اعملوا كلَّ شيء للربّ

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول إلى أهل كولوسِّي (3: 23-4: 7)

وكلُّ ما أنتم صانعونَ اصنعوه من كلِّ نفوسِكم كما لربِّنا، لا كما للناس. واعرفوا أنَّكم من ربِّنا متقبِّلون الجزاء في الميراث، لأنَّكم للربِّ المسيحِ عاملون. أمّا الظالمُ فهو مجازى بحسبِ الشيء الذي ظلم، وليس من أخذٍ بالوجوه.

أيُّها الأسياد، اعملوا بالمساواةَ والعدلَ تجاهَ عبيدِكم وكونوا عارفينَ أنَّ لكم أنتم أيضًا سيِّدًا في السماء. واظبوا على الصلاة وكونوا أنتم يقظين فيها، وشاكرين، ومصلِّين أيضًا علينا بحيثُ يفتحُ اللهُ لنا بابَ الكلامِ لكي نتكلَّمَ بسرِّ المسيحِ الذي أنا أسيرٌ من أجلِه. بحيثُ أعلنُه وأتكلَّمُ به كما هو لائقٌ بي. وبحكمةٍ اسلكوا تجاهَ الذينَ في الخارجِ واشتروا فرحتَكم. وكلامُكم يكونُ في كلِّ وقتٍ بالنعمةِ كأنَّه بالملحِ مُصلَح، وكونوا عارفين، إنسانًا إنسانًا، كيف هو لائقٌ بكم أن تردُّوا الجواب. أمّا الشيءَ الذي لديَّ فيعرِّفُكم به طوخيقُس الأخُ الحبيبُ والخادمُ الأمينُ ورفيقُنا في الربّ.

 


 

كتب بولس إلى كنيسة كولوسّي التي هي قريبة من أفسس. هو ما بشَّرها، بل أحد تلاميذه الذين سمعوه في أفسس واسمه طوخيقس. دعاه الرسول: معاوني الأمين ورفيقي في الربّ.

كادوا يضيِّعون موقع المسيح في الكون. اتَّخذ جسدًا وصار إنسانًا، إذًا هو من الأرض، ولا تأثير للخلاص الذي حمل، على السماء. بل يقول الرسول: ما في السماء وما على الأرض، كلُّهم به وله. كان قبل كلِّ شيء. وفيه يتكوَّن كلُّ شيء. أجل، لا وسيط بين الخلائق، والخلائق كلِّها، وبين الله، سوى يسوع المسيح الخالق مع الله الآب، والمولود في جسده مع البشر.

إلى هؤلاء المسيحيّين الجدد، أعطى الرسول تعليمات ووصايا اجتماعيَّة. والمبدأ: ما تعملونه اعملوه كأنَّه للربّ لا للناس. نصلّي لله لا للناس وإلاَّ نأخذ أجرنا. نعطي صدقة ولا ننفخ أمامنا بالبوق. نصوم فلا نخبر الجميع ونعلن أنَّنا صائمون، فنشبه ذاك الفرّيسيّ. أخدم مريضًا. لا أتأفَّف. كما أخدم الربّ الذي قال: "كلُّ ما تفعلونه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فمعي تفعلونه"؟

والحكمة واجبة بشكل خاصّ مع الذين لم يدخلوا الكنيسة بعد، مع الذين لا يؤمنون إيماننا. واللطف ضروريّ لا العنف. والملح يعطي الطعام نكهته. فكيف نحادث الآخرين بعد أن سنحت لنا الفرصة لكي نوصل إليهم كلمة البشارة؟

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM