محبَّة الرسول لمدينة كورنتوس

فصل من رسالة القدّيس بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنتوس (11: 1-9)

 

1فيا ليتَكم كنتم مُحتملينني قليلاً لكي أتكلَّم بغباوة، بل أيضًا محتملونني أنتم. 2فأنا غائرٌ عليكم بغيرةِ الله، لأنّي خطبتُكم لرجلٍ واحدٍ بتولاً نقيَّة أقرِّبُها للمسيح. 3ولكن أنا خائف، أنَّه كما أغوتِ الحيَّةُ حوّاءَ بمكرِها، هكذا تُفسَد ضمائرُكم من البساطةِ التي نحوَ المسيح. 4فلو أنَّ ذاك الذي أتى إليكم كرزَ لكم بيسوعَ آخر، ذاك الذي نحن كرزْنا نحنُ به، أو أخذتُم روحًا آخرَ، ذاك الذي ما أخذتم، أو بشارةً أخرى، تلك التي ما قبلتم، لكنتم حسنًا مُقتنعين. 5فأنا فاكرٌ أنّي ما نقَّصتُ شيئًا عن الرسل، أولئك المفضَّلينَ جدًّا. 6ومع أنِّي ساذِجٌ في كلامي، إنَّما لا بمعرفتي، بل اجتلينا نحوكم في كلِّ شيء. 7أو هل جهالةً جهلتُ حين واضعتُ نفسي بحيثُ أنتم تُرفَعون، ومجّانًا كرزتُ لكم ببشارةِ الله. 8وكنائسَ أخرى سَلبتُ وأخذتُ النفقاتِ لخدمتِكم أنتم. 9وحين أتيتُ نحوَكم ونقصَ لي، ما ثقَّلتُ على إنسانٍ منكم، لأنَّ حاجتي ملأها الإخوةُ الذين أتوا من عند المكدونيّين، وفي كلِّ شيء حفظتُ نفسي وأنا حافظٌ لئلاّ أثقِّلَ عليكم.

*  *  *

بولس شخص "مغروم" بكنيسته. مجنون. أضاع عقله من أجل الذين يحبُّهم. وفي أيِّ حال، لا يريدهم له، بل يأخذهم إلى المسيح، ليكونوا عروسًا لهذا العريس الذي أحبَّهم وبذل نفسه من أجلهم. فالطفل الذي في مذود يستطيع أن يفهمهم إلى أين وصل الحبُّ بيسوع السميح "الذي جاء يبذل نفسه عن أحبَّائه."

شابه بولس يوحنّا المعمدان. هو الأمّ (والأب) التي ولدت الكورنثيِّين للمسيح، وها هو يأخذ هذه العروس إلى عريسها.

 

ما يلفت نظرنا هنا، حبُّ الرسول لمدينته. وهو مثال للكاهن الذي يحبُّ رعيَّته ويستعدُّ أن يبذل نفسه من أجلها. في التواضع لأنَّه الخادم والفارح بخدمته النابعة من المحبَّة. والوداعة، لأنَّ العنف أقرب الطرق لخسارة شعبه. والتجرُّد لأنَّ الرسول لا يطلب ما عند المؤمنين، من مال وغيره. بل يطلب المؤمنين ليحملهم إلى يسوع. وهكذا يعاقب بولس مؤمنيه: كيف يجسرون أن يقابلوه مع الرسل الكذبة؟ هذه الثقة عند بولس يجب أن تكون عندنا حين تكون خدمتنا بلا عيب.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM