بابل الوثنيَّة

قراءة من رؤيا القدّيس يوحنَّا (18: 1-8)

 

1وبعدَ هذه نظرتُ ملاكًا آخرَ نزلَ من السماء، وله سلطانٌ عظيمٌ فاستنارتِ الأرضُ من مجدِه. 2وصرخَ بصوتٍ عظيم: سقطَتْ، سقطَتْ بابلُ العظيمةُ وصارتْ مسكنًا للشياطينِ ومأوى لكلِّ الأرواحِ اللا نقيَّةِ والبغيضة. 3لأنَّها من خمرِ زناها مزجَتْ لكلِّ الشعوب، وملوكُ الأرضِ معها زنوا وتجّارُ الأرضِ من قوَّةِ ترفِها اغتَنوا. 4وسمعتُ صوتًا آخرَ من السماءِ قائلاً: اخرجوا من داخلِها يا شعبي بحيثُ لا تشتركون بخطاياها ولا تأخذون من ضرباتِها.5لأنَّ الخطايا لصقَتْ بها حتّى السماء وتذكَّرَ الله آثامَها.6فجازوها أيضًا كما هي جازت، وضاعفوا لها مضاعفةً على أعمالِها، وفي الكأسِ التي مزجَتْ امزجوا لها مضاعفةً. 7على الشيء الذي به مجَّدَتْ نفسَها واستعلَتْ مثل هكذا عذاب ونواح يكون، لأنَّها قائلةٌ في قلبِها: جالسةٌ أنا ملكةً ولستُ أرملةً ونُواحًا لا أرى.8لأجلِ هذا في يومٍ واحدٍ تأتي عليها الضرباتُ، الموت والنواح والجوع، وبالنارِ تحترقُ لأنَّ الربَّ القديرَ دانها.

*  *  *

بابل، باب الله. تحوَّلت فصارت موضع البلبلة بسبب تجمُّع السكَّان الذين جاء بهم نبوخذنصَّر من جميع المدن والبلدان. خرابها فيها. ولا تنتظر أن يأتيها الفاتح كما حصل لها مع الفرس. تلك التي تميَّزت بجنائنها المعلَّقة لم يبقَ منها شيء.

وينطلق الرائي من بابل المدمَّرة فيتطلَّع إلى رومة الوثنيَّة التي تقاوم البشارة الجديدة، على مثال تلك التي سبقتها فدمَّرت الهيكل موضع حضور الله وسط شعبه. الأولى، جمعَتٍ فيها الأصنام، ورومة لم تترك صنمًا إلاَّ وأدخلته. كلُّهم يدخلون ما عدا اسم يسوع الذي بدونه لا يستطيع إنسان أن يخلص.

ماذا ينتظرها سوى الخراب لتقوم رومة أخرى مبنيَّة على قبر عمودَي الكنيسة بطرس وبولس وسائر الشهداء. فدم الشهداء بذار المسيحيِّين، كما قال ترتليان القرطاجيّ.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM