يوم السبت (لو 17: 1-4) الحياة بين الإخوة

1وقالَ يسوعُ لتلاميذِه: “لا يُمكنُ إلاّ أن تأتيَ الشكوك، ولكنِ الويلُ لذاكَ الذي بيدِه تأتي. 2كان أنفعَ له لو أنَّ رَحى الحمار مُعلَّقةٌ بعنُقِه، ومَرميٌّ هو في البحر، مِن أن يشكِّكَ واحدًا من هؤلاء الصغار. 3احذَرُوا في أنفسِكم. إذا يَخطأُ أخوك، وبِّخْه. وإذا تائبٌ هو، اغفِرْ لَهُ. 4وإذا سبعَ مرّاتٍ في اليومِ يَخطأُ إليك، وسبْعَ مرّات في اليومِ يَعودُ لدَيك ويقولُ: "أنا تائبٌ"، اغفِرْ له.”

*  *  *

عاد يسوع إلى التلاميذ. هو كلام حميم يوصله إليهم، والشعب ربَّما لن يفهمه. ترك الكلام عن المال، وفتح الباب لبعض نصائح حول الحياة الأخويَّة. ونتوقَّف هنا عند اثنتين.

الأولى، الشكوك والعثرات. فاللفظ اليونانيّ يعني الحجر الذي نعثر به فنكاد نسقط أو نسقط. ومن يسقط؟ الصغير، الضعيف. وماذا نقول حين يكون الأخ الأكبر، الوالدون، الكاهن، الراهب أو الراهبة، هم الذين يكونون سبب عثرة للمؤمنين. قال الرسول: "اقتدوا به كما أقتدي أنا بالمسيح". وماذا يكون إذا اقتدى بنا الناس. عملوا مثلنا وسقطوا؟

القصاص هائل. حجر كبير. رحى الحمار يوضع في رقبة من يشكّك ويُرمى في البحر بحيث لا يبقى أثر للشرّ الذي يسبّبه للضعفاء. كم يجب علينا الانتباه. حين نتكلَّم، حين نتصرَّف، حين نعمل. لا يحسب أحد نفسه حرًّا! قال الرسول: "لا تهلك بطعامك (الذي به يعثر أخوك) ذاك الذي مات المسيح من أجله." وهكذا هتف الربُّ في موضع آخر: "الويل للعالم من الشكوك!"

والنصيحة الثانية تدور حول الغفران، وقبل ذلك "التوبيخ الأخويّ". "خطئ إليك"، ماذا تفعل به؟ أتردُّ له الصاع صاعين؟ هناك التنبيه أوَّلاً بحيث يصطلح. وإذا تاب؟ اغفر له حالاً. لا مرَّة ومرَّتين، بل أكثر من مرَّة. ويأتي الرقم 7، وهو رقم التمام. حتَّى إن خطئ سبع مرَّات، اغفر له. لا حدود للغفران. إذا أردت أن تصلّي الآن وتكون صادقًا في كلامك، فحين تقول للربّ: "اغفر كما أنا أغفر"، فهذا يعني أنَّك غفرت، وتستعدُّ للغفران. وهنيئًا لك لأنَّك تتشبَّه بالله كالابن الحبيب، مثل يسوع المسيح.

*  *  *

الشهداء الذي احتقروا عذاباتِ كلِّ الضيقات،

وقرَّبوا دمهم هديَّةً للعريس السماويّ،

لأنَّهم سمعوا أنَّه قال في بشارته، وهو يعلّم:

إنَّ كلَّ من يؤمن بي لن يذوق الموت،

لكنَّه انتقل من الموت إلى الحياة التي لا تزول.

 

دهشٌ عظيمٌ أخذ يقظي العلاء،

لأنَّهم شاهدوا الشهداءَ يقتلُهم مضطهدوهم،

فانحدروا (و) كرَّموا رفاتَهم في زيَّاح عظيم،

وقبل إكليل المجد الشهداءُ القدّيسون،

ورِثوا الحياةَ والملكوتَ وخدرَ الأرواح.

 

                (ألحان للشهداء، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثاني، ص 173-175)

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM