نور من نور

تعرَّفنا إلى الابن، الابن الوحيد. إنَّه إله من إله. وكان بالإمكان أن نتوسَّع في عبارة ثانية من النؤمن: إله حقٌّ من إلهٍ حقّ. فالآلهة الكاذبة كثيرون كما قال الرسول: "في السماء من يزعم الناس أنَّهم آلهة" (1 كو 8: 5).  نحن نجعلهم آلهة بدل الإله الحقيقيّ، لأنَّنا نعتبر أنَّهم يخلِّصوننا. واليوم نعلن أنَّ الابن هو نورٌ من النور.

الله الآب هو نور. قال مز 27: 1: "الربُّ نوري وخلاصي." هو الذي ينير دربي ويمنحني الخلاص. وبما أنَّه النور فهو يُنير المؤمنين، فيُنشده المرتِّل: "ينبوع الحياة عندك، وبنوركَ نعاين النور" (36: 10). وفي 43: 3 أنشد: "أَرسلْ نوركَ وحقَّكَ ليهدياني، ليقوداني إلى جبلكَ المقدَّس، إلى مسكنكَ." نور الربِّ قاد الشعب العبرانيَّ في البرِّيَّة خلال الليل، كما السحاب قادهم في النهار. "والحقّ". الله هو الحقُّ الذي لا يمكن أن يجعلنا نضلُّ ونتيه. يقودنا كما الوالدان أولادَهما. لهذا قال المرتِّل: "كلمتُك مصباحٌ لخطاي، ونورٌ لسبيلي" (119: 105).

الآب هو النور. والابن هو النور كما أعلن عن نفسه: "أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة" (يو 8: 12). الابن هو النور الذي يقود إلى الحياة. وعاد فردَّده لمناسبة شفاء الأعمى: "أنا نور العالم." وقال عنه يوحنَّا في إنجيله: "الكلمة هو النور الحقّ" (1: 9). وهو أتى ليُنير العالم، بحيث لا يمشي أحد في الظلام.

وبما أنَّه النور، طلب منّا أن نكون في موقعنا "نورًا": "أنتم نور العالم" (مت 5: 14). فماذا يجب علينا أن نفعل؟ "ليُضئ نوركم أمام الناس ليشاهدوا أعمالكم الصالحة ويمجِّدوا  أباكم الذي في السماوات" (آ16). إذا كنَّا حقيقةً "نورًا" لا نخاف. لكنْ إذا كانت أعمالنا سيِّئة نتطلَّب الظلمة. في هذا قال لنا يسوع: "النور جاء إلى العالم، فأحبَّ الناس الظلام بدلاً من النور..." (يو 3: 9). وعندها ندخل في الدينونة. فماذا نختار؟


 

رسالة يوحنّا الأولى 1: 1-10

مُبشِّرونكم نحن بذاك الذي كانَ من البدء، ذاك الذي سمعناه ورأيناه بأعيننا وجسَسْناهُ بأيدينا، ذاك الذي هو كلمةُ الحياة. والحياةُ تجلَّتْ ورأيناها وشاهدون نحنُ ومُبشِّرونَكم بالحياةِ الأبديَّة، تلك التي كانت لدى الآبِ وتجلَّتْ لنا. والشيءَ الذي رأينا وسمعْنا معرِّفونَكم أيضًا لتكونَ لكم شركةٌ معنا. وشركتُنا نحنُ هي مع الآبِ ومع ابنِه يسوعَ المسيح. وهذه نحنُ كاتبونَ لكم لكي يكونَ فرحُنا بكم مُكمَّلاً.

 

وهذه هي البشارةُ التي سمعنا منه ومُبشِّرونَكم: اللهُ نورٌ هو وليس فيه كلِّه أيُّ ظلمة. وإذا قائلون إنَّ لنا شركةً معه وسالكونَ في الظلمةِ، فكاذبون نحن ولا سائرونَ في الحقِّ. فإذا في النور نحن سالكون، كما هو في النور، فلنا شركةٌ بعضُ مع بعض ودمُ يسوعَ ابنِه منقِّينا من خطايانا كلِّها. وإذا نقولُ ليس لنا خطيئة، مُضلُّون نحن أنفسَنا والحقُّ ليس فينا. أمّا إذا نحن معترفون بخطايانا، فأمينٌ هو وبارٌّ بحيثُ يتركُ لنا خطايانا ويُنقِّينا من إثمِنا كلِّه. وإذا نحن قائلون: ما خطئْنا، جاعِلونَه كاذبًا نحنُ وكلمتُه ليسَتْ لدَينا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM