أربعاء الأسبوع السابع من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (أف 4: 25-32)

25من أجلِ هذا أزيحوا عنكم الكذبَ وتكلَّموا الحقّ، الإنسانُ مع قريبِه. فنحنُ أعضاءٌ، الواحدُ للآخَر. 26اغضبوا وأنتم لا تخطأون، والشمسُ على غضبِكم لا تغربُ. 27ومكانًا للثلاّبِ أنتم لا تهبون. 28وذاك الذي كان سارقًا، لا يسرقُ منذُ الآن، بل يتعبُ بيدَيه ويعملُ الصالحاتِ بحيثُ يكونُ له لكي يهبَ مَنْ هو محتاج. 29كلُّ كلمةٍ بغيضةٍ من فمِكم لا تخرجُ، بل تلك الحسنةُ والمفيدةُ للبنيان بحيثُ تهبُ نعمةً لهؤلاء السامعين. 30ولا تكونون مُحزِنين روحَ الله القدّوس الذي خُتمتُم به ليومِ الخلاص. 31والمرارةُ كلُّها والسخطُ والغضبُ والصياح، تُرفَعُ منكم مع الشرِّ كلِّه. 32وكونوا لطفاء الواحدُ تجاهَ الآخَرِ وراحمين، وكونوا غافرينَ الواحدُ للآخر كما اللهُ غفرَ لكم في المسيح.

*  *  *

كيف تكون الحياة الجديدة

تعلَّم المؤمنون في أفسس يسوع، سمعوا الإنجيل، اعتمدوا في المسيح فلبسوا المسيح. تركوا الحياة القديمة ودخلوا في حياة جديدة. وكيف يكون ذلك؟ أبكلام فقط، أم بالحياة؟ وها هو الرسول يعطينا بعض "الوصايا" التي تجعلنا شهودًا في عالم واسع حولنا.

الوصيَّة الأولى: لا الكذب بل الصدق. قال: اطرحوا الكذب. وكأنَّنا نحمله معنا أينما نمضي. دُعيَ إبليس أبا الكذب بفم يسوع. إذًا، هو ملتصق بنا وبعالمنا. فالكذب يضرّ بالإنسان وبالقريب. وإذ نحن أعضاء بعضنا لبعض، ينال أكثر من إنسان الشرّ من هذا التصرُّف المشين. هناك كذب بالكلام، بالعمل، بالتصرُّف، وحتَّى بالسكوت.

الوصيَّة الثانية: الغضب. هو يشبه القتل في نظر يسوع ويستحقُّ الدينونة. ولكنَّنا نغضب كلُّنا بحيث نجعل حاجزًا بيننا وبين الذي كذّبنا عليه. لا نسمح للغضب أن يصبح خطيئة. يجرح الآخرين... وقد يتوصَّل الغضب إلى القتل. وإن كان من غضب ينبغي ألاَّ يطول. أنا لا أنام في غضبي. لهذا يقول الرسول: لا تغرب الشمس على غضبكم. كما قال يسوع: اتَّفق مع أخيك وأنت ماضٍ إلى المحاكمة. فعند الندم يأتي صوت الله، ضميرنا، ينبّهنا إلى الخطأ الذي اقترفنا، يوبّخنا... نمضي ونصالح أخانا.

 

الله وقريبي

لا سبب لنا أن نحبَّ إخوتنا أقلّ ممّا لنا أن نحبَّ الله بالذات، لأنَّ الحبَّ الذي به نحبُّ بعضنا بعضًا ليس سوى عادة، سوى فضيلة، سوى حبّ مع حبّ الله. فهو أمرٌ واحد أن نحبّ، إمّا أن نحبَّ الله أو نحبَّ البشر، لأنَّنا لا نحبُّ سوى الله، لأنَّنا لا نحبُّ الناس إلاَّ لأجل الله.

ينبغي أن نحبَّ قريبنا، حسب الإنجيل، كما أحبَّنا يسوع المسيح. وبهذه الفريضة، أُمرنا أن نحبَّ القريب مثل نفوسنا، بل أكثر من نفوسنا. ولكن، كيف أحبَّنا يسوع؟ أحبَّنا حبًّا متينًا، أحبَّنا من أجل خلاصنا، إلى الأبد. ما هو حبّ ينحصر في علامات حنان باطلة، أو يدفعه لكي يمنحنا خيرات عاطفيَّة وزمنيَّة. فكلُّ حبّه يتوق إلى أن يجعلنا على الدوام سعداء. ولكن ما الذي لم يعمله لأجل ذلك؟ بهذا عرفنا محبَّة الله: ذاك بذل حياته من اجلنا" (1 يو 3: 16). ذاك ما يجب أن يكون حبُّنا للقريب وإلى هذا الحدّ يجب أن يمضي.

الطوباويّ كلود دي لاكولمبيار

*  *  *

إلى داخلِ بيت القضاء، شاهدتُ هناك قائمين

الشهداء المباركين، وهم يدانون منهم.

السيوف مسنونة، والنارُ مضرمة، واللهيبُ مخيف؛

أمشاط الحديد واللطمات، والآلامُ والضيقات؛

واحدٌ موثَقٌ، وممدودٌ على دولاب، ومأخوذ نورُ حدقةِ عينيه،

وجسده محتملٌ الآلام والضيقات؛

(و) وآخرُ موضوعٌ فوق اللهيب، ومن حوليه النار تزأر،

واللهيبُ مخيفٌ (...). تبارك الربُّ

الذي قوَّى أبطاله والعذابات. هللويا. وكرَّم تذكارَهم.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM