كتاب الحكمة

البحث عن الحكمة غاية كلِّ حضارات الشرق القديم. من مصر إلى بلاد الرافدين، من فينيقية إلى أوغاريت، حتّى الوصول إلى العالم اليونانيّ والرومانيّ. هي مجموعات وصلت إلينا من كتاب الموتى في مصر إلى الفلسفة الإغريقيَّة مع سقراط وأفلاطون وأرسطو، والذين سبقوهم. وما كان الكتاب المقدَّس متأخِّرًا في هذا المضمار.

فجمع رجال سليمان الأقوال المأثورة وضمُّوها في ما دُعيَ سفر الأمثال: "يا ابني، إن قبلتَ كلامي وخبَّأت وصاياي عندك". هكذا تجعل أذنك تميل إلى الحكمة وقلبك ينعطف نحو الفهم. هو أبٌ يتوجَّه إلى أولاده. أو معلِّم يكون تلاميذه بمثابة الأبناء: "يا ابني، لا تنسَ شريعتي، وليحفظ قلبُك وصاياي. فهي تريدك طول أيَّام وسنين من الحياة والسلام". من أجل هذا نقرأ الكتاب المقدَّس. فهو من وجهة من وجهاته كتاب الحكمة: الحكمة الشعبيَّة من خلال تصرُّفات الناس، والهدف خير الجماعة وإبعادها عن شرٍّ من الشرور. ثمَّ الحكمة في صلاة المؤمن، في المزامير: "فاض قلبي بكلام صالح ولساني مثل قلم كاتب ماهر حين أنشد للملك أبياتي". والمحطَّة الثالثة تفتحنا على ما دُعيَ كتب الحكمة بشكل حصريّ: من سفر الجامعة حيث الحياة باطلة إن لم يعرف الإنسان أن يعيش الحاضر تحت نظر الله. إلى أيُّوب الذي واجه مشكلة ألم البارّ في محيط لا يعرف الحياة في الآخرة. في كلِّ هذه، صارت الحكمة "معلِّمًا" تدعو الناس إلى مائدتها: "بنت بيتها ونحتت أعمدتها السبعة... وتقول لمن يعوزه الفهم: "تعال، كُلْ من طعامي واشرب الخمر التي مزجت" (الطعام والخمر رمز إلى ما هو أسمى من المادَّة). "اتركوا الجهالة فتحيوا، وسيروا في طريق الفطنة".

أمّا المواضيع فهي:

1.    امرأة حكيمة

2.    مزامير تعلّمنا الحكمة

3.    الأسفار الحكميَّة

4.    الخاتمة.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM