تقديم

مع هذا الجزء الرابع من شذرات نكون انتهينا من التأمُّل في "النؤمن" أو قانون الإيمان، كما قدَّمته لنا الكنيسةُ الكبرى منذ القرن الرابع المسيحيّ، مستنيرة بما تعلَّمته في العهد الجديد. الموضوع هو الكنيسة التي هي جسد المسيح وحضوره المنظور على الأرض. هي كنيسة واحدة ولا يمكن أن تكون "كنائس" وكأنَّ ليسوع "أجسادًا" عديدة. قد تكون اختلافات بين المسيحيِّين في الأفكار والممارسات، أمّا العقيدة الأساسيَّة فهي واحدة: ومن رفض هذا "النؤمن" يعتبر نفسه خارج الكنيسة كالغصن اليابس الذي يُرسَل ليحترق. في هذه الكنيسة الواحدة، إيمان واحد، معموديَّة واحدة، أب واحد لجميع البشر كلِّهم، بعيدين وقريبين، يهودًا ويونانيِّين. هو لا يريد أن يكون أحدٌ خارج حظيرته، بل يريد أن يَخلص جميع البشر ويُقبلوا إلى التوبة. تعالوا نعود إلى الأساس ومنه ننطلق. فانقساماتنا أبعدت الناس عن المسيح، وخلافاتنا قتلت المحبَّة بين الإخوة وبالتالي صارت شهادتنا شهادة معاكسة. فلم نعد النور الذي يصل بالناس إلى من هو نور العالم، بل صار النورُ الذي فينا ظلامًا. وبسببنا جدَّف الناس على اسم يسوع وما مجَّدوه، لأنَّنا كنّا بأعمالنا ظلامًا مثل الكتبة والفرِّيسيِّين: لا دخلْنا، ومنعنا الناس من الدخول. فمتى نعود إلى ذواتنا ونعرف مسؤوليَّاتنا؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM