يوسف ابن داود

كانت مريم من سلالة كهنوتيَّة وهي نسيبة إليصابات التي قال فيها القدِّيس لوقا: "كان كاهنٌ اسمه زكريّا... وامرأته من بنات هرون..." (لو 1: 5). أمَّا يوسف فكان من سلالة يهوذا ومن بيت داود، وهو الذي ربط يسوع بالملك داود، كما دُعيت مريم أيضًا بنت داود لارتباطها بيوسف. كانت بداية نسب يسوع "ابن داود". وهكذا سوف يناديه الملاك: "يا يوسف ابن داود" (مت 1: 20).

يوسف هذا، طُلب منه أن يكون مربِّيًا ليسوع ورفيقًا لمريم البتول، فعاش البتوليَّة كما عاشتها هي. قال له الملاك: "لا تخفْ أن تأخذ مريم امرأتك." ويروي لنا إنجيل متَّى كيف هرَّب الطفلَ يسوع من خطر الموت بيد هيرودس: "قم وخذ الصبيَّ وأمَّه واهربْ إلى مصر" (2: 13). ولمَّا زال الخطر، قيل "في الحلم ليوسف في مصر" (آ9): "قم فخذ الصبيَّ وأمَّه واذهبْ إلى أرض إسرائيل" (آ20). ودرس الوضعَ هذا الذي من سلالة ملوكيَّة واتَّخذ مهنة النجارة على مثال كلِّ الأتقياء في العالم اليهوديّ، فعرف أنَّ أرخيلاوس أسوأ من والده هيرودس، فما عاد إلى بيت لحم، بل أقام في الناصرة. وهكذا دُعي يسوع "ناصريًّا" (آ23).

هكذا عُرف يسوع: "ابن يوسف"، خصوصًا في إنجيل يوحنّا، بفم نتنائيل (1: 45) وبفم اليهود (6: 42) لكي يُشدِّدوا أنَّه إنسان من الناس، لا أكثر ولا أقلّ. فما هذا الكلام عن جسد يُطعمه للناس ودم يسقيه للمؤمنين؟

يوم الولادة، "صعد (يوسف) من الجليل، من مدينة الناصرة، إلى اليهوديّة، إلى مدينة داود التي تُدعى بيت لحم (لو2: 4)... لكونه من بيت داود ليُكتتب مع مريم المخطوبة..." (لو2: 4). يوم الختانة، يوسف هو هنا، شأنه شأن كلِّ أب. ويوم التقديم إلى الهيكل، أخذ هو ومريم تقدمة الفقراء: زوجَي يمام أو فرخي حمام (آ24). ولمّا انتهوا، "رجعوا إلى الجليل، إلى مدينتهم الناصرة.

وتنتهي مهمَّة يوسف حين صار عمر الصبيِّ اثنتي عشرة سنة. ذهب أبواه إلى العيد، أضاعاه، ولمَّا سألاه قال لهما: "يجب أن أكون في ما هو لأبي." أي الآب السماويّ. وهكذا اختفى يوسف شيئًا فشيئًا، وهو الذي اعتاد أن يعمل ما يُطلب منه. هو رجل الصمت، وفي الوقت عينه رجل العمل.


 

إنجيل متّى 1: 18-24

أمّا ميلادُ يسوعَ المسيحِ فهكذا كان. لمّا كانَتْ مريمُ أمُّه مخطوبَةً ليوسف، قبْلَ أنْ يَجتمِعا وُجدَتْ حبلى من الروحِ القدس. أمّا يوسفُ بعلُها، فكان بارًّا وما أرادَ أن يكشفَها، وكان ارتأى سرًّا بأن يطلِّقَها. وفيما ارتأى هذه، تراءى لهُ ملاكُ الربِّ في الحلمِ وقالَ له: “يا يوسفُ بنَ داود، لا تخَفْ من أخْذِ مريمَ امرأتِك، ذلك أنَّ الذي وُلدَ فيها، هو من الروحِ القدس. فسَتلِدُ ابنًا وتدعو اسمَه يسوعَ، فهو يخلِّصُ شعبَه من خطاياهم. وهذا كلُّه كانَ ليَتمَّ ما قيلَ من الربِّ على يدِ النبيِّ: ها البتولُ تحبَلُ وتَلِدُ ابنًا، ويدعونَ اسمَه عمانوئيل الذي يُترجَمُ إلهُنا معَنا. ولمّا قامَ يوسفُ من نومِه، صنَعَ كما أمرَهُ ملاكُ الربِّ، وأخذَ امرأتَه، وما عرفَها حتّى ولَدَتِ ابنَها البكرَ ودعَتِ اسمَهُ يسوع.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM