الكنيسة عروس المسيح

في نبوءة هوشع نعرف أنَّ الله عريس شعبه، والشعب هو العروس. فالله مغرم بنا، يريدنا له لا لأحد سواه. دعا نفسه الإله الغيور غيرة العريس على عروسه، وغيرة العروس على عريسها. فالعروس التي تتطلَّع إلى الأصنام، تكون زانية. فكيف يرضى الله بها وهي تلتصق بآلهة الخشب والحجر، وتنسى ذاك الذي لا ينعس ولا ينام لكي يسهر على عروسه، على شعبه.

وما قيل عن الله عند الأنبياء، قيل عن يسوع. فبولس الرسول قال لكنيسة كورنتوس: "فأنا أغار عليكم غيرة الله لأنّي خطبتُكم لرجل واحد (ولا أحد غيره) وهو المسيح، لأقدِّمَكم إليه عذراءَ طاهرة" (1 كو11: 2). هي ما خانت عريسها، ولا تبعت أحدًا غيره. هو سيِّدها، هو مخلِّصها، هو رفيقها. ويتأسَّف حين تبحث عن عريسٍ آخر، عن سيِّدِ آخر تمشي وراءه: مهما كان هذا السيِّد، كالإنسان يستفيد من أخيه ومرارًا يقوده إلى الموت. يسوع وحده يأخذنا معه إلى الحياة وإلى ملء الحياة.

ويوحنَّا المعمدان تحدَّث عن يسوع ودعا نفسه "صديق العريس". يقف بجانبه، يُصغي فرحًا" (3: 29). في هذا الخطِّ عينه سمعت كنيسة أفسس، حيث يقول التقليد إنَّ يوحنّا أنهى حياته فيها: "المسيح رأس الكنيسة، وهو مخلِّص الكنيسة وهي جسده. فالمسيح أحبَّ كنيسته وضحَّى بنفسه من أجلها ليقدِّسَها ويطهِّرها... ويزفَّها إلى نفسه كنيسة مجيدة لا عيبَ فيها ولا تجعُّد ولا ما يشبه ذلك" (أف 5: 23ي).

"يزفُّها". هناك حفلة زفاف. ومن أين جاء المسيح بعروسه. من عالم الخطيئة. جاء بها من الشريعة، من العالم الوثنيّ، ولا يُسمح لها اليوم أن تبيع نفسها للمال، للعظمة، للسلطة. لا يُسمح لها أن تعود إلى العبوديّة، كما أراد الشعب الأوَّل العودة إلى فرعون. لا يريد لها أن تلتصق بالعالم، فهي ليست من العالم. ولكنَّ المسيح جعلها في العالم لينقِّي العالم من الخطيئة، فترفعه معها تقدمةً لله الآب. ولكن يا لتعاستها حين تغرق في العالم ولا تعود ترتفع إلى المسيح. عندئذٍ تصبح زانية. تصبح خائنة، تصبح عبْدة. لأنَّ الذي يعمل الخطيئة يصبح عبدًا للخطيئة... ولكن بالرغم من ذلك، يروح المسيح يستعيدها، يغفر لها ويُطلقها من جديد، لأنَّ حبَّه لا يسمح له أن يتركها إلى الأبد. عندئذٍ تكون له ويكون لها.


 

نبوءة هوشع 2: 16-25

لذلك سأفتنُها وأجيءُ بها إلى البرِّيَّة وأخاطبُ قلبها. وهناك أعيد إليها كرومها، من وادي عكور إلى مدخل تقْوة، فتخضع لي هناك كما في صباها وفي يوم صعودها من أرض مصر. في ذلك اليوم أقولُ أنا الربُّ، تدعوني زوجي، ولا تدعوني بعلي من بعد، لأنِّي سأزيل اسم البعل من فمها، فلا تذكرُه من بعد باسمه. وأقطعُ لها عهدًا في ذلك اليوم مع وحش البرِّيَّة وطيور السماء وزحّافات الأرض، وأكسرُ القوس والسيف وأدواتِ الحرب من الأرض وأجعلها تنام في أمان. وأتزوَّجك إلى الأبد. أتزوَّجك بالصدق والعدل والرأفة والرحمة، أتزوَّجك بكلِّ أمانة، فتعرفين أنّي أنا الربّ.

وفي ذلك اليوم أستجيبُ، يقول الربُّ، للسماوات، والسماواتُ تستجيب للأرض، والأرض تستجيبُ للقمح والخمر والزيت، وهذه كلُّها تستجيبُ ليزرعيل. وأزرعُ شعبي في الأرض وأرحمُ "لا رحمة" وأقول لـ"لا شعبي" أنتَ شعبي وهو يقول لي: أنت إلهي.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM