خميس الأسبوع السابع من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (أف 5: 1-7)

1إذًا، كونوا مُقتدين بالله مثلَ الأبناء الأحبّاء. 2واسلكوا في المحبَّةِ كما المسيحُ أيضًا أحبَّنا وأسلمَ نفسَه لأجلِنا، قربانًا وذبيحةً لله، رائحة طيِّبة. 3أمّا الزنى والنجاسةُ كلُّها والجشعُ فلا يُسمّى أيضًا تسميةً بينكم، كما هو لائقٌ بالقدّيسين. 4ولا التجاديفُ ولا كلماتُ السفاهةِ أو السخريةِ أو الهزل، هذه اللا مطلوبة، بل بدلَ هذه الشكرُ. 5لكن هذه كونوا عارفين: كلُّ إنسانٍ هو زانٍ أو نجس أو طمّاع الذي هو عابدُ أوثان، ليس له ميراثٌ في ملكوتِ المسيحِ والله. 6وهكذا إنسانٌ لا يغرُّكم بالكلماتِ الفارغة. فمن أجلِ هذه غضبُ الله آتٍ على أبناء العصيان. 7فمنَ الآنَ لا تكونونَ لهم مشاركين.

*  *  *

أبناء الله الأحبَّاء

الله بالنسبة إلى المسيحيّ هو أبٌ ككلّ واحد منَّا. حضنه حضن أمّ وهو يسَع مليارات البشر. فإذا كنَّا أبناءه وبناته، نحاول أن نقتدي به، نتشبَّه به. قال لنا يسوع: كونوا كاملين كما أنَّ أباكم السماويّ كامل هو. أي سيروا في خطاه. انظروه كيف يتصرَّف واتبعوه. لا يحقُّ لكم أن تتوقَّفوا مهما طالت حياتكم على الأرض. وقال يسوع أيضًا: "كونوا رحماء كما أنَّ أباكم السماويّ رحيم هو". والرحمة تعني الغفران بعضنا لبعض. تعني للأقوياء أن يحتملوا ضعف الضعفاء ولا يرضوا أنفسهم. أمَّا الرسول فقال: "اقتدوا بي كما أقتدي أنا بالمسيح." والأب يستطيع أن يقول هذا الكلام لأولاده. والأمّ كذلك. والإخوة الكبار. والمعلّم في المدرسة. والراهب والراهبة. فالتعليم يكون بالمثل قبل الكلام. ولكن الويل لنا إن كنَّا مثالاً سيّئًا. يقتدون بنا فنقودهم إلى الشرّ وبالتالي إلى الهلاك. هكذا نبَّه الربُّ حزقيال: نبّه إخوتك وأخواتك... وإلاَّ أنت مطالب "بدمهم" إذا هم خطئوا.

الله أبٌ. ونحن أولاد أحبَّاء. يحبُّنا الله ويطلب منَّا أن نسلك "في المحبَّة". وإذا كان الله "غير منظور" بحيث لا نراه ونعتبر، خطأ، إنَّه لا يرانا، فالمسيح هو مثال حيّ أمامنا. "أحبَّنا وأسلم نفسه لأجلنا"، ما دفع بعض المال ليفتدينا. ولا بعض الوقت والاهتمام، بل "بذل نفسه". مات من أجلنا ومن أجل خلاصنا. ذاك هو المثال الموضوع أمامنا، ونحن نحاول الاقتداء به.

 

تدعونا يا ربّ

تدعونا يا ربّ إلى الصلاة والترنيم، ونحن نريد أن نلبّي النداء

تدعونا لنشارك الأبرار والصدّيقين في ما يرفعون إليك من آيات الحمد.

تدعونا لنشارك مع المستقيمي القلوب، والمتواضعين والودعاء.

تدعونا لنكون مع المحبّين للسلام.

تدعونا إلى هيكلك المقدَّس، نحن شعبك وكنيستك.

تدعونا لنشاهد رحمتك وأعمالك العظيمة.

*  *  *

كلّ يوم نشيدنا جميل، لأنَّ أعمالك جديدة لا عتق فيها،

وأفعالك حاضرة لا ماضيَ لها.

أنت يا من خلقتَ الكون منذ البدء، ما زلت تخلقه كلَّ يوم.

أنت يا من قطعتَ عهدًا مع آبائنا، ما زلت تقطع عهدًا معنا.

أنت يا من خلَّصت الإنسان من كلِّ شرّ، ما زلتَ تحمل لنا الخلاص.

تتدخَّل في التاريخ بطرق مختلفة، وكلَّ مرَّة يدهشنا تدخُّلك.

فلن يكون لنا إلاَّ أن ننشد لك نشيدًا على هذه الأرض

بانتظار النشيد الجديد في أورشليم السماويَّة.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM