تقديم

أن نتعوَّد القراءة اليوميَّة في الكتاب المقدَّس، نعمة كبيرة ننالها من الله. وأن ننال الغنى الروحيّ الذي يتضمَّنه كلام الله، يعني الثبات وعدم التماهل والكسل. أحيانًا، لا نريد أن نقرأ فنتحوَّل إلى أمور أخرى. نكون معجّلين. لا وقت لنا نضيّعه. أشغالنا كثيرة مكدَّسة. تلك أعذار تشبه أعذار المدعوّين إلى عرس الملك (مت 23: 1-14). واحد راح إلى حقله والفلاحة لا تنتظر! آخر، مضى باكرًا في سبيل الربح، في التجارة. اركضْ يا إنسان واركض ولا تتوقَّف إلاَّ حين تموت عند عتبة بيتك ويدك مملوءة بالفضَّة، وعيناك شبعتا من الأرض التي اقتنيت بأيّ سبيل كان. "يا جاهل، في هذه الليلة تؤخذ منك نفسك" (لو 12: 20).

متى نتعلَّم في أعماقنا أنَّ الله يتكلَّم في الصمت وفي الصمت فقط. الضجَّة تبعده. ذاك ما اختبره إيليَّا على جبل حوريب. النار، العاصفة، الريح... لبث الله غائبًا. ولكن حين كان الصمت في قلب إيليَّا، تراءى الله له، وكلَّمه بمهمَّة مثلَّثة ولاسيَّما اختيار أليشع خلفًا له.

وما أتعسنا إن جاء الربُّ يزورنا وكنَّا غائبين. إن قرع الباب وما كان جواب في الداخل. بيت فارغ من الله. قلب مليء بالاهتمامات الدنيويَّة، إن لم يكن عبدًا للنزوات البشريَّة.

صباحًا، إذا استطعنا. ربع ساعة مع الربّ، وإلاَّ مساء. كالحبيب مع من أحبَّنا وضحَّى بذاته لأجلنا. جرّبوا مرَّة واحدة، ذوقوا وانظروا ما أطيب الربّ!

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM