الفصل السابع عشر: من يعترف بي قدام الناس

الفصل السابع عشر
من يعترف بي قدام الناس
12: 1- 12

إن الجدال الذي حصل خلال الغداء (11: 37 ي) دفع يسوع إلى أن يحذّر تلاميذه من خطرين. أولاً، من خمير الفريسيين (11: 39- 41، 44): إن التصرّف الذي شجبه النصّ السابق، هو مثل عمّا يجب أن يحتفظ منه التلاميذ. ثانياً، إن الموقف المعادي الذي يقفه منذ الآن الكتبة والفريسيون هو مناسبة مماثلة لتهيئة أخصائه للوقوف وسط الأنبياء والرسل المضطهدين. فمهما كان رأيهم في النجاح العظيم الذي أحرزته الكرازة لدى الجمع، فعليهم أن يواجهوا أولئك الذين يقتلون الجسد ويجرّونهم أمام السلطات القضائية.
أ- نظرة اجمالية إلى النصّ
هذا الفصل مطبوع بطابع القديس لوقا. غير أننا نجد فيه أقوالاً ليسوع وردت هنا وهناك عند متّى ومرقس. فهذه الوحدة الأدبية الأولى، أي تحذير يسوع من "خمير الفريسيين"، نجدها في مت 16: 15- 6 ومر 8: 14- 15، وهي ترتبط بالمقال عن الخبز. غير أن لوقا وحده يفسّر ما يجب أن نفهم بهذه العبارة: نحن أمام "رياء" الفريسيين أو بالأحرى أمام "حكمهم الفاسد". فكلمة "هيبوكريتس" تدلّ على الممثّل (الهزلي) الذي يلبس قناعاً (6: 42؛ 13: 15؛ 20: 20). إنها تدلّ على الذي يحكم من أسفل. حكمه ليس واقعياً (من تحت لتحت) ولهذا فسد وانحطّ. إستعمل متّى هذه اللفظة 14 مرة خصوصاً في ف 23 ليدلّ على الانفصام بين القول والعمل، بين الخارج والداخل، بين الظاهر والباطن (كيان الإنسان). واستعمل الأسم (الرياء) مرة واحدة في مت 23: 28، في مر 15:12، في لو 12: 1.
إن آ 2- 9 تستعيد جزءاً من التوجيهات التي نقرأها في "خطبة الرسالة" (مت 10: 16- 33؛ رج 6: 26). وتشير آ 10 إلى "التجديف على الروح القدس" فتجد ما يوازيها في الجدال حول بعل زبول في مر 3: 28- 30 ومت 12: 31- 32 (أغفله لوقا في النصّ الموازي في 11: 14- 23). أخيراً، إن آ 11- 12 اللتين تشيران إلى الإضطهادات، نجدهما مع بعض التحوير في 21: 14- 15 (أوتيكم فماً وحكمة لا يقوى جميع خصومكم) الذي يستعيد بعض العناصر من "خطبة الرسالة" في مت 10: 19- 20، والخطبة حول "مجيء ابن الإنسان" في مر 13: 11. إن هذه المقابلة الإزائية البسيطة تفهمنا أن لوقا لم يضمّ هذه المواد التقليدية صدفة واتفاقاً.
قد ندهش أن تكون أغفلت لفظة "مرائي" (التي تظهر في 12: 1) من نهاية ف 11 وفي التويّلَين على الكتبة وعلماء الشريعة، بينما يستعملها مت 23 مراراً في هجوم يسوع. في الواقع، إنّ الخطبة المتاوية تتوجّه أولاً إلى الجموع وإلى الناس (مت 23: 1) الذين يطلب منهم أن لا يقتدوا بالكتبة والفريسيين. بعد ذلك، إلتفت يسوع (آ 13- 35) إلى هؤلاء وكشف القناع عن ريائهم. أما لوقا فقلب الحركة، وأعطى نظرته بعداً شاملاً: فبعد أن دلّ الكتبة وعلماء الشريعة على الشرّ الذي يجلبونه على نفوسهم (11: 37- 54)، بيّن للتلاميذ وللناس أنهم ليسوا بمأمن منه، لأن عقاب الحكم الفاسد يهدّدهم أيضاً.
بدأت الآيات الأولى (آ 1- 3) بدعوة إلى الحذر. إنها تحدّد موضوع التعليم: إن حكم الفريسيين الفاسد يقوم بأن نجعل نفوسنا مكان الله، وكأننا أسياد الحياة والموت. ولكن هذه صفة خاصّة بالله (روم 2: 16؛ 3: 6). الله وحده هو سيّد الحياة، وبعطية الحياة التي كشفها في يسوع، هو يدلّ على التاريخ ويحكم عليه (أع 10: 42؛ 17: 31). إن فساد الحكم هذا لا ينفع على المدى الطويل. فما يخفيه سوف يظهر. إذن، لا بدّ من رفض الخوف الذي لا يجرؤ على العمل، الذي يقود إلى الحكم الفاسد (هذا ما تلمّح إليه آ 2 حيث الفعل هو في صيغة المجهول: يُكشف). وفي الوقت عينه، يجب أن نتجنّب كل نشاط يكون ثمرة حكم فاسد نعيشه في حلقة ضيقة ونحاول أن نجعله أمراً خاصاً بنا (هذا ما تدلّ عليه صيغة المخاطب الجمع "أنتم" مع الأفعال في صيغة المعلوم).
تبدأ آ 4- 7 مع عبارة "أقول لكمّ" فتشكّل وحدة أدبية ثانية تتوجّه إلى فئة تسمّى: "أنتم أحبائي (أصدقائي)". وهم أولئك الذين نالوا الوحي المثلّث. طلب منهم يسوع أن يحذروا من الخوف الكاذب (الذي ليس بخوف) (ترد كلمة "خاف" خمس مرات في هذه الاَيات)، من الخوف الذي يجمّدنا ويمنعنا من الحركة. لا يستطيع المؤمن الحقيقي أن يخاف إلا ديّان الأحياء والأموات. إذن، يسلّم نفسه إلى عناية الآب الذي لا ينسى أحداً من أخصائه.
وتبدأ آ 8- 12 مرة ثانية مع عبارة "أقول لكم". تتوجّه الآن إلى "كل من" (آ 8، 10)، إلى "من" (آ 9، 10) ثم إلى التلاميذ الذين يشار إليهم بصيغة المخاطب الجمع (آ 11، 12: متى قادوكم أنتم). أقحم لوقا في هذا الموضع أقوالاً مأخوذة من الجدال حول بعل زبول في متّى ومرقس قبل أن يتكلم بصريح العبارة عن الاضطهادات التي تنتظر التلميذ (رج مت 10: 17- 20) في شهادته. من جهة أخرى، إن متّى يذكر في سياق "خطبة الرسالة" الجدال حول بعل زبول (10: 25: سيد البيت سمّوه بعل زبول) الذي يفصّله فيما بعد (12: 24: يخرج الشياطين ببعل زبول). أما لوقا، فيبدو أنه استعاد هذا العنصر التقليدي وركّزه على الروح القدس.
ويحدَّد دورُ الابن ودور الروح القدس في دينونة تتمّ في العالم، في دينونة "الاصدقاء" خلال "شهادتهم" (واعترافهم). إذا كان الآب هو الديّان بصفته سيّد الحياة (آ 6، 7، نحن هنا قريبون جداً من يوحنا)، فابن الإنسان هو من يعترف بنا أمام الآب (آ 8- 9). والروح القدس يشهد معنا أمام البشر (آ 11- 12) فيبدوا "البار قليط" في انجيل يوحنا (يو 14: 16، 26؛ 15: 26؛ 16: 7؛ رج أع 5: 32).
وتشكل آ 10 صلة وصل: تدلّ على ان كلمة قيلت على ابن البشر تُغفر. أما "التجديف على الروح القدس" فلا يُغفر. إن التجديف في العهد القديم (خر 22: 27: لا تلعن الله ولا تجدّف على رئيس شعبك؛ 1 مل 21: 13: جدّف على الله وعلى الملك) يعني معارضة مميّزة ضد الله في محاولة لوضع اليد على قدرته. التجديف هو ذروة الكفر (مز 89: 51- 52)، وكان المجدّف يعاقب بالموت (رج لا 24: 16: من جدّف على اسم الرب يقتل قتلاً).
دينونة الله التي ترتبط بالحياة تغفر كل ضعف وتخاذل، كل انكار وخطأ. ولكنها تفشل حين نرفض نحن هذا الغفران. في النسخة اللوقاوية، "التجديف" (أي عكس المجاهرة والإعتراف بالله) النهائي هو الذي نوجّهه على رحمة الله كما تجلّت في يسوع. إنه القرار الواعي والحرّ الذي شجبته خطبة اسطفانس: "يا قساة الرقاب، وغير المختونين في قلوبكم وآذانكم. إنكم في كل حين تقاومون الروح القدس" (أع 7: 51).

ب- النظرة التفصيلية
1- إحتشد الجمع (12: 1)
"على اثر ذلك". أي في الوضع الذي كوّنه الحدث السابق. في سياق التآمر على يسوع؛ رج أع 24: 18؛ 26: 12. إحتشد الشعب ألوفاً. حرفياً: ربوات (عشرات الألوف). هذا يدلّ على العدد الكبير من السامعين. هذه الإشارة العددية تجعلنا نفكّر في الاجمالات وما فيها من أعداد في أخبار سفر الأعمال. في 2: 41 هم ثلاثة آلاف. في 4: 4 صاروا خمسة آلاف. في 5: 14 تكاثر عدد المؤمنين بالرب. في 6: 1 كثر عدد التلاميذ (رج أع 6: 7؛ 9: 31؛ 11: 21، 24؛ 12: 24؛ 14: 1). هكذا أظهر لوقا شعبية يسوع من خلال الجموع التي تزحم حوله (رج لو 11: 29، وازدحمت الجموع). وهكذا يقابل لوقا أيضاً بين ردّة الفعل لدى الجموع وردة الفعل لدى وجهاء اليهود.
"في البداية". بدأ يسوع يكلّم تلاميذه. ولكن نستطيع أن نقرأ أيضاً: احذروا أولاً (قبل كل شيء). نجد العبارة الأولى في 3: 8: وبدأ يقول للجموع؛ 4: 21: فبدأ يقول لهم (رج 7: 15، 24، 49؛ 11: 29؛ 13: 26؛ 14: 18...). توجّه يسوع إلى تلاميذه (بروس مع المفعول به)
"إحذروا (إياكم) من خمير الفريسيين". أي: إنتبهوا إلى نفوسكم. كونوا على حذر. هناك خطر في خمير الفريسيين. رج 17: 3؛ 20: 46؛ 21: 34؛ أع 5: 35؛ 20: 28. وفي السبعينية. رج تك 24: 6؛ خر 10: 28؛ 34: 12؛ تث 4: 9. لا تسمحوا أن يؤثر هذا الخمير في حياتكم (بروساخاين= حذر). الخمير الذي يخمّر الدقيق. تحدّث مر 8: 15 عن خمير الفريسيين وعن خمير هيرودس. ومت 16: 6، 12 عن خمير الفريسيين والصادوقيين. هذا الخمير هو الرياء.

2- لا خفيّ إلا سيظهر (12: 2- 7)
"سيظهر، سيُعلن". هي صيغة المجهول. في المعنى اللاهوتي، يدلّ على الله الذي يكشفه ويعلنه. أو هو سوف يظهر في الوقت الذي حدّده الله.
"على هذا" "لأن" أو: مقابل هذا؛ رج 1: 20؛ 19: 44؛ أع 2: 23؛ رج يه 9: 3. نحن لا نجد هذه العبارة في مت 10: 27. ولكننا نجدها في السبعينية (إر 5: 14، 19؛ 7: 13؛ 16: 11). في الظلمة، أي في السرّ بحيث لا يرى أحد ولا يسمع. "ما قيل في الأذن" يقابل ما قيل "في الظلمة" "في المخادع". أي في الداخل والابواب مغلقة، بحيث لا يصل إلى الذين في الخارج. لا نجد هذه العبارة (في المخادع) في مت 10: 27. رج قض 16: 9، 1 مل 22: 25.
"أقول لكم: يا أحبائي" (آ 4). هذه هي المرة الوحيدة التي فيها يتوجّه يسوع إلى تلاميذه بهذه الصورة في الإناجيل الإزائية. رج يو 15: 13- 15 (لا أدعوكم عبيداً، بل أحبّاء). لا تخافوا الذين يقتلون الجسد. أي يضعون حدّاً لحياة الإنسان. وزاد مت 10: 28): "ولا يستطيعون أن يقتلوا النفس". إعتبر لوقا أن العبارة غير واضحة فألغاها. النفس هي المبدأ الشخصي للحياة. هي الأنا في الإنسان. هنا نتذكّر الموت الثاني الذي يتحدّث عنه سفر الرؤيا والذي يعني الهلاك الأبدي (رؤ 20: 14).
"وليس لهم أن يفعلوا أكثر". بمعنى: لا يستطيعون. رج 7: 40؛ أع 4: 14؛ 23: 17- 19؛ 25: 26 (فعل اخاين: امتلك).
"أنا أبين لكم". زادها لوقا كما في 6: 47... خافوا... قال مت 10: 28: "خافوا بالأحرى ممن يقدر أن يهلك النفس والجسد في جهنّم". هذا لا يعود إلى ابن الإنسان وقت الدينونة، ولا إلى إبليس أو الشيطان، ولا إلى قوى الشرّ، بل إلى الله. هناك كما قلنا إشارة إلى الموت الثاني (رؤ 2: 11؛ 20: 6، 14؛ 21: 8). وهناك في العهد الجديد نصيحة بأن نقاوم ابليس ولا نخاف منه (يع 4: 7؛ 1 بط 5: 9). ليست مخافة الرب امراً يستهين به تلميذ يسوع (أع 9: 31: كانت الكنيسة تسير في مخافة الرب). وليست فقط عنصراً تقوياً يبرزه لوقا (روم 11: 20؛ 2 كور 7: 1؛ فل 2: 12؛ 1 بط 1: 7؛ 2: 17). نجد هنا طريقة تفكير أولية ونموذجية، في أماكن عديدة من العهد الجديد حيث ينسب النصّ إلى الله سقوط الناس في جهنّم. أما اللاهوت الحديث فيتحدّث عن وجود الناس في جهنّم بطريقة أخرى. هذه هي طريقة لوقا في تكرار تعليم العهد القديم: "بداية المعرفة مخافة الله" (أم 1: 7).
"جهنّم". احتفظ لوقا بلغة العالم اليهودي المتكلّم باليونانية. إن لفظة "جاهانا" التي نجدها في المعين لم ترد في السبعينية ولا في كتابات فيلون أو يوسيفوس. هي لفظة تتفرعّ من "ج ي_ هـ ن و م: وادي أبناء هنّوم. وقد ترجمتها السبعينية باشكال متعددة: يش 15: 8 ب؛ 18: 16 أ، 16 ب (نسخها مسيحيون تأثّروا بالعهد الجديد)؛ 2 مل 23: 10؛ إر 7: 32. تدلّ على سيل (وادي) الربابي الذي يجري أولاً شمالي جنوبي غربي اورشليم، ثم شرقي غربي جنوبي اورشليم قبل أن يصبّ في وادي قدرون. وُجد فيه في زمن العهد القديم "مشرف" سمّي "توفت" حيث كان يُحرق أطفال بني يهوذا ذبيحة للإله مولك (إر 7: 32؛ 19: 4- 6؛ 32: 34- 35؛ 2 مل 16: 3؛ 21: 6؛ 23: 10؛ رج 2 أخ 28: 3؛ 33: 6). بعد هذا صار الموضع مكاناً تحرق فيه النفايات، أو الفخّار (إر 18: 1- 4؛ 19: 2، 10، 13؛ نح 2: 13). وبما أن النار ارتبطت باكراً بالشيول ومثوى الموتى (تث 32: 22: غضبي يشتعل كالنار، ويحرق حتّى الجحيم الأسفل، كما في السبعينية)، حُسبت عنصر عقاب (أش 32: 10). في القرن الأول ق. م برز في العالم اليهودي اعتقاد بوجود بحيرة أو هوة من النار يتعذّب فيها في الآخرة اليهود الأشرار والظالمون والجاحدون (يه 16: 4؛ أخنوح 10: 13؛ 18: 11- 6؛ 27: 1- 3؛ رد رؤ 9: 1- 2، 11؛ 19: 20؛ 20: 1- 3، 10، 14- 15؛ 21: 8: الآن يرمى فيها الشيطان والأشرار، ووحش البر، ووحش البحر والموت نفسه). وجد اسم "جاهانا" في عزرا الثاني (نعرفه فقط في اللاتينية والسريانية والقبطية والحبشية. يعود إلى سنة 100 ق. م. تأثر المترجمون المسيحيون بالعهد الجديد).
في زمن يسوع صارت جهنّم موضع العذاب للخطأة بعد الدينونة أو أقلّه بعد الموت.
"خمسة عصافير" (آ 6). الدوري أو عصفور آخر صغير جداً. وسعره زهيد يأكله الفقراء. يباع الدوري بفلسين أو غرشين أي واحد على ستين من الدينار. ومع ذلك فهو لا يُنسى أمام الله. هو في قلب الله (أش 49: 10؛ رج أع 10: 31).
"شعر رؤوسكم جمعيه محصى". هي المعرفة الإلهية التامة مع أن عدد الشعرات كبير جداً. مع أن كل شعرة هي صغيرة ولا تشكل شيئاً ذا أهمية. إذا كان شعركم محصى، في يد الله، فما يكون شخصكم؟ أنتم أفضل من عصافير كثيرة. لسنا على مستوى الكمية، بل على مستوى النوعية.
3- من يعترف بي (12: 8- 9)
"الناس... ابن الإنسان.. الملائكة". هناك تلاعب على الكلمات... من جاهر بي، من اعترف بي، من شهد لي... ملائكة الله هم أعضاء البلاط السماوي في الدينونية الأخيرة (2: 13؛ 15: 10؛ أع 10: 3؛ يو 1: 51؛ غل 4: 14؛ عب 1: 6؛ ق مز 97: 6 حسب السبعينية). إن كثرة المراجع تدلّ على قدم العبارة (في المعين) التي بدلّها مت 10: 32 فقال: "أعترف أنا أيضاً به قدّام ابي الذي السماوات". أيكون لوقا تجنّب الحديث عن "حضور الله" فقالت ملائكة الله؟ ولكنه استعمل هذه العبارة في 1: 19؛ 12: 6؛ 16: 15؛ أع 10: 4.
"ومن ينكرني" (آ 9). هذا لا يتطلّب إطاراً قضائياً أو محاكمة. نحن أمام اعتراف أو إنكار. رج ما قاله يسوع لبطرس: "لا يصيح الديك اليوم حتى تنكرني ثلاث مرات" (22: 34، 57، 61) (رج أع 3: 12- 15؛ 7: 35).

4- الروح القدس (آ 15- 12)
"كل من". هذه عبارة عزيزة على قلب لوقا. رج 2: 20، 3: 19؛ 12: 8، 48،؛ 19: 37؛ 24: 25؛ أع 2: 21؛ 13: 39؛ 26: 2.
"من قال كلمة على ابن البشر". من تفوّه بكلمة ضده (قال مت 12: 32: من تكلّم عن ابن البشر. المعنى هو هو). هناك معارضة لابن الإنسان على الأرض. رج لو 22: 65؛ 23: 39. كان لقب ابن الإنسان (رج 5: 24) في المعين، ولكن هل كان في القول الأصيل؟ ربّما.
"من يجدّف على الروح القدس". استعمل لوقا حرف الجر مع فعل جدّف كما فعل مر 3: 29 (هذا يعني أنه تبعه). إن التجديف على الروح القدس لا ينحصر في استعمال كلمات مهينة، بل يتضّمن أيضاً كل نشاط يتعارض وعمل الروح. هناك نصوص تتحدّث عن "إصبع الله" (11: 20) فتدّل على تدخله الخلاصي في النشاط البشري. فإن رفضنا هذا التدخل، نكون وكأننا رفضنا الله (وأسأنا استعماله نعمته). هناك أساس لهذا القول في العهد القديم يتعلّق بخلفاء موسى الذين شاركوا في روح الله. رج عد 11: 17؛ 27: 18؛ تث 34: 9؛ أش 63: 7- 14؛ مز 106: 32- 33. أما عن التجديف: رج لا 24: 11- 23؛ عد 15: 30- 31.
لا يغفر له". أي: لا يغفر الله له. فالخلاص في شكل غفران للخطايا لن يُعطى لهؤلاء المجدّفين.
"قادوهم إلى المجامع". رج أع 22: 19؛ 26: 11؛ 2 كور 11: 24 (تلميح إلى تث 25: 2- 3؛ رج مر 3: 10). "أمام الحكام والسلطات". هذا ما يدلّ على حكام العالم الوثني (في 21: 12: الملوك والولاة). وتدل المجامع على العالم اليهودي (رج تي 3: 1).
"لا تهتموا". لا تقلقوا: ماذا تقولون في الدفاع عن أنفسكم؟ في البازي نجد: كيف تدافعون عن أنفسكم. في مت 10: 19 نقرأ: كيف وما تدافعون به عن أنفسكم؟
"يعلّمكم". الروح القدس هو المعلّم. رج يو 14: 26: الروح القدس يعلّمكم كل شيء. رج 1 كور 2: 13: بالروح نعرف ما أنعم به الله علينا من نعم.

ج- تفسير النصّ
وتابع لوقا خبر السفر إلى أورشليم مع أقوال أخرى ليسوع وجّهها أولاً إلى التلاميذ، وإن كان هناك حشد من الناس. أول قول هو تفسير منعزل لخمير الفريسيين (12: 1). وهو ينقلنا من نهاية ف 11: الويل للفريسيين الويل لعلماء الشريعة.
نُسب القول الأول إلى المعين، وإن حُفظ شكله في مر 8: 15 (إحذروا خمير الفريسيين؛ رج مت 16: 6، 12) مع العلم أن هناك خمس كلمات مشتركة (في اليونانية) بين لوقا ومرقس (من خمير الفريسيين). فالتقليدان المرقسي واللوقاوي قد عادا إلى كلام يسوع نفسه حول خمير الفريسيين، واختلفا في التعبير عنه. تفرّد لوقا فتحدّث عن "الرياء"، مع أنه لا يسمي الفريسيين "مرائين" كما يفعل متّى. لا يقول مرقس شيئاً عن الخمير. عند مت 16: 12 هو "تعليم" الفريسيين والصادوقيين. بما أن هذه اللفظة (الرياء) هي يونانية ولا يقابلها شيء في العبرية والأرامية، هذا يعني أن لوقا وضعها لكي يشرح "الخمير" في التقليد الإنجيلي.
هذا قول تهديد يوجّهه يسوع دون أن يتحدّث عن عقاب. أجل، إن يسوع يحذّر تلاميذه مما يميّز حياة بعض معاصريه. وهو يشبّه الرياء بالخمير الذي هو عنصر لصنع الخبز. فقد يكون في ذاته صالحاً، كما يستطيع أن يعمل عمل الفساد فيؤثّر في الخبز كله. نحن هنا أمام موقف كاذب في التقوى. وهذا ما يفسّر السبب الذي جعل يسوع يسمّي الفريسيين "القبور المخفيّة" (11: 44). لا يبدون في الخارج كما هم في الحقيقية. فيجب أن لا تنتقل عدواهم إلى التلاميذ الذين يعيشون الصدق في المعاملة والإنفتاح على الآخرين.
وحُفظت أقوال يسوع في آ 2- 9. تنبع هذه الكلمات التي تدلّ على التشجيع أو التحذير من أطر متنوّعة في رسالة يسوع. إنها وحدة مثالية حتى في قرائنها الحاضرة. إعتبر بعض الشرّاح آ 2- 3 كنهاية تحريض ليسوع ضدّ الفريسيين، وربطهما مع 11: 52 (أنتم لم تدخلوا.. لا خفيّ إلا سيظهر). ولكن لوقا خلق بنفسه هذا الإطار، فكيف نبدّله.
أخذ لوقا هذه الأقوال من المعين. ونحن نجد ما يوازيها في الترتيب عينه في كما 10: 26- 33، حيث تكوّن جزءاً من "خطبة الرسالة" التي وجّهت إلى الرسل الاثني عشر. أما لوقا فأعطاها هنا موقعاً مختلفاً. فالقول الأول (آ 2) يكرّر 8: 17 الذي يتفرعّ من مر 4: 22. زاد عليه متّى مقدمة (10: 26 أ) تربطه بقرائنه. وحفظ القول الثاني (آ 3) في شكل قديم جداً (مع المضارع المجهول) عند لوقا ومتّى. غير أن لوقا زاد "وراء الأبواب المغلقة، أو في المخادع". هذا ما أضاع التوازي بين الآذان والسطوة (غاب في مت 10: 27).
وإن وردت آ 2- 3 في المعين، فهي لا تبدو أصيلة. في 12: 4 أ كتبَ مقدّمة كما فعل في آ 5 أج (أقول لكم، رج 7: 26؛ 11: 51). حُفظ ما تبقى من هذه الآيات في شكل أصيل في متّى. بيد أنه من الصعب أن نقول إن كان 10: 29 (عصفوران بفلس)، هو الأصيل أو لو 12: 6 أ (خمسة عصافير بفلسين). قد يكون لوقا تأثّر ب 9: 13. مهما يكن من أمر، فالمعنى هو هو.
دوّن لوقا آ 6 ب (انوبيون، أمام). ثم إن آ 7 هي أقدم مما في مت 10: 30. ويتساءل المرء: أما تكون 21: 18 تكراراً للآية 7؛ في آ 8، أحلّ لوقا لقب "ابن الإنسان" محل ضمير المتكلّم "أنا" كما في مت 10: 32 (هو أقدم). في آ 8- 9، "ملائكة السماء" أقدم مما في مت 10: 32- 33 (رج مت 10: 29) عن "الآب". وتكرّر آ 9 ما في 9: 26 الذي يتفرّع من مر 8: 38. نجد في كلا الشكلين "ابن الإنسان" الذي أثر على تدوين 12: 8.
إحتفظت آ 2- 3 بقول حكمي من يسوع يدلّ عليه التوازي. وهو يبدو بشكل تهديد. ونضع آ 4- 5 في الاقوال النبوية المهدّدة. أما آ 6- 7 فهما آيتان تحريضيتان. وآ 8- 9 تهدّدان فتعدان بالخلاص أو تحذّران من الهلاك.
ما هو معنى قول يسوع في آ 2- 3؟ لا يمكن أن يبقى قلب الإنسان مغطّى ومخفياً إلى الأبد. فسيأتي يوم يُكشف فيه. حتى الأقوال السرية سوف تُسمع. وتتعلّق 8: 17 بظهور كلمة الله: سيعلن التلاميذ ما سمعوه في السرّ (رج مت 10: 26- 27). ولكن القول هنا يتعلّق بداخل الإنسان. ما قيل أو فُعل في السرّ لا يخفى على الله وهو سيأتي إلى النور في النهاية. تبدو هذه الكلمات كتفسير 11: 44 (الفريسيون هم كالقبور المستورة). ولكنها في السياق اللوقاوي تبدو تفسيراً "للرياء" (12: 1).
في آ 4- 5 يقدّم يسوع نصائح لتلاميذه الذين يسمّيهم "أحبّاءه": أن لا يخافوا في سلوكهم، أن يعترفوا به في الإضطهادات. هنا يمزج التشجيع والتحذير. الخوف ممنوع في الإضطهاد، بل في الاستشهاد. خسارة حياة "الجسد" قد تسبّب الخوف. ولكنها ليست بشيء إن نحن قابلناها بخسارة الله نفسه الذي له سلطان أن يلقي الإنسان في جهنم. يجب على التلاميذ أن لا يخافوا خسارة حياة (بفعل البشر). بل أن يخافوا نتائج الجحود. إن موت الشهيد يجد الجزاء عند الله الذي يتعرّف إلى ذاك الذي اعترف به.
تحاول آ 6- 7 أن تمزج التشجيع السابق مع تفكير في عناية الله بتلاميذ يسوع. هم لن يوفّروا في الإضطهاد والاستشهاد، ولكن عليهم أن لا يخافوا في تلك الظروف. وهنا يأتي البرهان من الأقل إلى الأكثر: إذا كانت عناية الله لا تنسى العصافير التي نشتري الخمسة منها بفلسين. وإذا كان شعر رؤوسنا محصى. فكم تظهر عناية الله بتلاميذ يسوع وأحبائه. إذا كان اهتمام الله يصل إلى هذه الأشياء الصغيرة، أما يهتم بتلاميذ ذاك الذي جاء من السماء. لا نخف من الإضطهاد والاستشهاد. فأسماء التلاميذ مكتوبة منذ الآن في السماء (10: 20).
وزادت آ 8- 9 قولين لابن الإنسان تشدّدان على اعتراف التلاميذ بيسوع أمام البشر. فمن يجاهر بتعلّقه بيسوع، يكون له لا ابن الإنسان فقط، بل يسوع بكل ما هو (المسيح، حامل الروح). ويوعد بالجزاء الاسكاتولوجي. يعترف به يسوع كابن الإنسان حين يمارس الدينونة في البلاط السماوي (رج 9: 26 الذي يحدّد الوقت؟ رج 22: 69؛ أع 17: 31). أما التلاميذ الذين ينكرونه فسيجدونه هناك ليعاملهم بالمثل. وهكذا جاء الوعد والتحذير. وهكذا بدا البعد الإسكاتولوجي للحاضر.
وزيد قول آخر (آ 10- 12) في خبر مسيرة يسوع إلى أورشليم. بدأ يسوع قوله، فانتقل من ابن الإنسان إلى الروح القدس. تحدّثت آ 8 عن يسوع كابن الإنسان في المجد أو الدينونة. أما آ 10 فتكلّمت عنه في وضعه المائت. هناك بعض التوازي بين آ 10 أ وآ 8، بين آ 10 ب وآ 9. غير أن مجموعة هذه الأقوال هي لوقاوية. لم تكن هكذا في المعين. وهذا ما يدلّ عليه موقعها في متّى.
إن آ 10 تجد ما يقابلها في مت 12: 32 حيث زاد الإنجيلي هذا القول من المعين على قول التجديف الذي جاء من مر 3: 28 (بدل 3: 29). وهكذا جعله جزءاً من الجدل حول بعل زبول (أخذ السياق من مرقس). وذكر ابن الإنسان مشترك في المعين بين متّى ولوقا، حيث القول في مر 3: 28 يتحدّث عن خطايا التجديف التي ستُغفر "لأبناء البشر". وهذا يصبح في نصّ متّى فقط "البشر" (بدون أبناء). ليس من السهل أن نقول إن كان مرقس هو الأصل أم المعين. ولكن شيئاً منه ينسب بلا شكّ إلى يسوع في المرحلة الأولى.
لوقا هو مسؤول عن المقدمة "وأما من"، وعن إيجاز القول، أي إلغاء ما يدلّ على العالم اليهودي (سواء في هذا العالم أم في الآتي) (لا ننسَ أن لوقا يتوجّه إلى الوثنيين). وتأثر لوقا أيضاً في تدوينه بالقول الذي حفظ في مر 3: 28- 29 الذي استعمل فعل "بلاسفامارين" (جدّف، شتم). فهو في الإطار المرقسي جزء من الجدال حول بعل زبول، وقد ألغاه لوقا كما اوجز خبره في 8: 4 بعد ندائه القصير. ونجد شكلاً آخر من هذا القول في إنجيل توما رقم 44: "من يجدّف على الآب يغفر له. من يجدّف على الابن يغفر له. ولكن من يجدّف على الروح القدس لا يغفر له، لا على الأرض ولا في السماء". هذا الشكل متأخّر وهو يرتبط بالإيمان بالثالوث، وقد حوّل العبارة اليهودية (هذا العالم والعالم الآتي) إلى شكل يرتبط بنصّ مت 28: 18 (رج لو 12: 56؛ كو 1: 20). وينقص الشكل اللوقاوي للخبر تفسيرُ "الخطيئة التي لا تغفر" التي نجدها في مر 3: 29 (ألغاها متّى من أجل قول المعين الذي زاده).
والقول الثاني (آ 11- 12) عن المائدة التي ينتظرها تلاميذ المسيح من الروح القدس، يجد ما يقابله في مت 10: 19- 20، حيث يشكّل جزءاً من خطبة الرسالة إلى "الاثني عشر رسولاً". قدّم لوقا للقوك بالعودة إلى المجامع والحكام والسلطات (لا نجد هذا في متّى). وحوّل التدوين، فجعل الإضطهاد يأتي من اليهود كما من الوثنيين (21: 12). ومن جهة ثانية كان "الروح القدس" التعبير الأصيل للمعين الذي صار في مت 10: 20 "روح أبيكم" (وهكذا كيّف القول عائداً إلى الآب في 10: 29، 32، 33). ونجد "الروح القدس" أيضاً في شكل آخر في مر 13: 11 الذي استقى منه لو 21: 14- 15. ولكن لوقا ألغى في ف 21 "الروح" وصار يسوع نفسه سند التلاميذ الذين سيدافع عنهم وعن رسالتهم.
رتب بولتمان قول آ 10 بين اقوال يسوع حول الشريعة (تتعلّق بالتقوى اليهودية بالنسبة إلى الشريعة). واعتبر أن الشكل المرقسي هو الأصيل، ولكنه أقر أن هناك شرّاحاً آخرين يعتبرون أن المعين (في آ 10) هو الأصيل. ولكن بسبب ترتيب لوقا لهذا القول (آ 10) في إطار تحريض للتلاميذ في نشاطهم الرسولي، إتخذ أيضاً وجه التحريض حول شهادة لا خوف فيها بوجه الإضطهاد. إذن نحن أمام أكثر من قول شرائعي. وحملت آ 11- 12 التعزية والتهديد. لم تأتِ في إطار إرشاد، بل في إطار تعزية وتشديد.
ليس من السهل أن نحدّد معنى آ 10. يبدو أن آ 10 أ تعارض للوهلة الأولى آ 9. وهذا الشعور يأتي من الطابع المنعزل الذي يميّز هذه الأقوال التي ضمّت الآن إلى السياق اللوقاوي. وقال كلوشمرمان إن آ 10 تكون أفضل إن جاءت بعد آ 11- 12. فحيث تتوجّه آ 8- 9 بوضوح إلى التلاميذ (المسيحيون الذي يتبعون يسوع) تبدو لفظة "ومن" كأنها تتضمّن سامعين عديدين. بالإضافة إلى ذلك، التعارض بين الكلام ضد ابن الإنسان والروح القدس يقابل الأقل بالأكثر. ما يقال أو يُعمل ضدّ يسوع كابن الإنسان يعود إلى رسالته على الأرض. إنهُ يرذل في حالته المائتة بيد شعبه (في السياق المرقسي اتخذ شكل نسبة طرد الشياطين إلى بعل زبول. هذا هو التجديف، 3: 22. وكذلك في السياق المتّاوي، 12: 32؛ رج 12: 27-29). لا صعوبة لشرح التجديف على ابن الإنسان، فالمسألة الحقيقية هي طبيعة الخطيئة ضد الروح القدس التي لا تغفر.
ما هي الخطيئة التي لا تُغفر؟ اعطيت الشروح العديدة. الأول: فسّر في مر 3: 29- 30 كاتّهام ليسوع بأن فيه روحاً نجساً. إنه يطرد الشياطين، لا لأنه يتأثر بالروح القدس، بل لأن فيه شيطاناً. وهكذا نكون أمام خطيئة تدوم إلى الأبد. (سقط هذا الشرح في مت 12: 32، وأحلّ الإنجيلي مكانه قولاً أخذه من المعين). الثاني: فهم الآباء القول ضد ابن الإنسان على أنه يُغفر لأنه يأتي من غير المؤمنين. أما التجديف ضدّ الروح القدس فهو جحود يصدر عن تلاميذ المسيح، وهذه خطيئة لا تُغفر. الثالث (يختلف قليلاً عن الثاني): يعتبر الخطيئة ضد ابن الإنسان كرفض له من قبل معاصريه خلال رسالته في فلسطين. ولكنهم بعد القيامة وفيض الروح وكرازة التلاميذ سيستفيدون من الظروف فيرتدون ويتعمدون باسم يسوع المسيح (أع 2: 38). ولكنّهم يقترفون الخطيئة التي لا تغفر إن هم ظلوا على رفضهم (أع 13: 45؛ 18: 6؛ 26: 11). الرابع: يربط آ 10 رباطاً وثيقاً مع آ 11- 12 فيفهمها كرفض للشهادة التي يجعلها الروح القدس في فم التلاميذ. الخامس: الخطيئة التي لا تغفر، ليست فقط رفضاً للإنجيل أو الكرازة المسيحية، بل التمادي في معارضة تامة ودائمة لتأثير الروح القدس الذي ينعش هذه الكرازة. ما دام هذا الرفض للروح حاضراً، لا يمنح غفران الله إلى الإنسان. نحن هنا أمام المعارضة لله نفسه.
نستغرب أن يكون الإنجيليون احتفظوا بهذا القول عن غفران (أو: لا غفران) الخطايا. لكن للوقا أسبابه. هناك نكران بطرس للمسيح (22: 34، 57، 61). وهناك شهادته (أع 3: 12- 15) وشهادة أسطفانس (7: 35، 51-52). ولا ننسَ عب 6: 4- 6؛ 1 يو 5: 16. ثم إنه من الأهمية بمكان أن لا نقرأ في التقليد الإنجيلي حوله هذا القول، اسئلة طرحها المسيحيون فيما بعد. أما يستطيعون أن يتوبوا وينالوا الغفران؟ فالإنسان الذي يعاند في التجديد، هو الذي يعاند في معارضة لله نفسه.
في آ 11- 12، وعد يسوع بأن الروح يعين التلاميذ المضطهدين حين يمثلودن أمام السلطات، سواء كانت يهودية أم وثنية، يعينهم في نشاطهم الرسولي. لم يعط يسوع الروح خلال رسالته على الأرض، ولكن وعد به، وقد صوّره إنجيل لوقا كينبوع قدرة يسوع نفسه (3: 22؛ 4: 1، 14، 18؛ 10: 21). وسيكون ينبوع قوة وفصاحة في التلاميذ حين يُدعون للدفاع عن نفوسهم في رسالتهم. فالذي هو حامل الروح (11: 13؛ رج أع 2: 33) سيعطيه بشكل خاص. في أع 4: 8 "إمتلأ بطرس بالروح القدس" فأدّى جواباً إلى "الرؤساء والشيوخ والكتبة" الذين اجتمعوا في أورشليم مع "حنان وقيافا ويوحنا والاسكندر" (عظيم الكهنة). رج أع 4: 25- 31؛ 5: 29- 32؛ 6: 9- 10؛ 7: 51- 56. لم تكن لهم مساعدة بشرية. بل أعطيت لهم القوة والفصاحة بفعل الروح القدس.
إن آ 10- 12 توضح مسؤولية التلاميذ. يكونون شهوداً لكلمة يسوع. ولكن لا ينسون أنهم قد يقاومون هم أيضاً الروح القدس

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM