جمعة الأسبوع السابع من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (أف 5: 8-21)

8فأنتم من قبلُ كنتم ظلمة، وأمّا الآنَ فأنتم نورٌ في ربِّنا. إذًا، مثلَ أبناء النور هكذا اسلكوا. 9فثمارُ النورِ هي كلُّ صلاحٍ وبرٍّ وحقّ. 10وكونوا مميِّزين ما هو حسنٌ قدّامَ ربِّنا. 11ولا تكونوا مشاركينَ في أعمالِ الظلمةِ التي لا ثمارَ فيها، إنَّما كونوا موبِّخينَهم. 12فالشيءُ الذي هم صانعونَ في الخفية، قبيحٌ هو أيضًا التكلُّمُ به. 13فكلُّ شيء هو موبَّخٌ من النور ومُنجَلٍ، وكلُّ شيء مُجلى نورٌ هو. 14لأجلِ هذا قيل: استيقِظْ أيُّها النائمُ وقمْ من بينِ الموت والمسيحُ ينيرُ لك. 15فانظروا الآنَ كيف تسلكونَ بالبهاء، لا مثلَ الجهلاء بل مثل الحكماء. 16الشارينَ شدَّتهم، لأنَّ الأيّامَ سيِّئةٌ هي. 17من أجلِ هذا، أنتم لا تكونونَ ناقصي الرأي، لكن افهموا ما هي مشيئةُ الله. 18ولا تكونون مرتوين بالخمر الذي فيه الشراهة، بل امتلِئوا بالروح. 19وتكلَّموا مع أنفسِكم بالمزاميرِ وبالتسابيح، وبترانيمِ الروحِ كونوا مُرنِّمين في قلوبِكم للربّ. 20وكونوا شاكرينَ في كلِّ وقتٍ من أجلِ كلِّ إنسان باسمِ ربِّنا يسوعَ المسيح، لله الآب. 21وكونوا مُخضَعينَ الواحدُ للآخَرِ في محبَّةِ المسيح.

*  *  *

ثمر الروح

كان الناس في أفسس ظلمة، أي في حياة بعيدة عن الله. هم ما سمعوا الإنجيل ولا حاولوا السير في خطى الربّ يسوع، لأنَّ البشارة ما كانت وصلَتْ إليهم. أمّا الآن، فوصل إليهم التعليم ونالوا سرَّ العماد المقدَّس. وهكذا استناروا. صاروا "نورًا" في الربّ". فالله دعانا لكي نكون النور الذي يُوضَع على مكان عالٍ ليراه الداخلون ويعيش الذين هم في البيت على نوره. من زمان بعيد نلنا سرَّ العماد. تنوَّرنا. تثبَّتنا بالروح القدس، نلنا الموهبة السماويَّة وننالها حين نأكل جسد المسيح ونشرب دمه. وكلام الله يقوّم دربنا كلَّ مرَّة نحيد عن طريق الحقّ.

هذا يعني أنَّ الروح يجعلنا نثمر أعمالاً صالحة بحيث يتمجَّد الآب الذي في السماء. إذا كان الروح القدس حالاًّ فينا، فتكون أعمالنا من ثمر الروح. وإلاَّ لا سمح الله تكون أعمالنا من ثمار إبليس، من كبرياء وكذب وغضب وغيرها من الرذائل. وما هي ثمار الروح بحسب الرسول؟ الطيبة أو الصلاح، البرّ والعدل، الحقّ الذي يوصلنا في النهاية إلى "آمين" التي تدلُّ على تجاوبنا التامّ مع الله.

عندئذٍ نمتلئ من الروح خصوصًا في حياة الصلاة عندنا. نتكلَّم، وننشد ونتلو المزامير والتسابيح، وفي كلِّ هذا نعبّر عن شكرنا لله الآب بابنه يسوع المسيح وبفعل الروح القدس.

 

حبُّ الربّ

إنّ السيّد يحبُّنا كثيرًا لدرجة يريد معها أن يخلّص جميع البشر، وأن يكونوا معه إلى منتهى الأدهار، في السماوات، لكي يرَوا مجده. نحن لا نعرف هذا المجد في تمام ملئه، لكنَّ الروح القدس يكشفه لنا جزئيًّا. والذين لم يعرفوا الروح القدس، لن يستطيعوا إدراك هذا المجد، بل يؤمنون بوعود السيّد ويحفظون وصاياه. لكنَّ هؤلاء أيضًا هم بشر مغبوطون كما قال السيّد للرسول توما (يو 20: 29). وسيكونون في الغبطة كالذين عاينوا مجد الربّ هنا.

إذا أردت أن تعرف السيّد، فاتّضع من كلِّ كيانك، أطعْ وكنْ خفرًا في كلِّ شيء. أحبب الحقّ، وسيعطيك السيّدُ أن تعرفه بالروح القدس بدون أدنى شكّ. وستعرف بالخبرة ما هو الحبُّ الإلهيّ وما هو حبُّ البشر. وكلَّما كان الحبُّ كاملاً كانت المعرفة كاملة أيضًا... إنَّه من الممكن للحبّ أن يكون ضعيفًا، لكنْ بإمكانه أن يكون متوسّطًا وعظيمًا أيضًا.

إنَّ الذي يخاف الخطيئة يحبُّ الله، والذي يختبر شعورًا شفوقًا بالرأفة المتواضعة يحبُّ الله أكثر، والذي يحمل في نفسه نورًا وفرحًا يحبُّ بعدُ أكثر.

القدّيس سلوان الأثوسيّ

*  *  *

الشهداء المباركون، والندماء الأحبّاء،

الذين شاهدوا الابن مصلوبًا، عريانًا،

على رأس الجلجلة، ويداه ممدودتان في الهواء ومبسوطتان،

وجنبه مفتوح بالرمح، ومنه يجري دمٌ وماءٌ حيّ.

شرب وارتوى الشهداء القدّيسون، وانحدروا وقاموا في الجهاد،

فاحتقروا وسخروا من الملوك والحكّام،

وداسوا على السيف، وجازوا على الموت.

وعندما شاهدوا اللهيب، كما على الزهر، داسوا على الجمر.

 

مثلَ البخورات، سقطتُم على النار،

أيُّها الشهداء المباركون والقدّيسون، فطابَ أريجكم

للملكِ السماويّ. ومثلَ العطورِ الذكيَّة والمختارة،

فاحَ أريجٌ قتلِكم، ففرَّح، في العلى، اليقظينَ والملائكة.

وها البِيعُ وكلُّ الأديار ترتّل (المجدَ في) تذكارهم.

للربّ الذي ضفرَ الإكليلَ لرؤوسكم.

وها هو اليوم يُجري رفاتُكم المساعدات لكلّ المؤمنين

الذين يقصدون ويأتون لإكرامِ أعيادكم.

                (ألحان للشهداء، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثاني، ص 142-143)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM