الجماعة الصغيرة نورٌ

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس (6: 1-11)

 

1مُتجاسرٌ إنسانٌ منكم إذ لهُ دعوى مع أخيه أن يَدينَه قدَّامَ الأثمة، لا قدَّامَ القدّيسين. 2أوَما أنتم عارفون أنَّ القدّيسين يدينون العالم. وإذا العالمُ بكم مُدان، أما أنتم مستأهلونَ أن تدينوا دينوناتٍ صغيرة. 3أما عارفون أنتم أنَّنا دائنونَ الملائكةَ نحن، فكم بالأحرى تلك التي هي في هذا العالم. 4لكن إذا لكم أنتم محاكمةٌ على أمورِ هذا العالم، فأَجلِسوا لكم في المحاكمةِ هؤلاء المُحتَقَرين في الكنيسة. 5فلإخجالِكم أنا قائلٌ لكم: أهكذا ليس فيكم ولا واحدٌ حكيم، يقدر أن يسوِّي بين الأخِ وأخيه؟ 6لكنِ الأخُ مع أخيه مُحاكَم، وأيضًا قدّامَ هؤلاء اللا مؤمنين! 7والآنَ حكمتُم مُسبقًا على شخصِكم لأنَّ هناك محاكمةَ الواحدِ مع الواحد. فلماذا لا تكونون أنتم مَظلومين؟ ولماذا لا تكونون مسلوبين؟ 8لكن أنتم ظالمونَ، وسالبون أنتم إخوتَكم أيضًا. 9أوَما عارفون أنتم أنَّ الأثمةَ غيرُ وارثينَ ملكوتَ الله. لا تَضلُّون. لا الزناة ولا عابدو الأوثانِ ولا الفاسقون ولا المفسدون ولا النائمونَ مع الذكور، 10ولا الطمّاعونَ ولا السارقونَ ولا السكِّيرون ولا الشاتِمون ولا الخاطفون، هؤلاء غيرُ وارثينَ ملكوتَ الله. 11وهذه كانت في إنسانٍ إنسانٍ منكم، لكنِ اغتَسَلتُم وتقدَّستُم وتَبرَّرْتُم باسمِ ربِّنا يسوعَ المسيح وبروحِ إلهِنا.

*  *  *

جماعة صغيرة من المسيحيِّين في كورنتوس. كم يجب أن يكونوا نورًا في المدينة بحيث يجتذبون سائر السكَّان إلى الإنجيل. وها هم عمليًّا عكس ذلك كلِّيًّا. فالنور الذي فيهم صار ظلامًا. فلا يقرِّبون الناس من المسيح، بل يبعدونهم عنه.

يأتون إلى المحكمة. والقاضي وثنيّ. بعد أن اختلفوا حول شيء من متاع الدنيا. هل غاب الحياء منهم والمسيح قال لهم: "من أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضًا. ومن سألك فأعطه، ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه" (لو 6: 29-30).

ونبَّههم الرسول. أما بينكم مَن يصلح الأمور؟ نحن ندين الملائكة مع يسوع ولا نعرف أن نحكم بين الأخ وأخيه. في أيِّ حال: لا زالت الأمور هي هي في مجتمعنا. ومن المعروف أنَّ القويّ هو الذي يأخذ من الضعيف، والغنيّ يظلم الفقير.

الظالم، السارق... لا يرث الملكوت.

 

أمّا أنتم فاغتسلتم بماء العماد وتقدَّستم...

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM