ما رفض الله شعبه

فصل من رسالة القدّيس بولس الرسول إلى أهل رومة (11: 1-12)

 

1لكن أنا قائل: ألعلَّ اللهَ نبذَ شعبَه؟ حاشا. فأنا أيضًا من إسرائيلَ من زرعِ إبراهيمَ، من قبيلةِ بنيامين. 2ما نبذَ اللهُ شعبَه ذاك الذي كان مَعروفًا لدَيه من القديم. أَوَما عارفون أنتم بكتاب إيليّا. ماذا قالَ وهو مشتكٍ للهِ على إسرائيلَ وقائل: 3"يا ربّ، أنبياءَك قَتلوا، ومذابحَك هدموا، وأنا وحدي استُؤخرتُ وهم طالبونَ نفسي." 4فقيلَ له في جليان: "ها تركتُ لنفسي سبعةَ آلافِ رجلٍ أولئك الذين على ركبِهم ما بركوا ولا سجدوا للبعل." 5هكذا أيضًا في هذا الزمان، بقيَّةٌ استُؤخِرَتْ باختيارِ النعمة. 6وإذا بالنعمةِ، فما كان من الأعمال، وإلاّ لا تكونُ النعمةُ نعمة. فإذا بالأعمال، ما كانَ من النعمة، وإذا لا، فالعملُ لا يكونُ عمَلاً. 7ماذا إذًا؟ فما كان إسرائيلُ طالبَه ما وجدَه. ولكن (فئة) مختارةٌ وجدَت. أمّا بقيَّتُهم فأُعمُوا في قلبِهم. 8كما هو مكتوب: وهبَ لهم اللهُ روحًا مصروعًا، وعيونًا بها لا يُبصرون وآذانًا بحيثُ لا يسمعونَ حتّى يومِ اليوم. 9وداودُ أيضًا قال: تكونُ مائدتُهم قدّامهم فخًّا ومجازاتُهم صدمة. 10تُظلمُ عيونُهم بحيثُ لا يُبصرون، وظهرُهم في كلِّ وقتٍ يكونُ مُنحنيًا. 11وأنا قائل: ألعلَّهم صُدموا بحيثُ يسقطون؟ حاشا. لكن بصدمتِهم الخاصَّةِ كانتِ الحياةُ للشعوب، لإغارتِهم. 12وإن كانتْ صدمتُهم غنى للعالم، وشجبُهم غنى للشعوب، فكم إذًا إكمالُهم.

*  *  *

بعد الكارثة التي حلَّت بالشعب اليهوديّ الذين رفضوا المسيح، انطلق الرسول في توسيع جديد. ويُطرح السؤال: "هل رذل الله شعبه؟ والجواب نعم. ولكنَّه يرفض حالاً هذا القول. ويعود إلى نفسه: أنا اليهوديّ. سمعتُ وآمنت. ولست وحدي. هي علامة واحدة للشعب كلِّه. وهذا ما يدعوه لأن يقول: الله ما رذل شعبه.

وعاد الرسول إلى الكتاب المقدَّس، إلى إيليَّا، الذي حسب نفسه وحده دون الشعب كلِّه. فأجابه الربُّ: "أبقيتُ لي سبعة آلاف." والرقم سبعة هو رقم الكمال والكلّيَّات. وضُرب برقم الألف ليشدِّد على العدد الكبير. مرَّات عديدة نيأس في رسالتنا. ماذا عملنا؟ لا شيء. هي تجربة شيطانيَّة. ماذا نعمل الآن؟ وهكذا نرخي الأيدي ولا نعود نعمل شيئًا... نستسلم للكسل ونترك الأمور تجري مجراها، ساعة الذئب ينهش في الخراف. ساعة الضلال يعمل في المؤمنين.

هي النعمة تعمل ونحن نرافقها في نفوسنا وعند الآخرين. الربُّ يدعو وهناك من يتجاوب فيصبح من المختارين. والرافضون؟ هم يعرفون آخرتهم. نحن نعرف آخرة يهوذا، يوضاس. فلا يبقى لنا سوى البكاء على الذين يصلبون الربَّ مرَّة ثانية، ولكنَّنا لا نتطلَّع إلى الكأس الذي نصفه فارغ، بل إلى النصف الملآن وننطلق. الإحباط ممنوع. اليأس ممنوع. هكذا فعل بولس وهكذا نفعل في رسالتنا.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM