سبت الأسبوع السابع من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (أف 6: 10-20، 23-24)

10إذًا يا إخوتي، تقوَّوا بربِّنا وبشدَّة قوَّته. 11والبسوا كلَّ سلاحِ الله بحيثُ تقدرونَ على القيامِ قبالةَ مكائدِ الثلاّب. 12لأنَّ مصارعتَكم ما كانت مع لحمٍ ودم، بل مع الأركان ومع السلاطين ومع ضابطي عالمِ الظلام هذا، ومع الأرواحِ الشرّيرة التي تحتَ السماء. 13من أجلِ هذا، البسوا كلَّ سلاحِ الله بحيثُ تقدرونَ أن تقاموا الشرّير، وإذْ أنتم مُعدُّون في كلِّ شيء تقومون. 14فقوموا إذًا وشدُّوا أحقاءَكم بالحقّ، والبسوا درعَ البرِّ. 15وانتعلوا في أرجلِكم استعدادَ إنجيلِ السلام. 16ومع هذه خُذوا لكم ترسَ الإيمانِ الذي به تستمدُّون القوَّةَ لإطفاءِ كلِّ سهامِ الشرّير المتَّقدة. 17وضعوا خوذةَ الخلاصِ، وامسِكوا سيفَ الروحِ الذي هو كلمةُ الله. 18وفي كلِّ الصلوات وفي كلِّ الطلبات، صلُّوا في كلِّ وقتٍ بالروح وبهذه الصلاةِ عينِها كونوا في كلِّ وقتٍ ساهرين. إذْ أنتم دومًا مصلُّونَ ومتضرِّعونَ من أجلِ القدّيسين كلِّهم. 19ومن أجلي أنا أيضًا لتُوهَبَ لي الكلمة، بفتحِ فمي، فأكرزَ بجرأةٍ سرَّ البشارةِ 20الذي أنا سفيرُه في السلاسلِ لكي بدالَّةٍ أتكلَّمَ به كما التكلُّم لائقٌ بي.

23السلامُ مع إخوتِنا والمحبَّةُ مع الإيمانِ من اللهِ الآبِ ومن ربِّنا يسوعَ المسيح. 24النعمةُ معَ كلِّ هؤلاء المحبِّينَ ربَّنا يسوعَ المسيح بلا فساد. آمين.

*  *  *

سلاح الله

حين ننظر إلى عالمنا، نرى السلاح يتكدَّس خصوصًا في البلدان الفقيرة، وبين الجماعات المختلفة في الوطن الواحد، كما بين الطوائف وأبناء الديانات المتنوّعة. وكلُّ هذا لا يحمل إلاَّ الموت والدمار. وحين نقرأ الكتاب المقدَّس بعهده القديم. نلاحظ العنف منذ البدايات، منذ قايين ولامك وصولاً إلى جيل الطوفان حيث القبائل أفنت الواحدة الأخرى فغرق الجميع كما في طوفان. وراح الكاتب الملهم يُدخل الله، جلّ جلاله، في هذه الحرب، فيعين هذا على ذلك، ويميّز شعبًا عن آخر. كلُّ هذا يدلُّ على فهم سيّئ للكتاب.

أمّا السلاح الذي يتكلَّم عنه الرسول فهو من نوع آخر. وذلك في خطّ ما قال إشعيا. فهذا النبيّ اعتبر أنَّ كلَّ سلاح وكلَّ رداء مضرَّج بالدم هو للحريق" (إش 9: 5). فاكتفى بولس بأن يسمّي الأسلحة، ولكنَّها تغدو أسلحة من نوع آخر، لأنَّ المقاومة ليست من "لحم ودم"، ليست بين فريق بشريّ وفريق، بل ضدَّ الشرّير والذين يعاونونه، من رئاسات وسلاطين كان لهم دور كبير في اضطهاد المسيحيّين. لا حاجة للدرع، بل للبرّ والعمل بمشيئة الله. والترس لا يفيد شيئًا في هذه الحرب، بل الإيمان الذي ينقل الجبال. والسيف يزول، ويكون محلَّه "كلمة الله التي هي سيف ذو حدَّين". أمّا الخوذة فلا تخلّصنا من الهلاك. نحن نتركها هنا وننال الخلاص من الذي مات من أجلنا وحمل الخلاص إلينا وإلى العالم كلّه.

 

في البتوليَّة

الطوبى لمن يهتمُّ بأن يرضي الله ويصون جسده طاهرًا ليصير هيكلاً مقدَّسًا وطاهرًا للمسيح الملك. أيُّها الإنسان، إنَّك باختيارك قد صرتَ هيكلاً لله لا عن إلزام وإكراه بل عن رغبة ونشاط. وإذ صرت إنسانًا للإله العليّ عرفت بتدقيق أنَّ روح الله يسكن في الهيكل. فإن كان طاهرًا نقيًّا يقدّسه (روح الله) لكي يكون استعماله مرضيًّا لسيّده. اسمَعْ ما أقوله لك واطبعه في ذهنك: تمنطقْ وتدرَّع بالإيمان النقيّ الخالص والرجاء والمحبَّة، وقفْ كالرجل الشهم حافظًا هيكل الله من جميع الأفكار القذرة والنجسة التي زرعها العدوّ. ابذلْ كلَّ جهدك مراقبًا على الدوام تجارب العدوّ، لأنَّها تتوالى باستمرار لتجد إنسانًا مسترخيًا لكي تُفسد جسده فلا يرغب فيما بعد أن يستمع لسيّده. فاحذرْ أن تؤوي تجارب العدوّ عندك. أتجهل من هم المحاربون الخبثاء ومؤوو الأفكار الدنسة والشهوات الرديئة... إنَّهم المجرّبون الأشرار الذين لا يكفُّون عن الشرّ ولا يشبعون منه.

أفرام اليونانيّ

*  *  *

في الصباح، قبِل الرسل موهبة الروح القدس،

وتكلَّموا بلسان ولسان على عظمته (المسيح)،

لأنَّه تنازل ولبسَ جسدًا من العذراء،

وأحيا جنسنا المائت.

 

أيُّها الرسل عبيد ابنِ الملك الذين عملوا بنشاط،

واستأصلوا عوسج الوثنيَّة، ونصبوا الإيمان؛

اطلبوا، من أجلنا، أيُّها الطوباويُّون،

لكي نرث معكم الملكوت.

 

بولس المختار الذي دعوتُه من الله سُمعت،

والكلمة اختاره ليكون رسولاً وكارزًا لشعوب الأرض،

وبه أرجعَ من الضلال الشعوب إلى طريق الحقّ.

                (ألحان للرسل، البيت غازو المارونيّ، الجزء السابع، ص 222-223)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM