في العطاء تنمو الجماعة

 

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول إلى أهل رومة (15: 25-32)

أمّا الآنَ فأنا ذاهبٌ إلى أورشليم لأخدمَ القدّيسين. لأنَّ هؤلاءِ الذين في مكدونية وفي آخائية أرادوا أن تكونَ لهم شراكةٌ مع الفقراء القدّيسين الذين هم في أورشليم. أرادوا لأنَّهم مديونون لهم. فإذا الشعوبُ اشتركوا معهم في ما هو للروح، يخدمونهم أيضًا في ما هو للبشريّ. إذًا، متى أكملتُ هذه، وختمتُ لهم هذا الثمر، أعبرُ عليكم إلى إسبانيا. فأنا عارفُ أنّي متى آتي إليكم آتي بملء بركاتِ إنجيلِ المسيح. وأنا طالبٌ منكم يا إخوتي، بربِّنا يسوعَ المسيح وبمحبَّة الروح، أن تعملوا معي في الصلاةِ لأجلي، لدى الله. لكي أُنجّى من هؤلاء اللاطائعين الذين في اليهوديَّة، وتُقبَلَ حسنًا الخدمةُ التي أنا موصلٌ إلى القدّيسين الذين هم في أورشليم. فآتي إليكم بفرح، بمشيئة الله، وأستريحُ معكم.


 

مشروع بولس كبير وهو يحمل الخطر. كبير لأنَّه يدفع كنائس اليونان، مثل مكدونية حيث فيلبّي وتسالونيكي، وأخائية حيث كورنتوس وأثينة. يدفع المؤمنين لكي يقدِّموا المساعدة المادِّيَّة لإخوتهم في أورشليم الذين يعرفون صعوبات مادِّيَّة كبيرة. فالكنيسة جسم واحد. تجمع الشعوب والأمم في جسد المسيح الواحد. "الأعضاء تهتمُّ كلُّها بعضها ببعض". إذا تألَّم عضو تألَّمتْ معه جميع الأعضاء. وإذا أُكرم عضو فرحت معه سائر الأعضاء".

هكذا دفع بولس الرعايا الغنيَّة لكي تهتمَّ بالرعايا الفقيرة. والأبرشيَّة الغنيَّة لكي تساعد الأبرشيَّة التي لا إمكانيّات لها. وإلاَّ كيف نكون جسدًا واحدًا؟ وكيف الغنى الذي وهبنا المسيح لا يسري في الأعضاء مثل الماويَّة في الشجرة. والحياةُ أخْذٌ وعطاء. كنيسة أورشليم شاركت كنائس اليونان في "الخيرات الروحيَّة". وها هي كنائس اليونان تشركها في "الخيرات المادِّيَّة". تلك حالة تعيشها اليوم الكنيسة جمعاء. بل الدول نفسها، حيث الأغنياء يسندون الفقراء. ففي العطاء فقط تنمو الجماعة، تنمو الدول ولاسيَّما إذا كان من واجب عليها مع الذين تعايشوا في السرّاء والضرّاء.

ونحن ما هي مشاركتنا المادّيَّة، أفرادًا ورعيَّة وجمعيَّة وأخويَّة؟

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM