اثنين الأسبوع الثاني من زمن العنصرة

النصُّ الكتابيّ (أع 4: 5-12)

5وفي اليوم الآخَر، اجتمعَ الرؤساءُ والشيوخُ والكتبة 6وأيضًا حنّانُ عظيمُ الكهنةِ وقيافا ويوحنّا والإسكندر، وأولئكَ الذين كانوا من عشيرةِ عظماء الكهنة. 7ولمّا أقاموهما في الوسط، كانوا سائلينَهما: "بأيَّةِ قوَّةٍ أو بأيِّ اسمٍ فعلتُما هذه؟" 8عندئذٍ مُلئ سمعانُ كيفا روحًا قدُسًا وقال لهم: "يا رؤساءَ الشعبِ وشيوخَ بيتِ إسرائيل، اسمعوا. 9إذا نحن اليومَ مُدانونَ منكم على إحسانٍ حصلَ لإنسانٍ مريض، أن بماذا شُفيَ هذا؟ 10لتُعرفْ هذه لكم ولشعبِ إسرائيلَ كلِّه أنَّ باسمِ يسوعَ المسيحِ الناصريِّ الذي أنتم صلبتموهُ والذي أقامَه اللهُ من بينِ الأموات، بهِ هذا القائمُ هنا قدَّامَكم، هو مُعافى. 11هذا هو الحجرُ الذي رذلتُم أنتم البنّاؤون، وهو صارَ رأسَ الزاوية. 12فليسَ من خلاصٍ بإنسانٍ آخرَ، لأنَّه لا يُوجَدُ اسمٌ آخرُ تحتَ السماءِ وُهِبَ للبشرِ وبه ينبغي أن نَحيَا.

*  *  *

تساءل الكثيرون: لماذا كتب القدّيس لوقا سفر الأعمال، بعد أن مضى يسوع إلى السماء وبارك تلاميذه؟ لأنَّه اعتبر أنَّ يسوع حاضرٌ في الذين أرسلهم. هو شفى المخلَّع وبطرس فعل مثله. هو علَّم، ومثله بطرس، ويوحنّا وبولس وبرنابا. هو وقف في المحاكمة أمام الرؤساء والشيوخ، وحنّان وقيافا... وهم أيضًا.

لم يحقَّ ليسوع أن يدافع عن نفسه، بل حكموا عليه بسرعة، على أنَّه مجدّف. وأرسلوه إلى الصليب وهتفوا: "دمُه علينا وعلى أولادنا." تردَّد بيلاطس، أمَّا هم فما تردَّدوا. نحن نتحمَّل كلَّ مسؤوليَّة. أمّا الرسل فاستطاعوا أن يجيبوا من سألهم عن "القوَّة" التي بها عملوا ما عملوا، وعن "الاسم" الذي دعَوه فلبَّاهم وصنع المعجزة بفمهم ويدهم.

وجاء اعتراف الإيمان: "باسم يسوع المسيح الناصريّ." لا شكَّ في أنَّكم صلبتموه، ولكنَّ الله أقامه. هو الأساس. هو حجر الزاوية. أنتم رفضتموه. فعلى ماذا تريدون أن تبنوا حياتكم؟ ثمَّ هو "المخلّص"، ولا خلاص "باسم آخر تحت السماء" لا مكان للبحث هنا وهناك. جرأة قويَّة. لا تراجع لدى هؤلاء الآتين من الجليل إلى أورشليم. قوَّة المسيح فيهم. لا شيء يخيفهم لا الآن ولا فيما بعد. فهم مستعدُّون أن يتألَّموا ويموتوا لأجل اسم الربِّ يسوع. ذاك ما قال بولس (أع 21: 14).

 

سيطر الغمّ عليه ومضى حزينًا

إن أدخل إنسانٌ الحبَّ في نفسه، استطاع أن يتغلَّب على ضلالاته، حتَّى لو وُلد في الخطيئة (يو 9: 34) واقترف أفعالاً كثيرة محرَّمة، شرط أن يُنمي فيه الحبَّ ويحسَّ بتوبة صادقة لا تستسلم إلى يأس بليد، لأنَّك تعرف من هو الغنيّ الذي لا مكان له في السماوات، وكيف استعمل خيراته ليُفلت من لعنة الغنى، من العائق الذي يجعله الغنى في وجه الحياة، فيقدر أن ينعم بالأبديَّة السعيدة.

لنقلْ إنَّنا، بجهل أو ضعف أو ظرف لا إراديّ، سقطنا في ذنوب أو في ضلالات بعد أن نلنا ختم (العماد) والفداء، بحيث تلاشينا بكلّيتنا، فالله، مع ذلك، لا يتلفَّظ بحكم نهائيّ! فالأبواب تبقى مفتوحة أمام كلّ إنسان يميل، في الحقيقة، باتّجاهه من كلّ قلبه. والآب يستقبل بفرح كبير الابن النادمَ حقًّا (لو 15: 20-24). والندامة الحقَّة تكون بأن لا نسقط ثانية في الخطايا عينها، بأن نقتلع من النفس اقتلاعًا، تلك التي تصل إلى الحكم بالموت. فما إن تقتلع وتزول حتَّى يأتي الله أيضًا ويسكن فيك.

كليمان أسقف الإسكندريَّة

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM