جسد المسيح هو الهيكل

قراءة من رؤيا القدّيس يوحنّا (21: 22-22: 5)

 

22وهيكلاً ما رأيتُ فيها لأنَّ الربَّ الإلهَ الضابطَ الكلَّ هو هيكلُها والحمل. 23والمدينةُ لا محتاجةٌ الشمس ولا القمر ليضيئا لها، لأنَّ مجدَ الله أنارَها، وسراجُها هو الحمل. 24والشعوبُ سالكونَ في نورِها، وملوكُ الأرضِ آتونَ إليها بالمجد. 25وأبوابُها لا تُغلَق في اليوم، فليلٌ لا يكونُ هناك. 26ويأتونَ إليها بمجدِ الشعوبِ ووقارِهم. 27ولا يكونُ هناك كلُّ نجسٍ وفاعلِ الدنسِ والدجل، لكن فقط أولئك المكتوبون في كتابِ الحمل.

5   1وأراني نهرَ ماءِ الحياةِ نقيًّا، منيرًا أيضًا مثلَ البلَّور، وخارجًا من عرشِ اللهِ والحمل. 2وفي وسطِ أسواقِها هنا وهنا على النهرِ شجرةُ الحياةِ الصانعةُ ثمارًا اثنتي عشرةَ مرَّة، وفي كلِّ شهرٍ هي واهبةٌ ثمارَها، وأوراقُها لشفاء الشعوب. 3وكلُّ حرمٍ لا يكونُ هناك، وعرش الله والحمل فيها يكون، وعباده يخدمونه. 4وينظرون وجهَه، واسمُه بين عيونِهم يكون. 5وليلٌ لا يكونُ هناك وهم لا يحتاجونَ النور، لا السراج ولا نورُ الشمس، لأنَّ الربَّ الإلهَ مُنيرُهم إلى أبدِ الآبدين.

*  *  *

ما انتهى الرائي من تصوير المدينة-أورشليم السماويَّة. احتاج الحجارة الكريمة فمضى يجمعها من العالم كلِّه، وهي "مربَّعة" الشكل، للدلالة على كمالها. وتتخيَّلون أساساتها: من حجر؟ كلاّ. من طين؟ كلاّ وألف كلاّ. اثنا عشر حجرًا كريمًا.

وما يدهش: لا وجود للهيكل. أين هو؟ دُمِّر مرَّة أولى سنة 587 ق.م. وأعيد بناؤه، وجُمِّل. ولكنَّه دُمِّر سنة 70ب.م. بيد الجنود الرومانيِّين. في أيِّ حال، لا حاجة إليه بعد اليوم. كان يرمز إلى حضور الله. ولكن بعد التجسُّد تركْنا الرمز وصرْنا في الحقيقة. فهيكل الله هو جسد المسيح الذي "يحلّ فيه ملء اللاهوت."

والنور الذي خُلق في بداية الكون؟ نستغني عنه. ونستغني عن الشمس والقمر. فالله ينيرها نهارًا وليلاً. ولهذا، هي لا تحتاج إلى أسوار تُقفل أبوابها في الليل خوفًا من العدوّ. فلا عدوّ بعد اليوم، والشرُّ مضى إلى غير رجعة، لأنَّ البحر، موضع الموت، لم يعد موجودًا. إلى مثل هذا الجمال نحن مدعوُّون.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM