معموديَّة لغفران الخطايا

حين أطلق بطرس خطبته الأولى يوم العنصرة، تفطَّرت قلوب الجماعة. فسألوا: ماذا نعمل؟ فقال لهم بطرس: "توبوا وليعتمد كلُّ واحد منكم باسم يسوع المسيح فتُغفَر خطاياكم" (أع 2: 38). فالإنسان خاطئ منذ بداية حياته على الأرض. لهذا هتف المرنِّم: "اغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيئتي طهِّرني. لأنِّي عارف بمعاصيَّ، وخطيئتي أمامي كلَّ حين" (مز 51: 2-3). بل قال: "ها أنا بالإثم صوَّرتَني وبالخطيئة حبلَتْ بي أمِّي" (آ5). وراح القدِّيس أوغسطين ومن تبعه في الكنيسة الغربيَّة فتحدَّثوا عن الخطيئة الأصليَّة وعن طريقة انتقالها إلى الإنسان. لهذا، خلال رتبة المعموديَّة، يقول المعمَّد، أو يقول باسمه عرَّاباه: أكفر بالشيطان وأؤمن بالمسيح.

الدخول إلى الكنيسة عمل مقدَّس لأنَّ الكنيسة مقدَّسة، لهذا تكون البداية بالمعموديَّة فيصبح المؤمنون "أطهارًا لرجل واحد، وهو المسيح لأقدِّمكم إليه عذراء (لا زنى عندها بمعنى لا عبادة أوثان) طاهرة، لكنِّي أخاف أن تزوغ بصائركم عن الصدق والولاءالخالص للمسيح" (2 كو 11: 2-3). فإذا كان المخيَّم، في العهد الأوَّل، لا يرضى بأيِّ نجاسة في داخله، فما أحرى بكنيسة المسيح أن تجعل بداية دخول المؤمنين إليها بدون نجاسة. عليهم أن يخلعوا الإنسان العتيق (رو 6: 6)، ويلبسوا الإنسان الجديد المولود في البرّ والقداسة.

ويوحنّا المعمدان أعدَّ الناس للدخول إلى الملكوت. "أثمروا ثمرًا يبرهن على توبتكم... أمّا أنا فأعمِّدكم بالماء من أجل التوبة" (مت 3: 8، 11). والويل لمن يكذب فيأتي إلى المعموديَّة وهو غير تائب على خطاياه. فالفأس موضوعة على أصول الشجرة: التوبة الصادقة تعني الثمار. وإن لم يكن هناك من ثمار فهذا يعني أنَّه لا وجود للتوبة في حياة الآتي إلى المعموديَّة. فما أحلى الآتي إلى العماد يبدِّل حياته كلَّها فيسير وراء يسوع ويتبعه إلى حيث يمضي!


 

رسالة القدِّيس بولس إلى أهل رومة 6: 1-11

فماذا نقولُ إذًا؟ أنبقى في الخطيئةِ لكي تتوافرَ النعمة؟ حاشا. فنحن الذين مُتنا عن الخطيئةِ، كيف نحيا فيها أيضًا؟ أَوَما عارفون أنتم أنَّنا نحن الذين اعتمَدْنا بيسوعَ المسيح إنَّما اعتمدْنا بموتِه. قُبرْنا معه بالمعموديَّةِ للموتِ حتّى كما قامَ يسوعُ المسيحُ من بينِ الأمواتِ بمجدِ أبيه، هكذا نحن أيضًا نسلكُ في حياةٍ جديدة. فإذا نُصبنا سويَّة معه في شبهِ موته، هكذا أيضًا في قيامتِه نكونُ.

 

ونحنُ عارفونَ أنَّ إنسانَنا العتيقَ صُلبَ معه ليُبطَلَ جسدُ الخطيئةِ لكي لا نَخدُمَ الخطيئةَ بعد. لأنَّ ذاك الذي ماتَ حُرِّرَ من الخطيئة. فإذا مُتنا مع المسيحِ نُؤمنُ أنَّنا مع المسيحِ نفسِه نحيا. ونحن عارفونَ أنَّ المسيحَ قامَ من بينِ الأموات، وهو غيرُ مائتٍ بعدُ ولا الموتُ مُتسلِّطٌ عليه. فإذ مات، للخطيئةِ ماتَ مرَّةً واحدة. وإذ هو حيٌّ، فهو حيٌّ لله. هكذا أنتم أيضًا، احسَبُوا أنفسَكم أنَّكم أمواتٌ للخطيئةِ وأحياءٌ لله بربِّنا يسوعَ المسيح.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM