طويل. ومن جهة ثانية، دلّ على يسوع الذي يجعل إسرائيل ينتصب ويقوم كما أعلن الله بلسان الأنبياء: "سأقيم خيمة داود" (عا 9: 1 حسب السبعينية): يرد هذا النص في فم يعقوب في مجمع أورشليم (أع 15: 16). خيمة داود هي الكنيسة ولن تنطلق إنطلاقتها الحقيقية إلاّ حين تحلّ من قيود الشريعة وممارستها وتتعرّف إلى الحرية التي لنا في المسيح

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM