"أجسادكم أعضاء المسيح"

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (6: 12-20)

 

12على الكلِّ مسلَّطٌ أنا ولكنِ الكلُّ غيرُ محلَّلٍ لي. على الكلِّ مسلَّطٌ أنا، لكن عليَّ إنسانٌ لا يتسلَّطُ. 13المأكلُ للبطنِ والبطنُ للمأكل. أمّا الله فمبطلُ اثنيهما. فأمّا الجسدُ فليس للزنى بل لربِّنا وربُّنا للجسد. 14واللهُ الذي أقامَ ربَّنا مُقيمٌ إيّانا بقدرتِه. 15أما عارفونَ أنتم أنَّ أجسادَكم هي أعضاءُ المسيح. أنأخذُ عضوَ المسيح ونجعلُه عضوَ الزانية؟ حاشا. 16أوَما عارفونَ أنتم أنَّ مَنْ لازمَ زانية، هو جسدٌ واحدٌ (معها)، لأنَّه قيل: اثناهما يكونانِ جسدًا واحدًا. 17أمّا مَنْ لازمَ ربَّنا فهو كائنٌ معه روحًا واحدًا. 18اهربوا من الزنى. فكلَّ خطيئةٍ يَفعلُ الإنسان، إلى خارجِ جسدِه هي. أمّا الزاني فهو خاطئٌ في جسدِه. 19أوَما عارفون أنتم أنَّ جسدَكم هو هيكلُ الروحِ القدس الساكنِ فيكم، ذاك الذي قبِلتُم مِنَ الله؟ فأنتم لا تكونونَ لأنفسِكم، 20لأنَّكم اشتُريتم بثمن. فكونوا مُمجِّدينَ اللهَ في جسدِكم وفي روحِكم اللذين هما لله.

*  *  *

اهتدى بعض أهل كورنتوس إلى المسيح. نالوا العماد الملموس. وبالتالي وجب عليهم أن يتركوا عادات سيِّئة اعتادوا عليها في العالم الوثنيّ. هم في هذا العالم ولكنَّهم لا يستطيعون بعد اليوم أن يعيشوا بحسب روح هذا العالم. ولكنَّ الأمر يبدو صعبًا. فلا بدَّ من إيجاد سبل لنعود إلى ما كنَّا عليه في الماضي.

قالوا لبولس: "كلُّ شيء يحلُّ لي". لسنا بعبيد نحن، بل أحرار بعد أن حرَّرَنا المسيح. لا بأس، ولكن أجاب الرسول: "كلُّ شيء لا يوافق، لا يليق. ولماذا؟ لأنِّي بهذا أصبح عبدًا، شيئًا بعد شيء. أعود إلى العالم الوثنيّ وآكل معهم. ولكن في ظلِّ الأصنام. ثمَّ تأتي الممارسات السيِّئة من فجور وزنى...

ويرفع بولس المؤمنين: "أجسادكم أعضاء المسيح." "أنتم هياكل الروح القدس." لم تعودوا أحرارًا بحيث تتصرَّفون بجسدِكم كما تشاؤون، بما لم يعد لكم، بل قدَّمتموه لله. وإلاَّ تتشبَّهون بالعبرانيِّين الذين تركوا مصر ولبثوا يحنُّون إلى بصلِها وثومها.

وأنتم، ونحن حيث نكون، أمور عديدة نحلِّلها لنفوسنا. وحين نصبح في عمق الوادي، نرى أنَّنا لا نستطيع أن نعود إلى قمَّة الجبل حيث الربُّ جعلنا.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM