اركضوا وراء المحبَّة

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (14: 1-26)

 

1اركضوا وراء المحبَّةِ وتغايروا في مواهبِ الروح، وبالأحرى تتنبَّأون. 2فذاكَ المتكلِّمُ بلسانٍ، ما كان للناسِ مُتكلِّمًا بل لله. لأنْ لا إنسانٌ سامعًا الشيءَ المتكلِّمَ به، لكن هو بالروحِ السرَّ مُتكلِّمٌ. 3وذاك المتنبّئُ مُتكلِّمٌ للناس البنيانَ والتشجيعَ والعزاء. 4فالمتكلِّمُ بلسانٍ بانٍ هو نفسَه، والمتنبّئُ، الكنيسةَ بانٍ. 5أمّا أنا فمُريدٌ أن تتكلَّموا كلُّكم بألسنةٍ، وبالأحرى أن تتنبَّأوا. 13وذاكَ المُتكلِّم بلسان، يُصلّي لكي يُترجِم. 14فإذا كنتُ مصلِّيًا بلسان، روحي هي مُصلِّيَة، أمّا ذهني فبلا ثمارٍ هو. 20فأنتم لا تكونون يا إخوتي أطفالاً في أذهانِكم، بل للسيِّئاتِ كونوا أطفالاً، وفي أذهانِكم كونوا كاملين.

26إذًا أنا قائلٌ يا إخوتي: متى أنتم مُجتمعون، فالذي منكم يكونُ له مزمور يقولُه، والذي له تعليم، والذي له وحي، والذي له لسان، والذي له ترجمة، كلُّها تكونُ للبنيان.

*  *  *

ماذا يحصل في كنيسة كورنتوس، بحيث يكرِّس الرسول فصلاً كاملاً لموضوعين متقاربين: النبوءة والكلام بالألسنة. اعتاد المؤمنون قبل أن يأتوا إلى المسيح أن "يتكلَّموا" في حلقات وثنيَّة. وبعد أن اعتمدوا لبثوا يمارسون هذه العادة التي يمكن أن تحرِّك شعورًا عند السامعين فيؤثِّر فيهم حضور الجماعة في ظلِّ الروح القدس. وهي عادة لا تزال حاضرة لدى شرائح كثيرة من المسيحيِّين لدى الكاثوليك بشكل محدود، ولدى البروتستانت بشكل واسع جدًّا.

أعلن الرسول أنَّه يتكلَّم بالألسنة أفضل منهم. ولكنَّ هذه العاطفة التي تشعل الجماعة، تشبه نار القندول والبلاّن، ترتفع بسرعة وتخبو بسرعة. فما الذي ينقص؟ من يفسِّر هذه الاندفاعات، أي أن تصبح الكلمة حاضرة. لهذا فضَّل القدّيس بولس النبوءة، أي الكلام باسم الله. وأعطى البرهان: من تكلَّم بألسن نفع نفسه. ولكن من تنبَّأ نفع الكنيسة كلَّها. أمّا الكلمة التي نقولها باسم الربِّ فتصل إلى البعيد، وتنير الذين يسمعونها، وتعطيهم الحياة، كما قال الربُّ يسوع: كلامي نور وحياة. عندئذٍ أعلن بطرس باسم التلاميذ: "إلى من نمضي يا ربّ وعندك كلام الحياة الأبديَّة؟"


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM