الكنيسة شعب الله

حين يقول الناس الكنيسة، يفكّرون: البابا، الأساقفة، الكهنة... يقولون الكنيسة لا تعلِّمُنا، يعني الإكليروس. هذا خطأ كبير. نحن كلُّنا الكنيسة. فالكنيسة هي شعب الله. هي جميع المعمَّدين. إذًا من أعلى "سلطة" إلى المؤمن العاديّ كلُّنا متساوون أمام المسيح. قال القدِّيس أوغسطين: "أنا كمعمَّد، مؤمن مثلكم. ولكن كأسقف، راعي نفوسكم."

في الكتاب المقدَّس كلام كثير عن شعب الله. هو الذي تعلَّق بالله وترك عبادات الشعوب المجاورة. "أنا هو الربُّ إلهك، لا يكن لكَ إلهٌ غيري." وفي حوار بين الله والمؤمنين: أنتم شعبي وأطلب منكم الأمانة. والجواب على فم كلِّ واحد: أنتَ إلهي. فشعب الله ليس فقط الباعث على الافتخار، وأيُّ افتخار أعظم من أن يكون كلُّ واحد منّا من أخصَّاء الله.  وهي أيضًا مسؤوليَّة تدفعنا لأن نشهد بين الأمم لأعمال الله وعجائبه وحضوره.

يتحدَّث الأنبياء عن معاملة الله "لشعبه" ويذكِّرونهم كيف رافقهم الله في البرِّيَّة، كيف نجّاهم من المخاطر، كيف أمَّن لهم الطعام والشراب. فالتذكُّر يقود إلى الشكر من جهة، كما يقود إلى الثقة والرجاء بأنَّ ذاك الذي بدأ معنا يكمِّل. فئة قليلة اكتشفت الإله الواحد. ومع الكنيسة شعب الله الجديد، البشريَّة كلُّها مدعوَّة لأنْ تكون هذا الشعب. أمَّا المسيحيُّون فهم شاهدون لعمل الله فيهم. هم منذ الآن شعب الله السائرون في خطى يسوع المسيح.

في الكنيسة، جميع البشر مدعوُّون ليكونوا شعب الله الواحد في العالم. فاسمها يدلُّ على أنَّها تجمُّع، بحيث إنَّ جميع البشر "يطلبونه، يتلمَّسونه، يجدونه". فهو "غير بعيد عن كلِّ واحد. فنحن فيه نحيا ونتحرَّك ونوجد." ذاك ما قال الرسول لأهل أثينة ويقوله لكلِّ واحد منّا. هلاّ سمعناه!


 

سفر الأعمال 17: 22-29

ولمّا وقفَ بولسُ في أريوسَ باغوس، قال: "أيُّها الرجالُ الأثينيّون، أنا ناظرٌ فيكم كلِّكم أنَّكم فاضلونَ أنتم في كلِّ شيء في مخافةِ الشياطين. فإذْ كنتُ أنا مُتجوِّلاً وناظرًا بيتَ عباداتِكم، وجدتُ مذبحًا واحدًا مكتوبًا عليه: مذبحُ الإلهِ المجهول. والآنَ فذاك الذي أنتم غيرُ عارفينه، وعابدون أنتم له، أنا مُبشِّرُكم به. هو الإلهُ الذي صنعَ العالمَ وكلَّ ما فيه، وهو ربُّ السماء والأرض الذي لا يقيمُ في هياكلَ صُنْعِ الأيدي. ولا تخدُمُه أيدي البشر، وهو لا يحتاجُ إلى شيء لأنَّه يَهبُ للناسِ كلِّهم الحياةَ والنفَس. ومِن أصلٍ واحدٍ صنعَ عالمَ البشرِ كلَّه بحيثُ يكونون ساكنينَ على وجهِ الأرضِ كلِّها، وفصلَ الأزمنةَ بأمرِه ووضعَ التخومَ لسُكنى البشر، بحيثُ يكونونَ طالبينَ الله ومتعقِّبينه، وواجدينَه (انطلاقًا) من خلائقِه، لأنَّه أيضًا غيرُ بعيدٍ من كلِّ واحدٍ منّا. فبه نحنُ عائشونَ ومُتحرِّكونَ وموجودون، كما أيضًا أناسٌ من الحكماء عندكم قالوا: "منه ذرِّيَّتُنا." والآنَ أناسُ ذرِّيَّتِنا هم منَ الله. فما هو لائقٌ بنا أن نظنَّ أنَّ الذهبَ والفضَّة والحجر المنحوتَ بفنِّ البشرِ ومعرفتِهم، مشابهٌ للاهوت. فأزمنةَ الضلال أعبرَ الله، وفي هذا الزمانِ هو مُوصٍ الناسَ كلَّهم بأن يتوبَ كلُّ إنسانٍ في كلِّ مكان. لأنَّه أقامَ يومًا يُزمِعُ فيه أن يَدينَ الأرضَ كلَّها بالعدل، بيدِ الرجل الذي فرزَ، وأعادَ كلَّ إنسانٍ إلى الإيمانِ به إذْ أقامَه من بين الأموات."


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM