ضربات الله

 

قراءة من رؤيا القدّيس يوحنَّا (15: 1-8)

 

1ونظرتُ آيةً أخرى في السماءِ عظيمةً مدهشة: الملائكةَ الذين عليهم الضرباتُ السبعُ الأخيرةُ التي فيها كُمِّلَ سخطُ الله. 2ونظرتُ مثلَ بحرِ زجاجٍ ممزوجٍ بالنار، والغالبينَ الحيوانَ وصنمَه وعددَ اسمه، القائمينَ فوقَ بحرِ الزجاج وعليهم قيثاراتُ الله. 3ومسبِّحينَ كانوا تسبحةَ موسى عبدِ الله وتسبحةَ الحملِ وقائلين: عظيمةٌ ومدهشةٌ أعمالُك أيُّها الربُّ الإلهُ الضابطُ الكلَّ، عادلةٌ وحقيقيَّةُ أعمالُك يا ملكَ العوالم. 4من لا يخافُك أيُّها الربُّ ويسبِّحُ اسمَك لأنَّك أنت وحدَك البارّ، لأنَّ الشعوبَ كلَّهم يأتونَ ويسجدونَ قدَّامَك لأنَّك مستقيمٌ أنت. 5ووراءَ هذه نظرتُ ففُتحَ هيكلُ مسكنِ الشهادةِ في السماء. 6وسبعةُ ملائكةٍ خرجوا من الهيكل، هؤلاء الذين عليهم سبعُ ضربات، وهم لابسون الكتّانَ النقيَّ والمضيءَ ومتحزِّمونَ على صدورِهم بحزامِ الذهب. 7وواحدٌ من الحيواناتِ الأربعة، أعطى الملائكةَ السبعةَ سبعَ كؤوسٍ مملوءةٍ سُخطَ الله الذي هو الحيُّ إلى أبدِ الآبدين. 8ومُلئ الهيكلُ من دخانِ مجدِ الله ومن قدرتِه، بحيثُ لم يكنْ مستطاعًا الدخولُ إلى الهيكلِ حتّى تكمَّلَ سبعُ ضرباتِ الملائكةِ السبعة.

*  *  *

كلام عن الضربات. الله لا يضرب كما نظنُّ لكي يحطِّم البشر، بل ليؤدِّب ويدعو الناس إلى التوبة. ثمَّ هنا، ليس الله هو من يفعل، بل الملائكة، الذين يرسلهم إلى البشر. أمّا غضب الله فهو حزن على أولاده، على الذين خلقهم على صورته ومثاله. ما لهم لا يعرفون الرجوع إلى أبيهم السماويّ.

أمّا المؤمنون فهم على "البحر" الذي كان موطن الشرّ، فعاد الآن "زجاجًا" "ليلعب" عليه المؤمنون، مثل طفل أمام والديه. كما قال سفر الأمثال عن الحكمة. يلعبون، لأنَّ لا همَّ لهم. فهم ينتظرون كلَّ شيء من أبيهم السماويّ. ثمَّ ينشدون في حفلة ليتورجيَّة في الهيكل. "عظيمة وعجيبة أعمالك." فامتلأ الهيكل دخانًا ليدلَّ على حضور الله. وذلك حصل حين دشَّن سليمان الهيكل.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM