سماء جديدة وأرض جديدة

قراءة من رؤيا القدِّيس يوحنّا (21: 1-12، 14)

 

1ونظرتُ سماءً جديدة وأرضًا جديدة. فالسماءُ الأولى والأرضُ الأولى ذهبتا، والبحرُ ليس (موجودًا) بعدُ. 2والمدينةُ المقدَّسةُ، أورشليمُ الجديدة رأيتُها نازلةً من السماء من عندِ الله، ومعَدَّةً كانت مثل عروسٍ مزيَّنةٍ لعريسِها. 3وسمعتُ صوتًا عظيمًا من السماء قائلاً: ها مسكنُ الله مع الناسِ. هو ساكنٌ معهم وهم شعبَه الخاصّ يكونون، وهو الله معهم ويكونُ لهم إلهًا. 4وهو يمسحُ كلَّ الدموعِ من عيونِهم، والموتُ لا يكُونُ بعدَ ذلك، ولا حزنٌ ولا صراخٌ ولا وجعٌ يكونُ بعدُ على وجهِهم. 5فذهبت. فقال لي الجالسُ على العرش: ها أنا صانعٌ الكلَّ جديدًا. قال لي: اكتبْ: هذه الأقوالُ صادقةٌ وحقيقيَّةٌ هي. 6وقالَ لي: صارت. أنا الألفُ وأنا التاء، البدايةُ والنهاية. 7والذي يطلبُ هو من يرثُ هذه، أكونُ له إلهًا ويكونُ لي ابنًا. 8أمّا الجبناءُ واللا مؤمنون والأثمةُ والأنجاسُ والقتلةُ والفجّارُ والزناةُ وعابدو الأوثانِ وكلُّ الدجّالين، فنصيبُهم في البحيرةِ المتَّقدةِ نارًا وكبريتًا حيثُ هو الموتُ الثاني. 9وأتى واحدٌ من الملائكةِ السبعة، الذين عليهم سبعُ كؤوسٍ ملأى بالضرباتِ السبعِ الأخيرة، وهو مُتكلِّمٌ معي ليقولَ: تعالَ فأريكَ العروسَ زوجةَ الحمل. 10واقتادني بالروحِ إلى جبلٍ عظيم وعالٍ وأراني المدينةَ المقدَّسةَ أورشليمَ النازلةَ من السماء من عندِ الله. 11وفيها مجدُ الله ونورُها، مثلَ شبهِ الحجرِ الكريمِ، مثل اليشب، مثلَ شبه البلُّور. 12ووُجدَ لها سور عالٍ ومرتفع، ووُجدَ لها اثنا عشرَ بابًا، وعلى الأبوابِ اثنا عشر ملاكًا، وأسماؤهم مكتوبة، أولئك الذين هم أسماء أسباطِ إسرائيلَ الاثني عشر. 14ووُجدَ لسورِ المدينةِ اثنا عشر أساسًا وعليها أسماءُ رسلِ الابنِ الاثني عشر.

*  *  *

كلُّ شيء تبدَّل. كان الصليب فإذا هو المجد. كان الموت فإذا هي القيامة. كان العار وأيُّ عار، فإذا هو الافتخار "بصليب ربِّنا" كما قال الرسول.

وأورشليم تبدَّلت. لم تعُد تلك المدينة المغلقة على ذاتها على امتيازاتها كأنَّها وحدها شعب الله. هي صارت جديدة. فكما العلّيَّة المقفلة تحطَّمت أبوابها والنوافذ، يوم العنصرة، بحيث انطلق الرسل، هكذا أورشليم، الأبواب من جهاتها الأربع (آ13)، لا أسوار لها، لأنَّ لا ليل فيها. أهذه هي اليوم القدس، أورشليم. هي أبعد ما يكون عن مخطَّط الله، الذي يريدها مدينة السلام والعدالة والفرح.

ومتى ينتهي العالم ويعود إلى العدم؟ ذاك ما يقول بعض المضلِّلين. فما خلقه الله حسنًا وحسنًا جدًّا، سوف يخلقه من جديد. السماء لا تزول بل تصبح جديدة. وكذلك الأرض التي يرتبط مجدها بمجد الإنسان الذي افتداه يسوع المسيح.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM