نحن رسل المسيح القائم من الموت

الأحد السادس بعد العنصرة (2 كو 3: 1-6؛ مت 10: 1-7)

 

1ودعا تلاميذَه الاثني عشر، ووهبَ لهم سلطانًا على الأرواحِ النجسةِ ليُخرجوها، ولشفاءِ كلِّ وجعٍ ومرض. 2وهذه الأسماءُ هي خاصَّةٌ بالاثني عشَرَ رسولاً. أوَّلُهم سمعانُ المدعوُّ كيفا (صخرًا)، وأندراوسُ أخوه. ويعقوبُ بنُ زبدى ويوحنّا أخوه. 3وفيلبُّسُ وابنُ تولماي وتوما ومتّى الجابي. ويعقوبُ بن حلفى ولابي الذي كُنِّيَ تاداي. 4وسمعانُ القانويُّ ويهوذا الإسخريوطيُّ ذاك الذي أسلمَه. 5وأرسلَ يسوعُ هؤلاءِ الاثني عشر وأمرَهم فقال: “في طريقِ الوثنيّينَ لا تذهبون، ومدينةَ السامريّين لا تَدخلون. 6بل، اذهَبوا بالأحرى نحوَ الخرافِ التي ضلَّتْ من بيتِ إسرائيل. 7وفيما أنتم ذاهبون، اكرِزوا وقولوا: قرُبَ ملكوتُ السماء.

*  *  *

هو اختيار صعب لمعلّم يريد تلاميذ. فليس من السهل أن يختار معلّم أشخاصًا ليكونوا تلاميذ له. ويدعوهم باسمهم ويعطيهم سلطانًا على الأرواح النجسة ليطردوها، وعلى الأوجاع والأمراض ليشفوا الناس منها. دعا يسوع تلاميذه بأسمائهم، اختارهم ليكونوا شهودًا لأعماله، شهودًا لأقواله، شهودًا لقيامته.

1. الاختيار:

قال يسوع لتلاميذه: "لستم أنتم الّذين اخترتموني بل أنا الّذي اختاركم وأقامكم لتثمروا وتدوم ثماركم". الاختيار هو نعمة مجّانيّة من الله. يختار الله من يشاء، يفرزه من الجماعة لأجل دعوة معيّنة ومهمّة خاصّة. دعا صموئيل وهو في بطن أمّه ليكون نبيّه. دعا داود من وراء الغنم ليجعله ملكًا على شعبه بني إسرائيل...

دعا يسوع تلاميذه، اختارهم من بين كثيرين، وأقامهم شهودًا له في حياته وبعد عودته إلى الآب، ليعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين.

2.الاثنا عشر:

ونلقى نظرة على أولئك الرسل الّذين اختارهم يسوع شهودًا له. منهم بطرس رأس الكنيسة الّذي خاف من جارية. ومنهم يعقوب وأخوه يوحنّا الّلذان أرادا إحراق إحدى المدن السامريّة لأنّها لم تؤمن بكلامه. ومتّى الّذي كان عشّارًا ويهوذا الإسخريوطيّ الّذي أسلمه. معظمهم صيّادو سمك بسطاء لا بل جهلة. وجميعهم في المحنة، ساعة القبض على يسوع، تفرّقوا ولم يبقَ منهم سوى التلميذ الحبيب. اختار يسوع ضعاف العالم ليخزي الأقوياء واختار جهّال العالم ليخزي الأغنياء. هؤلاء هم الرسل الاثنا عشر. هؤلاء من سيتّكل عليهم يسوع في نقل البشارة. هؤلاء الجهّال والضعفاء الّذين تركوا معلّمهم وقت الشدّة وعاشوا الخوف والهرب والاختباء في أثناء آلام معلّمهم وموته، استطاعوا أن يجوبوا العالم مبشّرين به بعدما حلّ الروح القدس عليهم وخلقهم من جديد.

3. ونحن:

هل توقّف المسيح عن اختيار تلاميذ له؟ كلا. فكلّ مؤمن به هو مختار من الله ليكون ابن محبّته. لا ينظر الربّ إلى ضعفنا وعاهاتنا، لا ينظر إلى جهلنا وضعفنا، لا ينظر المعلّم إلى خطيئتنا وذلّنا، ينظر الربّ إلى قلبنا ويدعونا قائلاً: "لا تخف، دعوتك باسمك لتكون لي، لتنطلق إلى الخراف الضالّة وتنادي: توبوا، لقد اقترب ملكوت السماء".

دعانا المسيح، كلّ واحد منّا باسمه، لنكون حاملي رسالته الخلاصيّة إلى العالم كلّه. نحن الذّين اختبرناه بتناولنا إيّاه في القربان المقدّس، نحن الّذين التقينا به في الغريب والفقير والمريض والسجين، يدعونا لا لننغلق على أنفسنا، بل لننطلق إلى الآخرين ندعوهم إلى التوبة لأنّ ملكوت السماء قد اقترب. مهما أهملنا دورنا، فالمسيح ينتظرنا لننطلق إلى الأمام لننطلق من جديد في درب الرسالة.

اختارنا المسيح لنكون كبطرس ومتّى ويوحنّا و... وليس كيهوذا الّذي خانه. بتقاعصنا عن تأدية واجبنا نخون المسيح ونسلمه إلى الموت من جديد. وبانغماسنا في الرسالة ننزله عن الصليب ونضمّد جراحه الثخينة ونعيد إليه الحياة الّتي يعطينا إيّاها حياة أبديّة.

يا ربّنا يسوع، يا من اخترت رسلاً حقيقيّين ينقلون البشارة السّارة، اجعلنا نكون أمناء في دعوتنا الّتي دعوتنا إليها يوم معموديّتنا فلا نخذلك كيهوذا الإسخريوطيّ بل ننطلق في التبشير بك على مثال بقيّة الرسل. لك المجد والشكر إلى الأبد. آمين


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM