الروح والأنبياء في الكنيسة

ذاك ما أعلنت الكنيسة في مجمع القسطنطينيَّة: الروح ينطق بالأنبياء. فالنبيُّ يحمل كلمة الله. ولكن كيف يقدر الإنسان أن يتكلَّم عن الله. قال المزمور: "سماء السماوات للربِّ والأرض جعلها لبني البشر." فكيف للبشر الضعفاء أن يعرفوا الله؟ وإن عرفوه فكيف يستطيعون أن يتكلَّموا عنه؟ ذاك هو عمل الأنبياء.

أعلن النبيُّ إشعيا: "لم أتكلَّم في الخفاء (بل علنًا)، فالسيِّد الربُّ أرسلني وروحه." هو الروح يرافق النبيَّ فيجعله يتكلَّم. فالأمر واضح مع ميخا بن يملة الذي تكلَّم وحده عكس جميع أنبياء أخاب فأتاه أحدهم وضربه على الفكِّ وقال: "من أين عبر روح الربِّ مني ليكلِّمك" (1 مل 22: 24). وإيليّا النبيُّ يحمله الروح. وهذا نعرفه ممّا قال له عوبديا: "يكون إذا انطلقتُ من عندك، أنَّ روح الربِّ يحملك إلى حيث لا أعلم" (1 مل 18: 12). وهذا الروح عينه جعل إيليّا يسبق أخاب الملك إلى الأرض التي أراد أن يأخذها من ميراث نابوت بعد أن رجمه. سمع كلام الربّ: "قم، انزل للقاء أخاب. وكلِّمه قائلاً: هكذا قال الربُّ" (1 مل 21: 18-19).

أمّا حزقيال فيحسُّ بقوَّة الروح، لا لكي يتكلَّم فقط، بل لكي يتحرَّك. قال منذ بداية نبوءته: "ثمَّ حملني الروح، فسمعت خلفي صوت رعد (هو صوت الله) عظيم: مبارك مجد الربِّ من مكانه" (حز 3: 12). ولو نعرف إلى أين حمل الروح حزقيال؟ "إلى بلاد الكلداي، لكي يكون مع المنفيِّين ويحمل إليهم الكلمة" (11: 24). ونقرأ في 11: 1-6: "ثمَّ حملني الروح وأتى بي إلى بيت الربّ... وقال لي: "يا ابن الإنسان هؤلاء هم الرجال... لأجل ذلك تنبَّأ عليهم... وحَلَّ عليَّ روح الربِّ وقال لي: قل: هكذا قال الربّ"."

صورة رائعة عن النبيّ. لهذا نعتبر كلام الأنبياء مُوحًى من لدن الله، لأنَّ روح الله كان يتكلَّم فيهم. وبالتالي: الكتاب كلُّه موحى به من أجل التعليم والتأديب. فكيف نسمح لنفوسنا أن نقول: هو فقط كلام بشر! إن قلنا كذلك جدَّفنا على الروح القدس الذي تكلَّم بالأنبياء.

 


 

نبوءة حزقيال 2: 1-7

فقال لي: "يا ابن البشر، قفْ على قدميك فأتكلَّم معك." ولمّا كلَّمني دخل فيَّ الروح، وأقامني على قدميَّ وسمعتُ صوتَه. وقال لي: "يا ابنَ البشرِ، سأرسلُك إلى بني إسرائيل، إلى شعب تمرَّدوا عليَّ وعصوني، هم وآباؤهم، إلى هذا اليوم. فتقولُ لهؤلاء البنينَ الذين عاندوا وقسَت قلوبُهم: هذا ما قال السيِّدُ الربُّ. وسواء سمعوا أو لم يسمعوا لأنَّهم شعبٌ متمرِّدٌ، فسيعلمون أنَّ بينهم نبيًّا. وأنت يا ابن البشرِ، فلا تخفْ منهم ولا من كلامهم. وإن كانوا عليكَ قُرَّاصًا وشوكًا وكانت سكناك بين العقارب. لا تخفْ من كلامهم ولا من وجوههم المرعبة. وإن كانوا شعبًا متمرِّدًا. فكلِّمهم بكلامي، سواء سمعوا أو لم يسمعوا لأنَّهم تمرَّدوا عليَّ."


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM